رئيس أكاديمية الفنون: السينما تراجعت بعد 2011 و«المتحدة» لديها رؤية مستنيرة لإعادة الريادة إليها.. و«الاختيار» يوثِّق أحداثاً مهمة للأجيال

كتب: إلهام زيدان

رئيس أكاديمية الفنون: السينما تراجعت بعد 2011 و«المتحدة» لديها رؤية مستنيرة لإعادة الريادة إليها.. و«الاختيار» يوثِّق أحداثاً مهمة للأجيال

رئيس أكاديمية الفنون: السينما تراجعت بعد 2011 و«المتحدة» لديها رؤية مستنيرة لإعادة الريادة إليها.. و«الاختيار» يوثِّق أحداثاً مهمة للأجيال

قالت الدكتورة غادة جبارة، رئيس أكاديمية الفنون، إن الخطة التى تعمل عليها فى الفترة الحالية بعد شهور قليلة من تعيينها، تعمل على أمر أساسى وهو النهوض بالناحية التعليمية، لإعادة الأكاديمية إلى مكانتها الرائدة بتفردها فى منطقة الشرق الأوسط بالكامل، باعتبارها بوتقة تضم جميع فنون الأداء، مشيرة إلى الدور المجتمعى الذى تلعبه الأكاديمية لتقديم الخدمات الثقافية والصحية لأهالى المنطقة المحيطة.

الرئيس «السيسى» يراهن على «القوى الناعمة» فى بناء وعى المصريين

وأضافت «جبارة»، فى حوارها لـ«الوطن»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى اهتماماً حقيقياً بالفنون، ويراهن على دور القوى الناعمة فى بناء وعى المصريين، منوهة عن كواليس تجهيز مبنى المعهد العالى للسينما الذى افتتحه رئيس الوزراء مؤخراً، ودوره فى الارتقاء بمستوى الأعمال الفنية فى الفترة المقبلة.

ما أبرز ملامح خطة العمل الحالية داخل الأكاديمية؟

- منذ ما قبل تعيينى رسمياً، وبناء على قرار التكليف بالقيام بأعمال رئيس الأكاديمية، فى أغسطس الماضى، الصادر بعد بلوغ الدكتور أشرف زكى، السن القانونية للتقاعد، بدأت العمل فى المكان، فتم افتتاح مسرح نهاد صليحة وملحقاته، ويجرى حالياً التوسع فى هذا المسرح، وخطتى تعمل على أمر أساسى وهو النهوض بالناحية التعليمية، لإعادة الأكاديمية إلى مكانتها الرائدة بتفردها فى منطقة الشرق الأوسط بالكامل، باعتبارها بوتقة تضم جميع فنون الأداء.

كيف سيكون تطوير الجانب التعليمى؟

- أعمل على أكثر من محور، ونجتهد حالياً لكى تحصل الأكاديمية على شهادة الجودة فى التعليم، وبدأنا العمل على هذا المحور منذ بداية التيرم الحالى، وقريباً سنرسل إلى هيئة الجودة فى التعليم، التابعة لمجلس الوزراء، لكى تتابعنا للبدء فى الخطوات التنفيذية لكى نحصل بعدها على اعتماد الجودة، ويواكب هذا تطوير فى المناهج والمقررات، وبالتوازى نعمل على رقمنة الأكاديمية بكاملها، لكى تخضع جميع الأجهزة التابعة للأكاديمية لنظام الرقمنة، وذلك بالتعاون مع عدة جهات من بينها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهو ما يتيح للطلاب متابعة العملية التعليمية وما يتصل بها من خدمات، سواء تسجيل للمقررات الدراسية، أو حصول الطالب على نتيجته، وكذلك سداد المصروفات الدراسية وخلافه، كما يجرى العمل على تجهيز مبنى مركزى للخدمات الطلابية، والمبنى موجود بالفعل، ونعمل على تجهيزه للعمل بنظام إلكترونى على غرار البنوك لتيسير تقديم الخدمات.

متى ينتهى العمل على مشروع الرقمنة؟

- قبل نهاية العام الجارى، ويجرى حالياً إدخال كابلات الإنترنت لربط الأكاديمية بشبكة واحدة، لأننا نعمل أيضاً على مشروع رقمنة المكتبات، فضلاً عن افتتاح أكبر مكتبة مركزية داخل الأكاديمية والتى تعتمد بالأساس على الرقمنة، ومن المقرر أن تحتوى المكتبة على شىء مهم جداً وهو مجموعة إهداءات مهمة، منها مكتبة الراحل الدكتور فوزى فهمى، ومقتنياته الخاصة، وكذلك مكتبة الراحل سعد أردش، ويجرى أيضاً تجهيز قاعات المكتبة.

