عائشة بن أحمد: ملامح هانى سلامة معبّرة فى ملف سرّي.. ولن أخوض تجربة المسلسلات الطويلة لأنها مهلكة للعمر

عائشة بن أحمد: ملامح هانى سلامة معبّرة فى ملف سرّي.. ولن أخوض تجربة المسلسلات الطويلة لأنها مهلكة للعمر
من عام إلى آخر، تُثبّت النجمة التونسية عائشة بن أحمد أقدامها فى الدراما التليفزيونية بفضل موهبتها وانتقائها أدوارها بعناية، حيث تشارك فى السباق الرمضانى الحالى بمسلسل «ملف سرى» مع النجم هانى سلامة، حيث تؤدى شخصية «مريم»، التى حاز أداؤها على إعجاب الجمهور والنقاد.
وكشفت «عائشة» فى حوارها مع «الوطن» عن أسباب قبولها لمسلسل «ملف سرى»، ونقاط التشابه بينها وبين شخصية «مريم»، كما كشفت عن الملف السرى فى حياتها الشخصية، وتجربتها مع هانى سلامة بحكم وجود عدد من المشاهد تجمعهما، حسب الأحداث.
أعتبر نفسى من معجبات خالد النبوى
وتحدّثت عائشة بن أحمد عن مسلسليها «لون البحر» و«وعد شيطان»، المقرر عرضهما بعد الموسم الرمضانى، ويجمعاها بالنجمين خالد النبوى وعمرو يوسف على الترتيب، حيث اعتبرت تجربتها فى «لون البحر» الأقرب إلى قلبها، وأكدت أن مسلسل «وعد شيطان» ليس عن ظاهرة السحر كما زعم البعض. كما أعلنت عائشة بن أحمد عدم خوضها تجربة المسلسلات ذات الحلقات الطويلة مجدداً، مؤكدة أن نوعية مسلسلات الحلقات القصيرة مريحة للممثل، كما كشفت سر حبها للحيوانات وتحديداً الكلاب والقطط، وأوضحت طقوسها فى شهر رمضان حال عدم ارتباطها بتصوير أعمال فنية، والكثير من التفاصيل خلال السطور المقبلة.
ما الذى جذبك للمشاركة فى بطولة مسلسل «ملف سرى»؟
- أسباب عدة، أبرزها إعجابى بالقصة وترابط الشخصيات الدرامية، فضلاً عن انجذابى لطبيعة شخصية «مريم»، الفتاة المتمردة التى جاءت من لندن للقاهرة وقررت العيش بعيداً عن أفراد أسرتها لعدم اقتناعها بمسار عمل والدها وحياته، ولذلك فضّلت الاستقلال بحياتها رغم ثراء عائلتها، وبعيداً عن هذا وذاك أحببت فكرة التعاون مع هانى سلامة، كونه من الممثلين الذين ينتقون أعمالهم، واختياراته دوماً تتسم بالذكاء الشديد والتنوع، كذلك الأمر بالنسبة للمنتج ريمون مقار، الذى يختار عملاً واحداً كل موسم، ويتابع مراحل تنفيذه من بدايته لنهايته.
قرارى بالسفر إلى مصر «كان محتاج قلب جامد»
هل تُشبهك «مريم» فى تمردها بعد مجيئك من تونس لمصر للعمل فيها؟
- لا أعتبر مجيئى إلى مصر تمرداً، وإنما شجاعة وطموح «وحاجة حبيت أعملها»، وقرارى «كان محتاج حد قلبه جامد»، لأننى تركت بلدى وأهلى وجئت منفردة، وقد شجعتنى أسرتى على هذه الخطوة، وبعيداً عن هذه الجزئية، سنجد نماذج لفتيات مصريات سيرين أنفسهن فى «مريم».
«مريم» إنسانة عفوية وليست ساذجة
ماذا تقصدين من جملتك الأخيرة؟
- المصريات لن يشعرن بأن «مريم» غريبة عنهن، فهى فتاة مصرية عاشت جزءاً من حياتها فى لندن، ولكنها إنسانة شبه مثالية وصاحبة مبادئ، وتعتبر الحب هو كل شىء فى الحياة، رغم أننا لا نفكر هكذا فى زمننا الحالى، وبالمناسبة هى ليست ساذجة ولكنها تتعامل بفطرتها وعفويتها.
