مساعد وزير الخارجية الأسبق: «السيسى» لعب دوراً كبيراً فى استعادة مكانة مصر عربياً وأفريقياً ودولياً

مساعد وزير الخارجية الأسبق: «السيسى» لعب دوراً كبيراً فى استعادة مكانة مصر عربياً وأفريقياً ودولياً
قالت السفيرة هاجر الإسلامبولى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر واجهت تحديات كبيرة على مستوى سياستها الخارجية عقب ثورة 30 يونيو.
وأضافت «هاجر»، فى حوار لـ«الوطن» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لعب دوراً كبيراً فى استعادة مصر لريادتها على المستوى الدولى والعربى والأفريقى بحرصه على الانفتاح الدولى وحضوره العديد من الفعاليات المهمة، وعرض رؤية مصر فى التنمية ومكافحة الإرهاب، الأمر الذى جعلها تكسب ثقة العالم، وعادت مرة أخرى وحصلت على دعم دولى من عدة دول.. وإلى نص الحوار:
كيف تمكنت مصر من مواجهة العديد من التحديات الدولية بعد ثورة 30 يونيو؟
- عندما حدثت ثورة 30 يونيو، كانت دول العالم لا تعرف ماذا يحدث فى مصر، ومن هنا جاء تركيز السياسة الخارجية على الانفتاح على العالم رغم مواقف الدول المختلفة والمتباينة بين مؤيد ومعارض، نتيجة عدم فهمها وإدراكها للأحداث، والتى ترتب عليها وجود تفسيرات خاطئة عن الأحداث التى تبعت الثورة، ومن هنا جاء دور الخارجية لتوضيح وعرض ماذا يحدث فى داخل مصر، وساعد وجود الرئيس السيسى على المستوى الدولى ونقله لرؤية مصر ودورها التنموى فى الداخل على الانفتاح بشكل كامل على مختلف المجالات والمناطق فى العالم، سواء على مستوى دول أوروبا والولايات المتحدة وآسيا والصين والهند وأفريقيا.
رئاسة «القاهرة» الاتحاد الأفريقى بعد تجميد عضويتها والدعم الأمريكى لاستضافة قمة المناخ بشرم الشيخ أبرز المكاسب
ما أبرز التحديات بعد ثورة 30 يونيو؟
- ظهر العديد من التحديات أمام مصر، كان أبرزها، على سبيل المثال، تجميد عضويتها فى الاتحاد الأفريقى، وكذلك قيام الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما بوقف المعونة العسكرية، ومع عرض مصر لرؤيتها الداخلية ونجاحها فى ملف التنمية والقضاء على الإرهاب تغيرت مواقف الدول تجاه مصر، وبعدما تم تجميد عضويتها فى الاتحاد الأفريقى عادت مصر وأصبحت تتولى رئاسته، وكذلك تحسنت علاقاتها بالولايات المتحدة فى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وعادت العلاقات مرة أخرى بين البلدين، التى أصبحت فى أفضل حالاتها بعد تولى الرئيس جو بايدن، لدرجة حصول مصر على الدعم الأمريكى فى استضافتها للدورة الـ27 لمؤتمر قمة المناخ فى شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل.
كيف ترى أسباب تغيير مواقف بعض الدول تجاه مصر؟
- يعود الفضل بشكل كبير إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى حرص على عرض رؤية مصر، خاصة التنموية فى كافة المحافل الدولية، التى أعطى لها أولوية كبيرة، فالرئيس حرص على المشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التى تعد بمثابة برلمان عالمى، وبالتالى احتكاكه بكافة رؤساء العالم، وهذا الأمر جعل العالم يعود للانفتاح على مصر مرة أخرى، لأنها كانت فرصة جيدة للرئيس لعرض رؤيته وأفكاره ونقل ما يحدث بصورة حقيقية، وهو الأمر الذى ظهر بعد ذلك فى استقبال الدول له. وكانت من أسرع الدول التى تفهمت الموقف المصرى فى المجال الأوروبى ألمانيا الاتحادية، حيث استقبلت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل الرئيس السيسى، وتطورت العلاقات إلى الوضع الطبيعى مع أوروبا، ومن بعدها الولايات المتحدة تحديداً فى عصر الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، استطعنا أن نحصل على الدعم الأمريكى الكامل، وإلغاء بعض القرارات التى اتخذها «أوباما»، خاصة فيما يتعلق بالمعونة العسكرية الأمريكية لمصر، واستؤنفت كل الأنشطة المتوقفة مع الولايات المتحدة.
