«الذوق ماخرجش من مصر».. سر المثل الشهبي الشهير و«صاحب المقام»

كتب: وائل فايز

«الذوق ماخرجش من مصر»..  سر المثل الشهبي الشهير و«صاحب المقام»

«الذوق ماخرجش من مصر».. سر المثل الشهبي الشهير و«صاحب المقام»

تحظى محافظة القاهرة  بالعديد  من المواقع الأثرية والتراثية والأماكن  الضاربة بجذورها في التاريخ، الذي تمتلئ صفحاته بقصص وحكايات ومقولات تاريخية لها أصول ومواقف.

وحول سر مقولة «الذوق مخرجش من مصر»، فهى  تعود إلى ضريح سيدى الذوق الموجود بالقرب من مسجد الحاكم بالله  في مدخل شارع المعز، حيث يعود تاريخه إلى عصر المماليك.

اشتهرت مقولة «الذوق مخرجش من مصر»، وعن أصلها فتتنوع القصص والروايات حول هذا الضريح الموجود بالشارع، فهناك رواية تشير إلى أن صاحب الضريح كان من التجار وأحد فتوات المحروسة، وكثيرا ما سعى إلى حل مشكلات المواطنين وإنهاء الخلافات بينهم، حتى ضاق صدره من تكرار الخلافات وتجددها بشكل كبير، وقرر مغادرة المكان، ولكن لشدة ارتباطه بالقاهرة أصابه الحزن  بعد اتخاذه قرار الرحيل، وفارق الحياة وسقط ميتا ودفن  على بابها.

وأشارت إحدى الروايات وفق محافظة القاهرة، إلى أن الحاكم وقتها قرر وضع الفتوات في السجون، فاستشعر الذوق الحرج لمكانته بين الأهالي وقرر ترك البلاد ومغادرتها، ولكنه لم يتحمل فراق وطنه، وفاضت روحه  قبل مروره من باب الفتوح، ما أصاب أهل المحروسة بالحزن الشديد، وقرروا دفنه مكان وفاته تكريما له، وإحياء لذكراه.

صاحب الضريح

وهناك رواية أخرى  تشير إلى أن  صاحب الضريح كان شخصا مبروكا لكنه قرر الرحيل بسبب ضيق ذرعه بأحوال البلاد، وقبل أن يخرج من باب الفتوح لفظ أنفاسه الأخيرة، فأنشأ الأهالي الضريح في نفس مكان وفاته.

أما الرواية الثالثة توضح أن صاحب القبر تعود أصوله إلى المغرب، حيث جاء إلى مصر وعاش بين أهلها وصار واحدا من أهلها بمرور الزمن، وحين طلب أولاده سفره إلى المغرب بسبب ظروف مرضه حتى يموت ويدفن هناك، رفض هذا الاقتراح، وحين أجبروه على تنفيذ الأمر توفي على باب الفتوح قبل أن يخرج منها.

ويتعامل الأهالي مع قبره باعتبار أنه من أولياء الله. وأنشئ حجاب الضريح من الخشب، وأعلاه قبة خضراء صغيرة يعلوها هلال ذهبي، عليها كتابات باللون الأسود أعلى الباب نصها «ضريح العارف بالله سيدي الذوق» ومن هنا أطلقت مقولة «الذوق  مخرجش من مصر».


مواضيع متعلقة