بريد الوطن .. الأحلام الموءودة خلف كرسى الروتين
صورة تعبيرية
خلف كرسى الروتين تختبئ النوايا، ونعيش واقعاً فجاً مزيناً بالضحايا، ضحايا التعاملات، ضحايا المادة، ضحايا سوء التقدير، نتعامل بهدوء وحذر، ودائماً يتملكك الخوف من أن يكتشف الآخرون كم أنت رقيق فيدوسونك بكلماتهم وتنمرهم، لا شىء يبقى، كل الأقنعة تسقط، وكل الوجوه تظهر حقيقتها، فالهيكل الحكومى له ما له وعليه ما عليه، فيه الكثير ممن هم أهل ثقة وخير، وفيه أيضاً من يختالون على الناس، خلف كرسى الروتين قيادات كثيرة، منهم من استحق لقب القائد لما يبذله من جهد مضاعف لصالح العمل، وتذليل العقبات، ورفعة شأن من يعملون به، خلف كرسى الروتين أحلام مؤجَّلة لشباب لم ترَ أحلامهم طوق نجاة للإفصاح عن ذاتها، أمنيات مكبوتة، وطموح غير مرئى يتسلل عبر شعاع أمل مخبأ بين طيات الحياة، الكل فى حضرة الروتين عاجز، إلا قليل ممن يفكرون، ويسعون للتغيير والتطوير، مع الالتزام بتعاليمنا البسيطة التى تدعو للود والألفة والإنسانية فقط دون إدماج الروتين البحت فى تعاملاتنا ورفعة شأن أنفسنا وعملنا. خلف كرسى الروتين صديق جائر، أب يلتحف عباءة الحكمة وهو فاسد، عبقرى بائس غير معروف، طيب تدوسه الأقدام، حليم يلتمس الأعذار، كل ما نتخيله موجود وأكثر بأروقة المصالح الحكومية، كأنها دنيا وعالم مماثل للواقع بكل ما يحدث فيه، فيه خير، وفيه شر، لذا فالصراع دائم ومستمر.
أسماء عبدالخالق
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com