ما سبل جذب الدارسين من الخارج؟

- طبعاً المبادرة الرائعة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى «ادرس فى مصر» لا بد أن ندعمها جميعاً، وسيكون ذلك بتسهيل وسائل التواصل والتحاق الطلاب الوافدين بمصر، لتكون الدراسة لدينا هى الخيار الأفضل، ويتصل بتطوير العملية التعليمية أيضاً العمل على مشروع المنصة الإلكترونية التعليمية والعمل عن بعد، للمزج بين التعليم التقليدى والهجين (المزج بين التعليم الأون لاين مع التقليدى)، لأنه سيكون نظاماً معتمداً فى المستقبل، وليس طارئاً بسبب ظروف «كورونا»، وبالفعل حصلنا على منصة من جامعة القاهرة، وحصلنا على محاضرات من خلال المجلس الأعلى للجامعات داخل الأكاديمية، وتم تدريب عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والمعيدين، وبدأوا بالفعل العمل على المنصة، والبداية كانت بتطوير الدراسات العليا، إذ نعمل على أن تكون الدبلومة سنة واحدة بدلاً من سنتين، لكى لا يتعطل الباحث، وسيعتمد هذا النظام قريباً بحيث يطبق على من يلتحق بالأكاديمية ابتداء من العام المقبل، وستتحول الدراسة إلى نظام الساعات المعتمدة، وهو ما يسهل على الباحثين الوافدين من خارج مصر.

كيف ترين موقف القيادة السياسية من «القوى الناعمة»؟

- القيادة السياسية تولى اهتماماً كبيراً بالفنون، والرئيس «السيسى» يراهن على دور «القوى الناعمة» والفنون فى بناء وعى المصريين، بدليل أن أى احتفالية خاصة بالرئاسة أو بالدولة يكون الفن حاضراً وممثلاً فيها، وهو اعتراف ضمنى بأن الفن أساسى، فضلاً عن تكريم الرئيس والسيدة الأولى للفنانين والفنانات، وكذلك الاستجابة السريعة من رئيس الجمهورية حينما كتبت إليه عن معهد السينما، والدعم الذى تلقيناه من الدولة، وافتتاح الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، للمعهد على أحدث طراز عالمى، ولا ننسى إنشاء مدينة الفنون فى العاصمة الإدارية على أعلى مستوى، وهناك تعاون مثمر بين الأكاديمية والمدينة حالياً.

ما دور القيادة السياسية فى دعم الأكاديمية والمعهد العالى للسينما تحديداً؟

- لا أنسى صاحب الفضل العظيم الراحل الدكتور فوزى فهمى، فكل بناء موجود فى أكاديمية الفنون يرجع الفضل فيه للدكتور فوزى فهمى لأنه هو من بنى كل هذه المعاهد الأكاديمية، له يد بيضاء على الأكاديمية، كما لا ننسى الدكتور أشرف زكى، لأنه من حرك العمل بهذه الأرض التى كانت أحراشاً بالفعل، على مدار سنوات طويلة، وعندما كنت أنا عميدة معهد السينما عملت عليه بشكل مكثف، وتمكنت من التواصل مع رئاسة الجمهورية، وأرسلت للرئيس «السيسى» مجموعة كبيرة من المذكرات مرفقاً بها صور المبنى، والدعم الذى نحتاجه، وفى أقل من أسبوع من رسالتى قرأت استجابة الرئيس فى حديث له يعلن عن اهتمام خاص بمعهد السينما لكى نطور السينما ونعيد لها ريادتها، لأن الرئيس لديه قناعة بمدى تأثير السينما والقوى الناعمة، وبالفعل بدأ دعم الدولة والعمل على المعهد، إلى أن افتتح المعهد مجهزاً بمعدات تقنية على أعلى مستوى وبحضور رئيس الوزراء. والمعهد حالياً يعمل على تخريج الطالب إلى سوق العمل وهو مؤهل على أعلى مستوى عالمى، وفى خطتنا عمل التحديثات لجميع معاهد الأكاديمية باستمرار حتى لا يصطدم الخريج بسوق العمل.

غادة جبارة: خطتنا الحالية هدفها النهوض بالناحية التعليمية لاستعادة ريادتنا فى الشرق الأوسط

ما تأثير ذلك على صناعة السينما فى مصر؟

- السينما تقوم على الفنان المبدع، ونحن نخرّج الطالب الفنان على دراية بجميع الأدوات التقنية التى تعتبر شيئاً مهماً فى الصناعة، فضلاً عن أن الدراسة تؤهله كفنان مثقف وواعٍ وموهوب فى البداية لتقديم مشاريع فنية تنهض بصناعة السينما، مثلاً جميع المسلسلات الحالية تقوم على إبداعات أبناء الأكاديمية أمام وخلف الكاميرا ومن أجيال مختلفة، ونحن أهم رافد للفنون، وعلى جانب آخر لدينا خطة أخرى تعتمد على فكرة عمل وحدة ذات طابع خاص بالاستفادة من البلاتوهات والقاعات الخاصة بالمعهد للسوق، وهو ما يحقق عائداً اقتصادياً للأكاديمية.

