اللواء شوقي صلاح: دعوات حرق البلاد تعالت خلال مؤتمر «نصرة سوريا» ودفعت الشعب لإنقاذ وطنه

كتب: محمد بركات

اللواء شوقي صلاح: دعوات حرق البلاد تعالت خلال مؤتمر «نصرة سوريا» ودفعت الشعب لإنقاذ وطنه

اللواء شوقي صلاح: دعوات حرق البلاد تعالت خلال مؤتمر «نصرة سوريا» ودفعت الشعب لإنقاذ وطنه

لماذا خرج أكثر من 30 مليون مصرى مطالبين بعزل رئيس مصرى منتخب؟

- كان أهم أسباب ثورة 30 يونيو المعاناة التى تكبدها الشعب المصرى خلال عام من حكم الإخوان الفاشل، والاستبداد الذى مارسته تلك الجماعة فى مواجهة أى صوت معارض لحكمها، ولعل أخطر مظاهر هذا الاستبداد قد تجلى فى مشروع لتعديل دستورى يطلق يد رئيس الدولة فى اتخاذ قراراته دون معقب عليه حتى من القضاء، وأمام الرفض الشعبى لهذا المشروع اضطر الرئيس لسحبه، إلا أن التنظيم حاول السيطرة على كل أجهزة الدولة من خلال توظيف عناصر غير مؤهلة فى المناصب العليا، دون أى اعتبار للمهنية والكفاءة.

ولعلنا نتذكر الصدامات العنيفة التى شاهدناها فى شوارع مصر بين جموع الشعب الرافض لحكم مكتب الإرشاد والعناصر الدينية المتطرفة، سواء التابعة لتنظيم الإخوان أم للتنظيمات الموالية لهم، هذا وفى منتصف يونيو 2013 ظهر هذا جلياً فى اجتماع أطلق عليه «نصرة سوريا» الذى عقد فى استاد القاهرة وحضره الرئيس السابق محمد مرسى، وبمشاركة حشد من قيادات وعناصر التيار الدينى المتطرف، حيث تعالت صيحات تهدد بحرق مصر حال خروج الشعب فى ثورة لإزاحة حكم الإخوان. ولعل هذا المشهد الصادم لعموم المصريين هو أحد أهم العوامل التى خرج بسببها الشعب مطالباً بإقصاء نظام حكم دينى، حيث أدركت جموع الشعب بحسهم الوطنى أن استمرار هذا النظام سيأخذنا لا محالة إلى حرب أهلية، وأن ما حدث فى ليبيا وسوريا ليس ببعيد عن تكراره فى مصر مع استمرار هذا النظام.

حاربت مصر الإرهاب من جبهات عدة.. لعل أخطرها القادم من المحور الاستراتيجى الغربى بليبيا الشقيقة.. فهل ما زال هذا التهديد قائماً؟

- بعد تفكك الدولة الليبية فى 2011 نتيجة لما سُمى بثورات الربيع العربى، وما ترتب على هذا من نهب لمخازن سلاح الجيش الليبى، وتحرك التنظيمات الإرهابية تجاه ليبيا سعياً لاستغلال الفراغ الأمنى القائم، وطمعاً فى الثروات البترولية، لذا فقد كان المحور الاستراتيجى الغربى وما زال مصدر خطر جسيم تجاه وطننا، فمن هذا الاتجاه ارتكبت أخطر الجرائم الإرهابية، حيث تسللت عناصر إرهابية من الحدود «المصرية - الليبية» الممتدة ومعها أسلحة جيوش.

ونذكر فى هذا السياق هجوم الواحات أكتوبر 2017، الذى استشهد فيه 16 من قوات الشرطة المصرية، وتم تصفية كل عناصر هذه البؤرة الإرهابية بجهود قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة، ونتذكر أيضاً حادث قتل 21 مسيحياً مصرياً فى فبراير 2015 من العاملين فى ليبيا، وتبنى «داعش» العملية، فجاء الردع المصرى سريعاً جداً، خلال 24 ساعة من نشر فيديو استشهاد العمال على يد الإرهابيين، حيث دكت القوات الجوية المصرية حصون ومراكز تجمع ومخازن أسلحة تابعة للتنظيم بمدينة «درنة» الليبية وسوّتها بالأرض، من خلال ضربات صاروخية عالية الدقة، بعدها تقبلنا العزاء فى أبنائنا الشهداء.