وهل تتعامل عائشة بفطرتها فى حياتها بنفس طريقة «مريم»؟
- أتعامل بأحاسيسى ومشاعرى وعفويتى أحياناً، وقد أتحول لإنسانة على النقيض تماماً، ولا أخفيك سراً بأن تركيبتى الشخصية متغيرة من حين لآخر، بمعنى أنه قد ينتابنى شعور بالضعف «وأنى أضعف إنسانة فى الدنيا»، وفى اليوم التالى تجدنى أقوى وأشجع واحدة رأيتها بحياتك، وفى أوقات أحدّث نفسى قائلة: «أكيد هنهار بعد اللى حصل لى ده»، ولكن سرعان ما تتغير طاقتى للأفضل، وكأننى أحمى نفسى من الوجع والاكتئاب وما إلى ذلك.
انطلاقاً من تجسيد هانى سلامة لشخصية «قاضٍ» يحكم بين الناس بالعدل بحسب الأحداث.. ما الموقف الذى تعرضتِ له فى حياتك الشخصية وشعرتِ «إن ربنا جاب لك حقك»؟
- مواقف عديدة، عندما أتعرّض للأذية من شخص ما فلا تمر فترة قصيرة إلا ويصلنى خبر سيئ عنه، لدرجة أننى أحياناً «بخاف من نفسى»، ولكن هناك ما يُسمى بـ«كارما»، وأنا أؤمن إن ربنا «عمره ما بيسيب حق حد وهياخد حقى فى أى وقت».
وهل تواجهين من سعى لأذيتك؟
- أواجه المؤذى أحياناً بحكم اتسام شخصيتى بالعصبية والاندفاع، فيكون رد فعلى قاسياً بدرجة لا يمكن لأحد تخيله، ولكن سرعان ما أهدأ تماماً وأنسى ما حدث وأسامح من آذانى، وفى أوقات أخرى ألتزم الصمت «وبسيب الدنيا تمشى بهدوء إلى أن يأتى الرد من عند ربنا»، ولكن تخيلها لا أنسى ما تعرضت له ويظل الموقف عالقاً فى ذاكرتى.
«مريم» تتعرض لمواقف عصيبة تستنزف من طاقتها ومشاعرها.. فإلى أى مدى تنعكس حالة الشخصية على حياتك العادية؟
- سبق أن انعكست أدوارى على حياتى أثناء التصوير مرتين، أولاهما كانت فى فيلم «خميس عشية» الذى كان أول أفلامى بتونس، وذلك نظراً لصعوبة الدور الذى قدمته آنذاك، أما المرة الثانية فكانت مع تجسيدى لشخصية «أُم أُبىّ» فى مسلسل «السهام المارقة»، حيث أعتبر هذا الدور من أقرب أدوارى لقلبى، لأننى أحببت هذه الشخصية بكل حلوها ومرها.
مشاعر النسيان والتسامح جعلتنى «أعيش فى عالم الدباديب»
وما الملف السرى فى حياة عائشة بن أحمد؟
- كل إنسان لديه أسراره وتفاصيله الخاصة، ولكنى لا أتذكر أياً منها فى الوقت الحالى، لإن «ربنا مدينى نعمة النسيان والتسامح»، ودوماً ما أرى «الكويس أكتر من الوحش» مع من أتعامل معه، لأنى إنسانة «عايشة فى عالم الدباديب»، وأتعامل إن كل الناس طيبة وجميلة، وحتى فى حال وقوع خلاف بينى وبين أحد الأشخاص، أحاول بعد فترة البحث له عن أعذار دفعته لهذا الخلاف، ولكنى لا أستطيع التعامل مع أناس أدرك جيداً أنهم ليسوا طيبين.
كيف تقيّمين تعاونك مع هانى سلامة؟
- «هانى» نجم سينمائى من مدرسة العظيم يوسف شاهين، أى أنه متأسس فنياً كما ينبغى أن يكون الممثل، وهو شخص مريح فى الشغل وملامح وجهه معبرة للغاية فى التمثيل، أما على المستوى الشخصى والإنسانى فهو إنسان محترم ومؤدب للغاية.
