نص خطبة الجمعة القادمة: الإسلام أوصى بإكرام المسنين والضعفاء

نص خطبة الجمعة القادمة: الإسلام أوصى بإكرام المسنين والضعفاء
- خطبة يوم الجمعة
- خطبة الجمعة القادمة
- وزارة الأوقاف
- الأوقاف
- خطبة يوم الجمعة
- خطبة الجمعة القادمة
- وزارة الأوقاف
- الأوقاف
نشرت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان «التكافل المجتمعي وحقوق الوالدين والمسنين والضعفاء أنموذجًا»، مؤكّدة أنَّه على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة على 10 دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة، معبرة عن ثقتها في سعة أفقهم العلمي والفكري وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.
10 دقائق للخطبتين الأولى والثانية
وتحت عنوان «التكافل المجتمعي حقوق الوالدين والمسنين والضعفاء أنموذجًا»جاء نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف كالتالي:
الحمد الله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن رسالة الإسلام رسالة إنسانية، وبر، ورحمة، ورقي، تهدف إلى أن يحيا الناس حياة كريمـة في ظل مجتمع متعـاون متكافـل، على أساس من المواساة والشعور بالآخرين، والبعد عن مظاهر الأنانية والأثرة والجشع.
ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله عند أقوام نعما أقرها عندهم؛ ما كانوا في حوائج المسلمين ما تم يملوهم، فإذا ملوهم نقلها إلى غيرهم).
وإذا كانت تلك القيم الدينية والإنسانية والمجتمعية مطلوبة بين الناس جميعا، فإنها تكون أكثر أهمية وثوابا وقت الشدائد والأزمات، وأكثر تأكّدا تجاه الضعفاء والأولى بالرعاية، وإذا كانت الصدقة على الفقير صدقة فإنها على ذي الرحم صدقة وصلة.
أما حق الوالدين وبرهما فشيء لا نظير له فقد أمرنا الحق سبحانه وتعالى بتمام البر والإكرام لهما، إذ يقول عز وجل في كتابه العزيز: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
ولا شك أن بر الوالدين دأب أهل الفطر السوية، وهو مما اتفقت عليه الشرائع السماوية، كما أنه خلق الأنبياء والمرسلين، فهذا نبي الله (يحيى) عليه السلام يقول الله سبحانه في حقه: (وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا)، ويقول تعالى على لسان عيسى (عليه السلام): (وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا) وقد زار نبينا صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله برًا بها وشوقًا إليها.
المبالغة في الإحسان إلى الوالدين عند الكبر
وللوالدين على الأبناء حقوق عديدة، منها: كمال التوقير والاحترام والطاعة، إذ يقول الحق سبحانه: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقد رأى سيدنا أبو هريرة (رضي الله عنه) رجلين، فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال: أبي، فقال: لا تسمه باسمه، ولا تمش أمامه، ولا تجلس قبله.
ومن بين الحقوق يضًا المبالغة في الإحسان إليهما عند الكبر، وهذا من ردّ الجميل لعطائهما غير المحدود، إذ يقول الحق سبحانه: (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريمًا * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا).
والموفق هو من استجلب دعوة أبويه بالإحسان إليهما، فتتحقق سعادته في الدنيا والآخرة، إذ يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات يستجاب لها لا شك فيها: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده)، فدعوة الوالد لولده لا تُرد ولا تموت، أما من لا خير فيه لأبويه فلا خير فيه أصلا، لا يعاشر، ولا يصاحب، ولا يؤمن غدره،وفق ما أكّدته وزارة الأوقاف في نص الخطبة.
وجاء في ختام خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف أنَّ الشريعة الغراء كما أكّدت بر الوالدين فقد أوصت بإكرام المسنين والضعفاء وتوفيتهم حقوقهم من التوفير والاحترام والرعاية، حتى جعلت إكرامهم من تعظيم الخالق (عز وجل)، إذ يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم)، فالمسنون هم أهل للتقديم والتكبير والتبجيل، ويقول نبينا: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوفر كبيرنا)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (يسلم الصغير على الكبير)، ويقول الرسول لمن أراد أن يتقدم في الكلام قبل رجل كبير السن: (كبر الكبر) أي: اقدر التقدم في العمر قدره، ولا تتكلم قبل الكبير.
ولقد بلغ من رقي هذا الدين أنه لم يفرق بين المسنين والضعفاء باختلاف دياناتهم أو أعراقهم في الإكرام والإحسان وطيب المعاملة: فهذا سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يرى رجلًا مسنًا من أهل الكتاب يتكفف الناس، فأخذ بيده وذهب به إلى منزله، فأحسن إليه وأعطاه ما يسد حاجته، ثم أرسل إلى خازن بیت المال فقال له: انظر هذا وضرباءه – أي: وأمثاله - فو الله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم. فما أحوجنا إلى ترسيخ قيم التكافل والاحترام والاعتراف بالفضل، حتى تتحقق الألفة والمودة في المجتمع كله.