هناك أطماع فى الثروات الليبية فى ظل احتياج الغرب للنفط الليبى والموقف العربى الموحد يجب أن يجهضها ولا يترك الليبيين وحدهم 

ما وضع الملف الليبى الآن، خاصة فى ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية؟

- نعم هناك أطماع فى الثروات الليبية، خاصة فى ظل احتياج الغرب المُلح والعاجل لضخ المزيد من النفط بهدف الاستغناء عن استيراد النفط والغاز الروسى، وللأسف يلعب الرئيس التركى دوراً تآمرياً فى هذا الملف، فقد أرسل آلاف المرتزقة والعملاء إلى غرب ليبيا بهدف السيطرة على منابع النفط، وربما يتطور الوضع فيقوم بإرسال قوات مسلحة تركية إلى المسرح الليبى، خاصة فى ظل تقارير تؤكد ضخ كميات كبيرة من الأسلحة إلى ليبيا فى الآونة الأخيرة، ليتحول وضعه إلى «محتل» ويحق هنا لأحفاد عمر المختار الجهاد ضد الغاصب. وسيدفع «أردوغان» بهذا التحرك المحتمل ثمناً باهظاً على كل المستويات خاصة السياسى منها، فيجب أن يضع فى حساباته أن المسرح الليبى معقد للغاية، وروسيا ودول أخرى مؤثرة ستكون لها الكلمة العليا فى هذا الملف، ونؤكد هنا أن الموقف العربى الموحد يجب أن يواجه هذه الأطماع، فلا نترك ليبيا وحدها لتواجه هذه المؤامرة.

أشرت مسبقاً إلى توظيف أجهزة أمنية لدول كبرى لدعم الأنشطة الإرهابية.. فكيف يتم هذا التوظيف؟

- لتأكيد هذا الأمر، نشير إلى متابعة العالم كله لتصريح «أردوغان» فى ديسمبر 2017 بقوله: «الإرهابيون الذين غادروا الرقة أُرسلوا إلى سيناء»، ووقتها كتبت مقالاً وعدت فيه الرئيس التركى بتجهيز مدافن خاصة لهؤلاء المرتزقة، لتكون شاهداً ومزاراً دائماً يؤكد لكل الطامعين فى سيناء أنها ستظل مقبرة للغزاة. أما عن توجيه الأجهزة الأمنية لنشاط تنظيم إرهابى ما، فيتم هذا من خلال أدوات أهمها: سيطرة الأجهزة الأمنية «المخابرات غالباً» على مَن فى السجون من عناصر التنظيم، خاصة إذا كان منهم قيادات سابقة. وعامل آخر للسيطرة على تنظيم إرهابى، وذلك من خلال مصالح يمكن أن يحققها التنظيم حال تنفيذه لمهام معينة، وتظل القدرة على اختراق التنظيم وتوجيه ضربات مؤثرة له من حين لآخر أهم عوامل السيطرة.

التنظيمات الإرهابية تسعى لاستغلال أزمة الغذاء العالمية فى تنفيذ أجندتها الإجرامية.. وتفاوض الدول العظمى يُبطل مخططاتها

حرب أوكرانيا

التأثيرات السلبية للحرب الأوكرانية امتدت آثارها لتشمل جميع دول العالم، وأحدثت مشكلات اقتصادية نالت حتى من الدول العظمى، فما بالنا وحال الدول النامية، وصدر مؤخراً عن منظمة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة تقريراً يشير إلى أن هناك 20 دولة على مستوى العالم تعد «بؤراً ساخنة للجوع»، وأن تداعيات الأزمات العالمية الراهنة ستؤدى غالباً إلى انفجار تلك البؤر، لذا فيمكن التنبؤ بوقوع أعمال عنف من الجوعى، تجاه مصالح الدول المشاركة فى هذه الأزمة العالمية للغذاء والطاقة، ومنها بالطبع روسيا ودول الناتو.


مواضيع متعلقة