شارع الحكايات| حارة العطفة الجوانية: أولها نجمة داوود وآخرها «مصاحف»

شارع الحكايات| حارة العطفة الجوانية: أولها نجمة داوود وآخرها «مصاحف»
- العطفة الجوانية
- رمضان
- الجمالية
- بيت كحلا
- أكليرك
- مطبعة مصاحف
- العطفة الجوانية
- رمضان
- الجمالية
- بيت كحلا
- أكليرك
- مطبعة مصاحف
داخل زقاق حي الجمالية، تقع واحدة من الحارات ذات القصص المختلفة، تحتضن جدرانها تفاصيل تاريخية، وتضم ضريح وورش قد لا يعلم عنها الكثيرون شيئًا، وكأن حارة «العطفة الجوانية»، عالمًا مختلفًا عن المحيط حولها بما داخلها من تركيبة عجيبة.
على بعد خطوات من دخول حارة «العطفة الجوانية» يوجد على اليسار مبنى بارتفاع 3 طوابق، يبدو للوهلة الأولى غريبًا وغير تقليدي، يضم نقوشًا ترجع في الأصل إلى رموز من الديانة اليهودية «نجمة داوود»، وهو ما يوضحه «وليد» أحد سكان الحارة في جولته مع «الوطن»، مشيرا إلى أن المنزل يسمى بـ «بيت كحلا»، نسبة لأحد اليهود الذين كانوا يقيمون بالمنطقة.
حكاية «بيت كحلا»
منزل كحلا يلتصق به مبنى آخر كان في السابق «مصبنة»، واتخذه العمال مكانا لإقامتهم، بحسب «وليد»: «عمال المصبنة كانوا بيباتوا في البيت، وبعد هجرة البيوت انتقل المنزل إلى أسر أخرى، وما زال مأهولا بالسكان حتى الآن، على الرغم من أنه ما زال على هيئته القديمة، حتى النوافذ والباب الخشبي الرئيسي للمنزل على وضعها السابق، والأمر نفسه لدرجات السلم».
داخل حارة العطفة الجوانية توجد ورش لصناعات «الأكليرك»، والتي تتميز بمصنوعاتها، من بينها القديم والممتد لسنوات طويلة، بحسب ما رواه الأهالي، بجانب بعض المصانع القديمة التي أُغلقت منذ عقود ومنها مصانع «طرابيش ومكرونة».
مقام «سيدي محمد الجمل»
في منتصف الحارة يوجد باب صغير بالكاد يتسع لمرور شخصًا واحدًا، وتعلوه لافتة مُدون عليها «مسجد سيدي محمد الجمل»، ذلك الضريح المتواجد في «العطفة الجوانية» منذ قرن من الزمان، حسبما ذكر الأهالي، ومفتوح بجانبه نافذة مغلقة بالحديد والزجاج، تضم دائرة صغيرة يُلقي من داخلها الأهالي النقود، ويتبركون من خلالها برؤية المقام المغطى بقماش أخضر، وعلى الحائط برواز لسورة الفلق.
مطبعة مصاحف
آخر حارة «العطفة الجوانية» مطبعة «مدبولي» لطباعة المصحف الشريف، والمتواجدة في الشارع منذ 50 عامًا تقريبًا بعد أن عاد صاحبها من المملكة العربية السعودية، ليستقر بمسقط رأسه «الجمالية»، ويفتتح المطبعة التي تحمل اسمه، يطبع ويُجلد المصحف بماكينات مخصصة يعمل عليها عمال منهم من قضى عمره يجمع آيات كتاب الله.
كل ما بداخل حارة «العطفة الجوانية» يجعلها من الحواري المميزة في حي الجمالية، نظرا لطابعها الخاص، والحرف التي يمارسها سكانها، فضلا عن أن أول الحارة يضم «نجمة داوود» على أحد المباني، وبعدها بخطوات مطبعة مخصصة لطباعة المصحف الشريف.