ماذا عن الوجود المصرى فى المنطقة العربية؟
- انفتح الرئيس السيسى على الدول العربية التى وقفت مع مصر، وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية، كما بدأت المجموعة العربية كلها تتشكل حول مصر مرة أخرى، وعادت للعب دورها الريادى والعمل على توفير الأمن والأمان فى المنطقة العربية، خاصة فى ظل الأزمات المشتعلة حولنا فى المنطقة، كما كان لمصر دور كبير فى الملف السورى، حيث أوضحت للعالم بأكمله أهمية وصلابة الدولة الوطنية والحفاظ على حدودها، وأن هذا هو المعيار الرئيسى لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، وبعدما كان العالم بأجمعه يتخذ موقفاً ضد الرئيس بشار الأسد، بدأت المواقف تسير إلى الأفضل، وكذلك الوضع فى العراق، مع زيارة الرئيس السيسى لبغداد وما نتج عنها، والتحالف العراقى الأردنى المصرى وبداية تكوين تكتل اقتصادى يشمل هذه الدول.
كيف تمكّنت مصر من العودة مرة أخرى إلى أحضان القارة الأفريقية؟
- مصر لم تنسحب أبداً من أفريقيا، ولكن الذى اختلف بعد ثورة 30 يونيو، هو أن التمثيل المصرى فى أفريقيا أصبح على المستوى الرئاسى، وهو الأمر الذى أعطى العلاقات قوة وجعلها أكثر تأثيراً، والرئيس السيسى يتبنى أسلوب التنمية الذى حدث فى مصر خلال الـ7 سنوات فى رؤيته أيضاً لأفريقيا، وأكد أكثر من مرة أهمية إقامة البنية التحتية فى أفريقيا، وأنها خطوة مهمة فى التكامل القارى، كما نقلت مصر تجربتها فى القضاء على فيروس سى، والعلاقات فى أفريقيا فى عهد الرئيس السيسى أخذت زخماً كبيراً.
سياستنا الخارجية تدعم الحفاظ على الدول الوطنية وترفض تقسيم البلدان وإشعال الفتن الداخلية بها
الملف الليبى كان أحد أبرز التحديات التى واجهت مصر.. كيف ترين إدارة هذا الملف المهم؟
- القضية الليبية أمن وطنى على حدودنا، والرئيس وضع خطوطاً حمراء لا يمكن تخطيها، والموقف المصرى للرئيس السيسى تجاه أية دولة هو الحفاظ على الدولة الوطنية ووحدة التراب الوطنى، ومصر ضد تقسيم البلاد وإشعال الفتن، لذلك حرص الرئيس على استضافة زعماء القبائل الليبية لحل الأزمة.
دولة سلام
مصر طول الوقت دورها حميد تقرّب الأطراف من بعض، وليس التفرقة ولا التقسيم بين أبناء الدولة الواحدة، وهو ما ينطبق على ليبيا والقضية الفلسطينية، ومصر دولة سلام تسعى لتحقيق الاستقرار، وقد نجحت فى مواجهة الإرهاب وتصدرت دول العالم فى هذا الشأن، وهو ما جعل جميع دول العالم تغير نظرتها تجاه مصر، إذ إنها تحتاج للخبرات المصرية فى هذا الأمر.