بريد الوطن.. بين الجهل والاستهزاء والفهم المغلوط

بريد الوطن.. بين الجهل والاستهزاء والفهم المغلوط
يقول الحكيم سليمان: الرجاء بالجاهل يكون أكثر من الرجاء بالحكيم فى عينى نفسه، فهل تعلم أن الجاهل أفضلهما؟!
هناك فهم مغلوط يخلط بين الجهل والاستهزاء، فكلمة جهل تأتى فى الأصل بمعنى عدم العلم بالأمر أو عدم الفقه فى الشىء موضوع الحديث، فالشخص الجاهل لا يملك المعلومة، أما المستهزئ فهو شخص يعرف المعلومات ولكنه يضرب بها عرض الحائط، أى يستخف بها ويستصغرها، لذلك يأتى مصطلح استهزاء فى إحدى الترجمات بمعنى التكبر، فالمستهزئ هو شخص يعرف الصواب والخطأ، ولكنه يرى نفسه أكبر منه فيقرر أن يحتقر الصواب ويفعل العكس، وفى ذلك قد قيل إن الجاهل قد يصبح عالماً فقيهاً، أما المستهزئ المتكبر فهو أكثر وأشد خطورة، فلا رجاء له أو منه، ولذلك قال داود فى المزمور الأول: «طوبى للرجل الذى لا يجلس مع المستهزئين»، فالعلم له درجات، الأولى تكبّر، والثانية اتضاع، فعندما يزداد علم الجاهل قد يصير مُتَّضِعاً، أما الشخص المستهزئ فبزيادة معلوماته السطحية والبسيطة يزداد تكبره.
فى نهاية الأمر، اعلم أن الحديث مع شخص مستهزئ هو هو مضيعة للوقت والجهد، لأنه لن يغير فكره إلا بأمرين: الأول إذا أراد التغيير بنفسه، والآخر إذا تعرض لصدمة شديدة جداً أعاد بها النظر فى قناعاته.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com