ماذا عن تفاصيل تجربتك فى مسلسل «لون البحر» مع خالد النبوى؟
- «لون البحر» ينتمى لنوعية المسلسلات الرومانسية الاجتماعية، وأحداثه تتضمن جانباً تشويقياً ونفسياً فى الوقت نفسه، فأنا عاشقة لهذا المسلسل من كل نواحيه وتفاصيله، بدءاً من روعة السيناريو الذى جذبنى من الوهلة الأولى، ناهيك عن وجود خالد النبوى الذى أعتبر نفسى من معجبيه، كما أحب المخرج أمير رمسيس على المستوى الشخصى والمهنى، ووجدت مشاركتى فيه فرصة للتغيير من مسلسلات الـ30 حلقة لـ15 حلقة، بالإضافة إلى حبى الشديد لشخصية «هالة»، كما أن معظم الأحداث تم تصويرها فى الغردقة والجونة، ما جعل الأجواء نفسها أكثر من رائعة، لدرجة أن مشاعر السعادة لم تفارقنى طيلة فترة التصوير.
علمنا من مصادرنا أن دورك يمثل فئة معينة من البشر تشهد حياتهم اضطراباً معيناً.. فما حقيقة ذلك؟
- نعم، ولكنى لن أكشف عن طبيعة الدور وأبعاده النفسية، إلا أننى تحضرت لشخصية «هالة» بالجلوس مع الكاتب والمخرج، باعتبارهما الأدرى بطبيعة الشخصية وأبعادها الدرامية والنفسية، كما استحضرت مخزون ما شاهدته من أفلام تعرضت لهذه الشخصية وأعاود مشاهدتها، وعلى أثر ذلك أقول إننى شاهدت نماذج تشبه «هالة» كثيراً فى أفلام سابقة.
ألا تتسبب معاودة مشاهدتك لهذه الأفلام فى إصابتك بالتشوش أثناء طور التحضير؟
- على الإطلاق، لأننى أستمد منها الإطار العام للشخصية ليس أكثر، وبعدها أقدمها بطريقتى «وهدّيها من روحى» أثناء التصوير، فأنا لن أقلد أحداً وما إلى ذلك.
هل شعرتِ بالوجع أثناء تجسيدك لـ«هالة» بما أنها تعبّر عن فئة معينة؟
- بكل تأكيد، فقد قدمت عدداً من المشاهد الصعبة للغاية، والوضع نفسه بالنسبة لخالد النبوى فى بعض مشاهده المنفردة، حيث حكى لى المتاعب التى تعرّض لها بسببها، ومهما قلت عن «لون البحر» فلن أصف مدى عشقى لهذه التجربة.
وما المغزى من اختيار «لون البحر» اسماً للمسلسل؟
- الإجابة عن هذا السؤال متعلقة بطبيعة الأحداث، والتى ليس بوسعى الكشف عنها فى الوقت الراهن.
هل تعتبرين نفسك محظوظة لعملك مع كبار النجوم على شاكلة أحمد عز وخالد النبوى ومحمود حميدة وتامر حسنى؟
- أعتبر نفسى محظوظة للغاية بكل تأكيد، ولكن «الفرص دى مش بتيجى لأى حد»، حيث تأتى للمجتهد الذى يتأنى فى اختياراته، لأن اختياراتى لو كانت خاطئة لما وافق هؤلاء النجوم على وجودى معهم، ومن هذا المنطلق فقد تعبت وعانيت وجلست فى منزلى لفترة، واعتذرت عن أعمال عديدة لم أجدها ملائمة لى وقتها.
ومن أين أتيتِ بقوة الرفض رغم حاجتك للمال والانتشار فنياً فى مصر؟
- ما زال بعض أصدقائى داخل الوسط الفنى يحدثوننى قائلين: «اللى بتعمليه ده غلط ولازم تشتغلى كتير»، ولكن آراءهم تتعارض مع وجهة نظرى المتمثلة فى ضرورة اقتناعى بما أقدمه بنسبة 100%، أو على الأقل أن أخرج من أى تجربة بمكاسب أعرفها مسبقاً، ولكنى لن أتمكن من الموافقة على كل المعروض علىّ بدعوى الرغبة فى الشغل أو الانتشار أو جمع المال، ولذلك أرى أنى «ممكن أكون ضيعت وقت فى حياتى بس كسبت حاجات تانية».
