«الأوقاف» تنشر نص خطبة الجمعة الأولى في شهر رمضان

كتب: إسراء سليمان

«الأوقاف» تنشر نص خطبة الجمعة الأولى في شهر رمضان

«الأوقاف» تنشر نص خطبة الجمعة الأولى في شهر رمضان

نشرت وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة الأولى في رمضان، بعنوان: «الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصيام»، وجاء نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف: «الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في الشراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم، وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين».

خطبة الجمعة الأولى في رمضان 

وأضافت خطبة الجمعة الأولى في رمضان: «فقد شرع الله (عز وجل) الصيام لمقاصد سامية، وحكم جليلة، فهو مدرسة للإيمان والأخلاق، والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن الحق (سبحانه وتعالى) ذكر الغاية من الصيام في كتابه العزيز، حيث يقول سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}، والتقوى قيمة جامعة لخصال الخير؛ لذلك جاءت في القرآن الكريم مقترنة بقيم إيمانية وأخلاقية متنوعة، حيث يقول الحق سبحانه: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}». 

الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصيام

وتابعت خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف والتي تعد خطبة الجمعة الأولى في رمضان: «من الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصيام قيمة المراقبة، فإن الصيام سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه أحد غير الله، وهو دليل يقين الإنسان باطلاع الحق سبحانه عليه في السر والعلن، حيث يقول سبحانه: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين»، ولمعنى المراقبة كان أجر الصيام عظيما لا يعرف قدره إلا الله سبحانه، حيث يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم؛ فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي»، وحري بالصائم الذي يراقب ربه في صيامه أن يراقبه «سبحانه» في عمله، وإنتاجه، وسائر معاملاته في رمضان وغيره.

والصيام مدرسة للصبر بكل صوره؛ ففي الصيام صبر على أداء الطاعات، وصبر على اجتناب المحرمات، وصبر على الامتناع عن الشهوات؛ لذلك وصف نبينا «صلی الله عليه وسلم» شهر رمضان بشهر الصبر، حيث يقول «صلى الله عليه وسلم»: «صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر كصوم الدهر»، فجدير بالصائم أن يتخلق بخلق الصبر، فيكظم غيظه، ويعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويحسن إلى من أساء إليه، حيث يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومه، ولا يصخب، فإن سبه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم».

وأكدت: «كما أن الصائم الحق لا يكذب، ولا يغش، ولا يغدر، ولا يخون، ولا يغتاب أحدا، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه)».

واختُتمت: إن من أهم مقاصد الصيام التكافل والتراحم، وشعور الإنسان بحال من حوله من الفقراء والمحتاجين؛ فيحنوا عليهم، ويواسيهم، ويقضي حوائجهم، فقد سُئل نبينا «صلى الله عليه وسلم»: أي الإسلام خير؟ قال «صلى الله عليه وسلم»: «تطعم الطعام، وتقرأ السّلام على من عرفت ومن لم تعرف».

وإذا كان أجر التكافل والتراحم، والجود، وإطعام الطعام عظيماً في سائر الأوقات، فإنه في شهر رمضان أعظم أجراً، وأفضل مثوبة، حيث يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «من فطّر صائماً كان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء»، ويقول سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان.

فما أجمل أن نتعلم من مدرسة الصيام الدروس الإيمانية، والفضائل الأخلاقية، حتى نصل إلى غاية الصيام وحقيقته، يقول سيدنا جابر بن عبد الله «رضي الله عنهما»: إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك.


مواضيع متعلقة