«السلمية قناع زائف»: رفعوها شعاراً في «25 يناير» ثم مارسوا القتل والحرق والإرهاب بعد «30 يونيو»

«السلمية قناع زائف»: رفعوها شعاراً في «25 يناير» ثم مارسوا القتل والحرق والإرهاب بعد «30 يونيو»
حملت ثورة 25 يناير 2011 أحلاماً للشباب فى التغيير، لكن سرعان ما سُرقت هذه التطلعات المشروعة فى وطن أفضل من جماعة الإخوان الإرهابية، التى رفعت شعار السلمية مراراً، وأكدت رفضها للعنف تكراراً، لكن بمرور الأيام تكشف وجهها الحقيقى، ونهجها القائم على العنف والفوضى، وصولاً إلى أكبر موجة إرهاب طالت الجميع بعد ثورة الثلاثين من يونيو.
إزهاق أرواح المواطنين.. من «أحداث الاتحادية» لـ«مكتب الإرشاد».. مشاهد مروعة وثقتها وسائل الإعلام
واجه المصريون مشاهد مروعة لم يألفوها من قبل، من عنف وكر وفر وسفك للدماء واشتباكات نفذها مسلحو الجماعة مع المحتجين على حكمهم بالشوارع، نشروا الرعب والفزع فى قلوب الجميع، ولم يفرقوا بين كبير أو طفل أو امرأة، وعلى منصات التواصل الاجتماعى وثق المواطنون جرائمهم، فظهر أنصارهم وهم يعتدون بالسلاح على المتظاهرين فى منطقة سيدى جابر بالإسكندرية، إضافة إلى رمى أحدهم للأطفال من فوق سطح إحدى العمارات بلا رحمة أو شفقة، حيث أسفرت هاتان الواقعتان عن سقوط 12 شهيداً و18 مصاباً.
كشفت الثورة العارمة على حكم الإخوان فى شوارع وميادين مصر ما بالجماعة من تناقض وتضاد والكيل بمكيالين، فحينما اندلعت الاحتجاجات فى مطلع 2011 على النظام الحاكم حينها، وجد فيها الإخوان ضالتهم وفرصتهم فى تحقيق مآربهم ومشروعهم الفوضوى، فأطلقوا على 25 يناير «ثورة»، ولكن حينما ثار عليهم الشعب بالملايين بجميع ربوع مصر نعتوا ثورة الثلاثين من يونيو بـ«الانقلاب»، متوعدين المصريين بالفوضى والقتل، كأنهم ليسوا منهم أو شعب آخر.
لم يكتف قيادات الجماعة بعدائهم مع الشعب وتحديهم لرغباته وتطلعاته، وراحوا يتوعدون الجيش ويطلقون التهديدات علانية على مسمع ومرأى من وسائل الإعلام، وأعلنوا مسئوليتهم الكاملة عن كل العمليات الإرهابية التى تحدث بسيناء رداً على خلع رئيسهم محمد مرسى من الحكم، ليتبين كذبهم وتلونهم مرة أخرى حينما رفعوا شعار السلمية فى أحداث 25 يناير، فاتورة باهظة دفع ثمنها أبناء الشعب من رجال القوات المسلحة والشرطة على مدار تلك السنوات التى أعقبت إزاحة حكم الجماعة.
تدمير عشرات الكنائس ودور العبادة.. واستهداف الأقسام وكمائن الجيش والشرطة فى ربوع مصر
كان سقوط حكم المرشد فى ثورة 30 يونيو بداية ظهور الحقيقة التى حاولوا إخفاءها وإلصاقها بالآخرين، حينما أثبتت التحقيقات أنهم كانوا وراء عمليات اقتحام السجون ونشر الفوضى فى الأحداث التى تلت 25 يناير، والاعتداء على مؤسسات الدولة وممتلكات الشعب، ومحاولتهم المستميتة لبث الفتنة الطائفية بين المصريين وتورطهم فى تفجير الكنائس بمحافظات مصر والاعتداء على الأقباط وتوعدهم بالقتل، فلم يدعوا أمراً للريبة حول تورطهم فى تلك الأحداث، فقد اعترفوا بكل وضوح وصراحة وهددوا بالعلن وعلى وسائل الإعلام المختلفة وفى أكثر من مناسبة، بأن كل سفك الدماء الذى يحدث بمصر هو رد على خروج الشعب المصرى ثائراً عليهم ورافضاً لحكمهم.
