عبد الوارث عسر تعلم المسرح في حي الجمالية وقلّد خطب مصطفى كامل

عبد الوارث عسر تعلم المسرح في حي الجمالية وقلّد خطب مصطفى كامل
- عبد الوارث عسر
- الفنان عبد الوراث عسر
- الإذاعة المصرية
- عبد الوارث عسر
- الفنان عبد الوراث عسر
- الإذاعة المصرية
كشف الفنان القدير الراحل عبد الوارث عسر، في حلقة إذاعية نادرة مع الإذاعية أمينة صبري في برنامج حديث الذكريات، عن حياته في حي الجمالية وطفولته وفترة التحاقه بالكُتاب.
زفة في طابور للكُتاب.. أولى خطوات عسر في التعليم
وقال الفنان عبد الوارث عسر، إنه ولد بحارة درب الطبلاوي بحي الجمالية ونشأ في كُتاب مسجد سيدي مرزوق الأحمدي، وكانت الأحياء الوطنية وقتها تتمتع بالمظاهر الفنية، ومنها مسألة دخول الكُتاب وعمري 5 سنوات «كان في زي معين للكُتاب جلابية وسُترة جوخ، ويوم دخولي لقيت زملائي في الكتاب وسيدنا الشيخ جايين لي في طابور لحد باب البيت وقرأوا الفاتحة بصوت جماعي، وسلمني والدي للشيخ واصطحبوني في الطابور حتى الكُتاب» لافتا إلى أن ذلك كان من المظاهر التي تحبب الناس في العلم وكان الأهالي ينتظرون تلك المناسبة من وقت لآخر.
وأوضح الفنان عبد الوارث عسر، أن التعليم في ذلك الوقت كان جيدا في الكتاتيب حيث يتعلم الطفل الأبجدية وأساسيات الكتابة وحفظ القرآن الكريم، وأنه خلال عام من الدراسة انتهى من حفظ جزأين من القرآن الكريم كتابة وقراءة وحفظا، لافتا إلى أن تلميذ الكتاب كان يخرج وهو قادر على الكتابة والقراءة والنطق السليم لأي شيء وليس للقرآن فقط بما يعنى أنه أجاد العربية بشكل تام.
وتابع «عسر»: «كان عندنا مظاهر فنية كتير في حي الجمالية أهمها قارئ القصص (المحدث) والذي كان يسرد لنا القصص بطريقة حكي متميزة في قهوة شعبية ومنها قصة عنترة وأبو زيد الهلالي، وكان الناس ينصتون إليه بإمعان وتركيز وكانوا يتفاعلون مع أحداث القصص التي يحكيها (المحدث) بشكل كبير».
وأضاف «عسر» أنه التحق بمدرسة خليل أغا الابتدائية في حي الحسين، ووقتا ظهر مصطفى كامل في مصر وأنشأ مدرسة أهلية في حي الجمالية وفي يوم الخميس كان يلقى خطبة في المدرسة يحضرها طلاب المدارس المحيطة وأهالي الحي في جمع كبير وتزاحم شديد، «كنت بحب خطب مصطفى كامل وبحفظها وكنت بحاول أقلده في البيت».
وأكد عبد الوارث عسر، أن الفنان يخلق فنانا وإن لم يخلق كذلك فيصعب عليه العمل في الفن بإبداع، مشيرا إلى أنه بدأ الفن منذ مدرسته، حيث كانت مدرسته توزع جوائز مالية في حفل سنوي على المتفوقين، وأسندت إليه المدرسة في مسرحيتها الدور الرئيس، وكان دور لطفل والده غني لا يحب العلم وطفل آخر فقير ومحب للعلم، وتناقش المسرحية الأحداث بين الطرفين».
بداية عبد الوارث عسر في المسرح
وانتدبت المدرسة وقتها الشيخ سلامة حجازي، صاحب أشهر الفرق المسرحية وقتها عام 1905 لتدريب الطلاب وتعليمهم فن المسرح، وجرى تدريبهم بالفعل وحينما كان ينشغل كان يرسل لهم أحد المساعدين له لاستكمال تدريب الطلاب، «دعوني لزيارة المسرح وروحت حضرت عرض أنا وزملائي، وكنت بحضر الفصل الأول مع الجمهور وباقى الفصول في الكواليس وسط الفنانين وكنت بحضر الرواية أكثر من مرة بدون زهق أو ملل»، واستمر عسر في المتابعة المسرحية حتى التقى بمسرحيات جورج الأبيض العائد من أوروبا، وحاول الكتابة المسرحية نظرا لدراسته الأدبية الكبيرة على مدار فترة دراسته في الثانوية وكذلك كتب التاريخ العربي، وكذلك التاريخ الفرعوني من كتب أحمد باشا كمال الذي كان من أصدقاء والده.
الأعمال المسرحية للفنان عبد الوارث عسر
وبدأ الفنان القدير الراحل عبد الوارث عسر، كتابة أولى مسرحياته «الدخلاء» من تلقاء نفسه دون أن يطلب منه أحد ذلك وما زال محتفظا بها وقد كتبها نثرا بلغة العصر، وفي عام 1956 كتب مسرحية أخرى عن الحجاج بن يوسف الثقفي، وجاءته الفكرة بعد العدوان الثلاثي على مصر بمشاركة اليهود.