ما رؤيتك لمستقبل صناعة السينما فى مصر؟

- حدثت طبعاً مرحلة هبوط كبيرة فى الفترة التى أعقبت أحداث 2011، وبدأت السينما المصرية مؤخراً تعود من جديد، على الرغم من الظروف الصعبة التى يمر بها صناع السينما، وأعتقد أنه مع المنظومة الجديدة التى أعلنت عنها «الشركة المتحدة»، ومن خلال مناقشتى مع الشركة بصفتى وكيلاً لنقابة السينمائيين، لامست أن لدى الشركة رؤية مستنيرة وطريقة تفكير مختلفة ومتميزة، وأتصور أنه مع تنفيذ هذه الرؤية ستعود الريادة للسينما المصرية.

ما رأيك فى الأعمال الفنية المعروضة حالياً فى رمضان؟

- أغلب الأعمال تقوم على أبناء الأكاديمية من فنانين ومخرجين وراقصين، مثلاً كريم عبدالعزيز وأحمد مكى وغيرهما من خريجى الأكاديمية، أعجبنى مسلسل «الاختيار» لأنه يوثق أحداثاً مهمة مرت بها مصر، ولم يطلع عليها الجميع، خصوصاً الأجيال الصغيرة، كما أعجبنى مسلسل «راجعين يا هوى»، ومسلسل «أحلام سعيدة»، وللأسف انشغالى قبل وبعد الإفطار لا يسمح بالمتابعة فى شهر رمضان بالكامل، وسأتابع جميع الأعمال بعد العيد.

وضع حجر الأساس للمبنى الجديد للأكاديمية بالإسكندرية قريباً.. والمشروع ينتهى خلال عامين

ومتى يبدأ الاهتمام بمبنى أكاديمية الفنون بالإسكندرية؟

- من شهر تقريباً حصلت على ترخيص بناء فرع الإسكندرية، لأن فرعنا هناك كان يعمل داخل قصر الأميرة فايقة، فى لوران، على البحر، والأكاديمية تشغله منذ سنوات طويلة ويضم (معهد الباليه، ومعهد الكونسرفتوار، ومعهد الموسيقى العربية، ومعهد الفنون المسرحية)، وافتتحنا منذ سنتين معهد السينما، ثم معهد النقد الفنى، والقصر الذى تشغله الأكاديمية غير مسجل كأثر، ولكن لن يهدم، وبعد حصولنا على ترخيص البناء على أرض «بهو» خلف القصر، ويجهز المكان حالياً، وستضع الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، ومحافظ الإسكندرية، حجر الأساس خلال أسابيع قليلة، وسيكون المبنى مكوناً من 9 طوابق تضم جميع معاهد الأكاديمية، وحسب الخطة الزمنية الموضوعة سينتهى تنفيذ المشروع بالكامل فى غضون سنتين.

«الأكاديمية» المؤسِّس للمبدعين فى مصر.. ونعمل على رقمنتها بالتعاون مع «المتحدة» قبل نهاية العام

حدثينا عن الدور المجتمعى للأكاديمية فى المنطقة المحيطة؟

- لنا دور فى تخريج الفنانين والمبدعين هذا جانب، وعلى الجانب الآخر لنا دور مجتمعى فيما نقدمه لأهل المنطقة من خدمات متنوعة ثقافية وصحية واجتماعية، من بينها فتح الأكاديمية مجاناً على مدار السنوات الثلاث الماضية لاستقبال جميع مبادرات رئاسة الجمهورية والصحة، واستخدم أحد المبانى لدينا مركزاً للقاح ضد كورونا، وهو أكبر مركز من نوعه فى مصر، كان يستقبل آلاف المواطنين يومياً، وذلك إيماناً منا بأهمية هذه الحملات والمبادرات، وفى فترة الدكتور أشرف زكى جرى افتتاح مكتب بريد الأكاديمية وتمتد خدماته لأهالى المنطقة أيضاً، كما نعمل حالياً على مشروع مهم وهو تجهيز مستشفى أكاديمية الفنون بأفضل المعدات فى المبنى الموجود لدينا ليكون أكبر مستشفى فى المنطقة بعد مستشفى «أم المصريين»، وسوف ينتهى من التجهيزات فى غضون سنتين أو ثلاث على الأكثر، وهو مكون من 10 طوابق، منها دوران يجرى تجهيزهما غرف عمليات، بالإضافة إلى مبنى صغير ملحق ومتصل يعمل كعيادات خارجية. وبالطبع سيكون التعاون مع وزرة الصحة باعتبارها الكيان الشرعى، والمستشفى يهدف لخدمة الأساتذة والعاملين بالأكاديمية والطلبة، بالإضافة إلى تقديم الخدمة المجتمعية لأهالى منطقة الهرم بالكامل.