وقائع كثيرة أثبتت عنف وجرائم الإخوان فى حق المصريين، ففى محيط قصر الاتحادية فى الرابع من ديسمبر عام 2012، الذى شهد احتشاد عشرات الآلاف مطالبين بعزل مرسى بعد الإعلان الدستورى الذى أطلقه محاولاً الانفراد بمصير أمة كاملة، واجهت ميليشيات الجماعة المتظاهرين بالقتل والتعذيب، فهدوا خيام المعتصمين واعتدوا على النساء ومزقوا ملابسهن، وكسروا السيارات فى محيط الاتحادية، ليسقط المصريون على أعتاب الاتحادية بين شهيد وجريح.
وفى الفترة من 30 يونيو حتى فض اعتصام رابعة العدوية المسلح، استمر عناصر الجماعة فى ترويع المواطنين وتخويفهم فى حادث تلو الآخر، وكان من ضمن أشهر تلك الوقائع أحداث مكتب الإرشاد بالمقطم، التى وقعت بنهاية شهر يونيو من عام 2013، حينما أطلقت عناصر مسلحة من الجماعة النار من فوق مبنى مكتب الإرشاد على المتظاهرين، ما أسفر عن استشهاد 12 شخصاً من المتظاهرين، وإصابة 48.
وفى الإسكندرية اندلعت أحداث مسجد القائد إبراهيم يوم 26 يوليو من عام 2013، حينما أطلق أفراد مسلحون من الجماعة النيران على أهالى المنطقة، ليسقط 5 شهداء، ويصاب 72 آخرون، وفى الجيزة وقعت أحداث منطقة بين السرايات يوم 2 يوليو من العام ذاته، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين عناصر الجماعة المسلحة وأهالى المنطقة، خلفت 23 شهيداً و220 مصاباً.
وعقب فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين، اللذين كانا خير دليل على دموية الجماعة، حيث جرى العثور على 11 جثة و10 مصابين تبدو عليهم آثار التعذيب والتنكيل، استهدفت العمليات الإرهابية كل بقعة بمصر، بداية بحرق مبنى كلية الهندسة يوم 14 أغسطس من عام 2013، وحرق حديقة الأورمان فى اليوم نفسه، وإضرام النيران فى مبنى وزارة المالية وحرق مقر الأمن الوطنى بالشرقية، واقتحام مبنى نيابة ومحكمة بنى سويف، وحرق قسم شرطة الوراق وحرق قسم شرطة كرداسة، واستشهاد مأمور القسم ونائبه و12 ضابطاً وفرد شرطة، وإتلاف مبنى القسم بالكامل وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة، علاوة على التمثيل بجثث الشهداء، وإطلاق النار على قوات الشرطة والجيش فى منطقة رمسيس يوم 17 أغسطس 2013، بعد أن اعتلى عدد من عناصر الجماعة مئذنة المسجد، وأطلقوا الأعيرة النارية على قوات الجيش والشرطة.
وبالتوازى مع كل تلك الأحداث، كانت سيناء مسرحاً مشتعلاً بالعمليات الإرهابية التى نفذها الإخوان والتنظيمات الموالية لهم، فهاجموا كمين الخروبة بالشيخ زويد يوم 6 يوليو، وأفراد القوات المسلحة المكلفين بحماية كمين محطة كهرباء الواحسى بمدينة الشيخ زويد، 14 يوليو، وأطلقوا قذيفة «آر بى جى» على أوتوبيس مصنع عمال أسمنت سيناء، ما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة 15، وفى اليوم التالى وقع الهجوم الدامى على حى العبور بالعريش، كما شنت مجموعات مسلحة هجوماً عنيفاً على كمائن أمنية عدة فى العريش والشيخ زويد فى نفس التوقيت.
بدأت الجماعة الإرهابية فى تصعيد هجماتها على مؤسسات الدولة والجيش والشرطة كرد فعل يائس حينما تيقنوا أن مشروعهم الفوضوى والشيطانى قد ولى بلا رجعة، وكانت نقطة البداية بمهاجمة مديريات الأمن، ففى يوم 24 ديسمبر 2013 تم تفجير مديرية أمن الدقهلية وسقط 16 شهيداً و150 مصاباً، وأسفر الانفجار عن انهيار واجهة المبنى الجانبى للمديرية وانهيار جزئى فى عدد من المبانى القريبة مثل مجلس مدينة المنصورة، والمسرح القومى، والمصرف المتحد.
