أستاذ علم نفس يحلل جرائم القتل وإنهاء الحياة بطريقة صادمة: التعاطف مع الجاني يفاقم الأزمة

أستاذ علم نفس يحلل جرائم القتل وإنهاء الحياة بطريقة صادمة: التعاطف مع الجاني يفاقم الأزمة
- البحوث الجنائية
- البحوث الاجتماعية
- علم النفس
- الجريمة
- الانتحار
- البحوث الجنائية
- البحوث الاجتماعية
- علم النفس
- الجريمة
- الانتحار
قال الدكتور حسام الدين الوسيمي، أستاذ علم النفس المساعد بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن المجرم عند ارتكابه الجرائم، يكون ناقمًا على المجتمع بشكل عام، وغير ملتزم بأي قوانين، وهناك ظروف أخرى تؤدي لارتكابه الجريمة.
وأوضح «الوسيمي» في حواره لـ«الوطن»، أن مصر من الدول المنخفضة في معدلات إنهاء الحياة عالميًا..
ما دوافع الشباب لإنهاء حياتهم بطريقة صادمة؟
- مصر من الدول المنخفضة في معدلات إنهاء الحياة عالميًا، والتغطية الإعلامية الزائدة لحوادث إنهاء الحياة خاصة على السوشيال ميديا، ربما تتسبب في زيادة الحالات، وهناك علميًا ما يسمى بـ«عدوى إنهاء الحياة» والحديث عن الأشخاص الذين ينهون حياتهم وقصصهم خاصة إذا صاحبها فيديوهات أو أمور تفصيلية عن طريقة إنهاء حياتهم، وهناك دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عن تلك المشكلة في المجتمع.
ما تأثير ظاهرة التعاطف مع الجناة التي تشهدها السوشيال ميديا؟
- إذا أوجدت السوشيال ميديا والمجتمع للجاني مبررات، وتعاطفت معه لدرجة ربما تؤثر في الآخرين فالبعض سيقلده، والمجتمع به قوة رادعة، وهناك تجريم مجتمعي.
هل يسهم الاكتئاب في إنهاء الشباب لحياتهم؟
- هناك من يتخيل أن إنهاء الحياة يحدث بسبب الاكتئاب فقط، ولكن هناك أسبابًا أخرى مثل: «فقد الإنسان الإدراك للواقع وقت إنهاء حياته بسبب الأمراض العقلية، أو الضعف العقلي، أو تعاطي المخدرات»، وهناك ما يعرف بـ«إنهاء الحياة الظاهري» بهدف تحقيق رغبة معينة، كرغبة فتاة على سبيل المثال في الزواج بشخص تحبه وأهلها يعارضون، ما يجعلها تقوم بـ«إنهاء الحياة الظاهري»، من خلال تعاطي أقراص معينة، وهناك نوع آخر يعرف باسم «إنهاء الحياة الانتقامي» مثل الشاب مصطفى توكل الذي أنهى حياته موصيًا ألا يسير والده في جنازته، وهو إنهاء الشخص لحياته بطريقة مؤلمة وترك إحساسًا بالذنب لأفراد عائلته يلازمهم طيلة حياتهم.
ما أسباب ارتكاب بعض الجرائم الوحشية مثلما حدث مؤخرًا؟
- المجرم ربما يكون ناقمًا على المجتمع بشكل عام، وغير ملتزم بأي قوانين «الشخصية السيكوباتية»، وهناك أمور أخرى تؤدي للجريمة مثل نمط التنشئة الاجتماعية كالتدليل أو الحرمان الزائد ويؤديان لنفس المسار في النهاية، فالتدليل الزائد وإشباع كل الاحتياجات لدى الإنسان يجعله لا يتحمل الإحباط، وإذا واجه في الواقع ظروفًا تمنعه من إشباع احتياجاته يلجأ إلى أخذها بالقوة، وربما يلجأ للجريمة في حالة الحرمان الشديد لتعويض ذلك الحرمان، والأسباب متعددة للجريمة كتفسيرات، كما أن زيادة مستوى الغرائز عند مرتكب الجريمة تدفعه لارتكابها، وهناك تنوعات في أنماط المجرمين، ومن الصعوبة تعميم خاصية المجرمين، إذ ربما يكون الشخص لديه مشكلة في طريقة التفكير ومثلت له دافعًا لارتكاب جريمته.
ماذا يعنى «الاستحقاق» الذى يدفع للجريمة؟
- المجرم يتخيل أنه يستحق الشيء، فلو شايف وهو بيسرق إنه يستحق الشيء المسروق، ويتعامل مع رغباته على أنها حقوق، ومن ضمن الأخطاء الشائعة عند المجرمين التفاؤل الزائد: «يعنى المجرم يكون ذاهب للسرقة، وشايف إن ربنا هيكرمه وهيطلع من الموضوع بسهولة».
ما التفسير العلمي لجريمة قتل طالبة المنصورة؟
- يعاني المتهم بقتل طالبة جامعة المنصورة من «الثنائية الوجدانية» ولديه ميول انتقامية، والحب عنده ممزوج بالكراهية، وغير قادر على تحمل الرفض وإشباع رغباته، ولم يفكر في العواقب بشكل منطقي، والاندفاعية الشديدة سمة من سمات بعض المجرمين إذ لا يتروى قبل تنفيذ أي شيء.
ما تفسير تعاطف البعض على السوشيال ميديا مع قاتل طالبة المنصورة؟
- ظهرت بعض الأفكار الذكورية بعد حادث قتل طالبة المنصورة على يد زميلها، وذلك للبحث عن عذر للجاني، ويسمى ذلك الفكر في علم النفس «التوحد مع المعتدى Identification with the Aggressor»، وهي حيلة نفسية يلجأ إليها البعض لتبرير الجرائم مثل «الولد بيحبها، محدش يعرف بينهم إيه»، كما يتوحدوا مع المعتدي وليس الضحية، لأن هناك من لا يحبون أن يكونوا في موقف الضحية، ومن يتوحدون مع موقف الجاني أو المعتدي، يبحثون عن مأمن من الاعتداء من خلال خلق مبررات للجاني وإلقاء اللوم على الضحية وبذلك يكونون مع الطرف الأقوى.