وما أسباب موافقتك على المشاركة فى بطولة مسلسل «وعد شيطان» أمام عمرو يوسف؟
- «وعد شيطان» مسلسل رعب وتشويق ويتضمن جانباً فلسفياً، وأحداثه تدور فى 6 حلقات فقط، وهو من إخراج الإنجليزى كولن تيج، وهو مخرج متميز للغاية، ويشارك فى البطولة كل من عمرو يوسف، بولا باتون، فتحى عبدالوهاب، مراد مكرم، أحمد مجدى، مريم الخشت، ولأول مرة أجرب هذه النوعية من المسلسلات، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور.
وهل يتعرض مسلسلك لظاهرة السحر كما تردد؟
- غير صحيح، فأحداثه لها علاقة بالشيطان إبليس كما يبدو من الاسم.
مسلسلات الثلاثين حلقة أم ذات عدد الحلقات القصير.. أيهما تفضلين؟
- نوعية مسلسلات الـ15 أو 6 حلقات مريحة للممثل، لأنه لا يشعر بالملل من الشخصية التى يجسدها، فحينما انتهيت من تصوير «لون البحر»، لم أكن أرغب فى ترك «هالة» لإنى «ماشبعتش منها»، ولكن مسلسلات الـ30 حلقة تصل لمرحلة من التعب والإرهاق فى نهاية التصوير، ولذلك قررت عدم خوض تجربة مسلسلات الـ60 حلقة مجدداً، لدرجة أننى تلقيت مسلسلاً لبنانياً مهماً من نوعية مسلسلات الـ90 حلقة، وسيتم تصوير أحداثه بالكامل فى تركيا، واعتذرت عنه رغم إعجابى بالشخصية وطبيعة السيناريو، ولكن أن أمثل شخصية واحدة لما يزيد على 9 شهور فهذه مسألة صعبة، وتُعتبر إهداراً لسنة كاملة من حياتى، وهذه الفترة من الممكن أن أجسد فيها شخصيات أخرى وأستمتع بها بشكل أكبر.
ما سر عشقك للحيوانات وتحديداً الكلاب والقطط؟
- حبى للحيوانات وصل إلى حالة مرضية، لدرجة أننى أنهمر فى البكاء حينما أرى كلباً أو قطاً يعانى فى الشارع، ولكنى أنزعج من التعليقات التى تعترض على اهتمامنا بهذه المخلوقات، وتطالبنا بالاهتمام أكثر بأطفالنا فى سوريا وفلسطين.
هل تقابلين تعليقات من النوعية المشار إليها فى كلامك؟
- نعم، وأظل أتساءل: «إيه علاقة الأطفال بالحيوانات؟» كلهم أرواح خلقها الله سبحانه وتعالى، وبالتأكيد أنا حزينة لأوضاع أطفالنا فى فلسطين وسوريا، ولكن ليس بيدى سبيل لمساعدتهم وفى حال وجوده فلن أتوانى عن مساعدتهم، وفى المقابل يمكننى مساعدة الحيوانات التى لا تجد من يهتم بها، حيث أحب تربيتهم سواء فى مصر أو تونس، ولكن بحكم إقامتى داخل شقة بمصر، فأكتفى بتربية 3 قطط فقط، ولكن الوضع مختلف فى تونس، حيث أربى كلبين و3 قطط، وحبى للحيوانات لا يقتصر على الكلاب والقطط فحسب، بل يشمل جميع الحيوانات بما فيها الحمار الذى أتعذب لأجله حين يتعرض لأى اعتداء من صاحبه.
أخيراً.. كيف تقضين أوقاتك فى رمضان حال عدم ارتباطك بالتصوير؟
- العبادة والجلوس مع أصدقائى ومشاهدة المسلسلات.
اختيار الدور
تلقيت عرضاً بالمشاركة فى بطولة مسلسل تليفزيونى العام الماضى، ولم أكن مرتبطة بتصوير أى أعمال فنية حينها، فحتى مسلسل «لعبة نيوتن» كنت قد صورت دورى فيه منذ عامين، ولا تتخيل قيمة الأجر الذى تلقيته فى المسلسل المعروض علىّ، ولكنى وجدت «إنه مش هيفيدنى فنياً وممكن أظهر فيه غير مقنعة للمُشاهد» فاعتذرت عنه، علماً بأنه حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، ولكن الدور وصاحبته التى جسدته لم يحققا أى نجاح يُذكر.