ولم يقتصر الأمر على استهداف مديريات الأمن فحسب، فتم استهداف أقسام الشرطة والكمائن والمنشآت الحيوية، ففى يوم 2 أبريل 2014، ضربت ثلاثة انفجارات محيط جامعة القاهرة، وأعلنت جماعة أجناد مصر مسئوليتها عن التفجير الذى أدى إلى استشهاد رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة العميد طارق المرجاوى، وإصابة 5 آخرين.
ولم تسلم دور العبادة من عنف الإخوان المسلح، فقد طالت أذرع الإخوان الإرهابية الكنائس والمنشآت القبطية فى جميع المحافظات، فعلى سبيل المثال لا الحصر هجوم كنيسة العذراء بالوراق، الذى أسفر عن سقوط 4 قتلى من بينهم طفلة عمرها ثمانية أعوام، وأكثر من 20 مصاباً، وحرق دير العذراء والأنبا إبرام بالمنيا، وكنيسة مارجرجس بحدائق القبة واستهداف الكنيسة الإنجيلية بالهرم 2015، واستهداف كنيسة العذراء بأكتوبر، وكنيسة مارمرقس الكاثوليكية بالمنيا، وانفجار الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تلك الوقائع التى خلفت عشرات الشهداء والمصابين، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير التى طالت شبكات الكهرباء والبنية التحتية للاقتصاد، حيث تم تفجير وتدمير 215 برج ضغط عال، و510 أكشاك ومحولات كهرباء على مستوى الجمهورية.
قوائم اغتيالات طالت رموز الدولة أبرزها استشهاد «بركات» و«رجائى».. وسفك دماء الأطفال والمرضى فى تفجير معهد الأورام
وفى عام 2019 وقع الحادث الإجرامى الذى استهدف تفجير معهد الأورام بسيارة مفخخة، ليسقط 19 شهيداً ويصاب 30 آخرون، وإلحاق أضرار جسيمة بمبنى بالمعهد.
ولم تكتف الجماعة الإرهابية بعمليات التخريب بل لجأت لعمليات الاغتيال، ووضعت الجماعة قائمة بقتل عدد من الشخصيات العامة، وتمكنت عناصر الإخوان الإرهابية من تنفيذ بعض مخططاتها فى تصفية رجالات الدولة، كقتل العميد عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة مدرعات بالجيش أمام منزله بمدينة العبور، واغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات.
الإخوان جماعة إرهابية إجرامية منهجها القتل، وكل من داخلها كاذبون، فهى جماعة منحرفة عن صحيح الدين، وعندما وصلت إلى الحكم فى عام 2012، وقعت مصر تحت يد محتل غاشم اسمه التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، فقد احتلت مصر باستخدام حيل كثيرة، وقد صنعت جماعة الإخوان الإرهابية أكذوبة المظلومية وعاشوا فيها لعقود.
ثروت الخرباوى
الخبير فى شئون الجماعات الإرهابية
------------------------------------------
العنف يسيطر على عقول مؤسسى ومنتمى جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية منذ نشأتها عام 1937 على يد حسن البنا، واستخدم عناصر الإخوان هذا العنف فى تنفيذ عدد من الاغتيالات تاريخياً وحتى موجة العنف والإرهاب الكبرى بعد ثورة 30 يونيو. وادعاء الإخوان شعار السلمية والتغيير السياسى بعد ثورة يناير كان مجرد خداع تكتيكى مؤقت.
ماهر فرغلى
الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية
---------------------------------------------------
جماعة الإخوان الإرهابية ليست قريبة من الدين أو الدولة فى أى شىء، وكانت تتعامل مع المعارضين بمنتهى الوحشية والتعذيب والخطف، وقد وضع الشباب أنفسهم وأرواحهم ومستقبلهم فى مواجهة مع جماعة فاشية إرهابية، حتى اندلعت ثورة 30 يونيو التى خلصت الشعب المصرى من حكم الجماعة، فالشباب كان الداعم الأساسى الذى وفر الحماية لهم الجيش المصرى.
النائبة مى كرم جبر
عضو مجلس النواب