ما نوع الخدمات الثقافية المقدمة لأهالى المنطقة؟

- نتبنى مشروعاً قومياً للقراءة لحث جموع المواطنين على العودة إلى الكتاب، من خلال تنظيم حفلات توقيع كتب، وفى هذا الإطار أيضاً قمت بتدشين مشروع بنك الكتب، وهو غير متصل بالمكتبة المركزية، لكنه يتيح فرصة استقبال فائض الكتب التى تبرع بها أصحابها، كما نوفر فرصة الاستعارة بالرقم القومى وكذلك الاستبدال، والمكان سيكون متصلاً بالشارع وتمتد خدمته داخل وخارج المكان، وبالفعل بدأت أنا ومجموعة من الأساتذة بالتبرع بمجموعة من الكتب للمشروع.

تجهيز مستشفى ضخم لخدمة أهالى منطقة الهرم.. ونتعاون مع العديد من الوزارات والكيانات

ما أشكال التعاون مع الوزارات والمؤسسات التعليمية؟

- لدينا بروتوكولات تعاون مع العديد من الوزارات والكيانات، من بينها وزارة التعليم العالى، وجامعة عين شمس، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارتا الصحة والتضامن الاجتماعى، والمجلس القومى للمرأة، والجامعات الخاصة وغيرها، وعلى استعداد لتوقيع بروتوكولات مع جميع الكيانات.

كما لدينا مركز لتعليم التحول الرقمى معتمد من المجلس الأعلى للجامعات، ومركز لغات وترجمة، ويجرى دراسة عمل توأمة مع معاهد وكيانات فنية، لأن الشهادة تزيد أهمية بهذه التوأمة بحيث تكون الشهادة معتمدة من الجهات الخارجية، بالإضافة إلى اعتمادها من الأكاديمية، وهو ما يمنح ثقلاً إضافياً لشهادة الأكاديمية وتمكن الخريج من العمل داخل وخارج مصر.

وما دور الأكاديمية فى دعم المواهب الصغيرة؟

- لدينا فى الأكاديمية، فضلاً عن المعاهد المعروفة، 4 مدارس هى: الباليه، والكونسرفتوار، والموسيقى العربية، فضلاً عن مدرسة التكنولوجيا التطبيقية، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وللقبول بالمعاهد والمدارس يعتبر اجتياز اختبارات القدرات شرطاً أساسياً.

نعد طلاب مدارس التكنولوجيا التطبيقية باستيعابهم فى جميع معاهد الأكاديمية والدراسة «عملى ونظرى»

وما مستقبل خريجى مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية؟

- مدارس التكنولوجيا التطبيقية تتضمن عدة مدارس، وهى مشروع الدولة للتشجيع على التعليم، من بينها مدرسة الفنون للتكنولوجيا التطبيقية بهدف تجهيز جيل من الفنيين للمهن الفنية المتعددة، ويتم قبول طلاب المدرسة بعد إتمام الشهادة الإعدادية، ولدينا إلى الآن صفان بالمدرسة، وتم قبول 100 طالب فى أول دفعة و220 طالباً فى الدفعة الثانية، مع تزايد الإقبال على المدرسة، وستتخرج الدفعة الأولى العام المقبل، وأنا وعدت طلاب المدرسة باستيعاب الطلاب فى جميع معاهد الأكاديمية، باعتبارهم الصف الثانى المساعد للصف الأول من المبدعين. والدراسة «عملى ونظرى»، مع تنظيم زيارات للأماكن المتخصصة مثل المسارح والمركز القومى للسينما للتمرين فى هذه الأماكن، بالإضافة للتمرين فى الأكاديمية.

رؤية مستقبلية

لدينا رؤية مستقبلية تعمل فى إطار رؤية «مصر 2030»، وهدفنا إعادة الأكاديمية إلى ريادتها فى المنطقة، وهو هدف رائع، ولا توجد لدينا معوقات، و«اللى هيقف قدامى هفرمه»، وبخصوص الميزانيات فجميع مشروعاتنا مدرجة فى الخطة، وحصلت لها على دعم وميزانية.

 


مواضيع متعلقة