بريد الوطن.. «كلمتين وبس».. «تلاقيح.. لسَّه»

بريد الوطن.. «كلمتين وبس».. «تلاقيح.. لسَّه»
«التلقيح» فى ثقافتنا الشعبية هو ذكر مساوئ شخص أو شتمه بطريقة غير مباشرة (طب لو راجل قُل).. أو حتى بـ«الغزل»، وهو ما يتحول إلى «قلة حياء» كـ«العربجى البصباص» الذى يُعاكس النساء من خلال بضاعته، مروراً بقعدات النساء أمام البيوت بالأرياف.. وانتهاء بوسائل التواصل الاجتماعى.
«حلاوة وحَمَار يا بطيخ».. نداء ذلك البائع الخبيث الذى رأى شابةً تسير بخفةٍ.. فما كان من خطيبها إلا أن «رَزَعَهُ قلم طيَّر لب بُقه». أما «الست نفيسة» أثناء سيرها أمام بيت جارتها، وهى تمشط شعر ابنتها، فسمعتها تقول «ناظرة بطرف عينيها إليها بعد خناقة قديمة بينهما»: قرَّبى يا حبيبتى (ربنا ياخدك) أسرَّح لك شعرك (اللى يتحرق)، عشان تروحى المدرسة (إلهى ما ترجعى)، وتيجى (نهايتك) بالسلامة.. كل ما سبق موجَّه لـ«جارتها».. والبنوتة أيضاً وقعت فى أزمة نفسية.
أما على وسائل التواصل، فتجد أحدهم يقتبس آية (كأنه شيخ مشايخ الطرق).. فيكتب: «والسارقُ والسارقةُ فاقطعوا أيدَيَهُما» قاصداً أمين المخزن (اللى رفض يقسم معاه كرتونتين بيض).. وآخر يكتب: «صاحِب الجدع وسيبك من قليل الأصل»، قاصداً صديقه (اللى أخد اسم الجمعية بتاعه). قد يقرأ هذا المنشور شخص غير مقصود، فيظن الكلام لنفسه، فيقوم بالرد.. وندخل حلقة من الكراهية لا تنتهى.
تذكروا جميعاً قوله تعالى: «ما يلفظُ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد».
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com