شارع الحكايات.. حارة المبيضة: هنا السبيل والبوابة والنقش على النحاس

شارع الحكايات.. حارة المبيضة: هنا السبيل والبوابة والنقش على النحاس
- المبيضة
- الجمالية
- رمضان
- تبييض النحاس
- ورش نحاس
- مشغولات نحاسية
- المبيضة
- الجمالية
- رمضان
- تبييض النحاس
- ورش نحاس
- مشغولات نحاسية
أصوات الطرق على النحاس تخرج من تلك المحال الصغيرة التي تعج باللون الأصفر.. «فترينات» عرض أشكال وأحجام مختلفة من المنتجات النحاسية «مبخرة، كنكة، أطباق، صواني وسبرتاية»، جميعها صناعة يدوية بأيادي «حريفة» حارة المبيضة بالجمالية، ومنها تصدر إلى العديد من الدول العربية.
بوابة صغيرة عرضها لا يتعدى 2.5 متر، تعلوها قباب صغيرة بشكل أشبه ببوابات المساجد الفاطمية، يدخل من خلالها سكان حي الجمالية إلى حارة المبيضة الأشبه بالزقاق، بوابتها مرتفعة عن الشارع وحتى مستوى معين يستقر الدرب عنده، ويجد الزائر نفسه وسط حكاوي وقصص من التاريخ.
سر تسمية حارة المبيضة
صنعة تبييض النحاس سبب تسمية الحارة بـ«المبيضة»، شيد بوابتها الأمير «محمد كتخدا»، وشقيقه ذو الفقار، ومعه سبيل «أوده باشا»، على نمط عمارة العصر المملوكي، وشهدت تلك البوابة قصة بطولة الفتوة «حجاج الخضري» المتزعم لثورة أهل الحارة ضد الفرنسيين عام 1817، إلى أن شُنق وعٌلق عليها ليوم كامل.
حراسة بوابة حارة المبيضة كانت كغيرها من البوابات القديمة تحت سلطة الخفير، بهدف الحماية من دخول اللصوص أو الغرباء إلى الحارة، إذ كانت تُغلق في الليل بـ«الضبة» أو الأقفال الخشبية، ولا تُفتح مرة أخرى إلا لسكان الحارة، أو الزائر المعلوم، وهو يعتبر نظام أمني قديم في أغلب ضواحي مصر القديمة.
صنعة تبييض النحاس
كغيرها من المناطق تأثرت حارة المبيضة بعوامل الزمن، وقلت أعداد ورش النحاس بها، حتى أصحبت معدودة، وهو ما رواه «صنايعية»، تلك الحرفة لـ«الوطن» في جولتها بالحارة، من بينهم «أحمد» شاب ثلاثيني يعمل في النقش على النحاس منذ 30 عاما، ورث المهنة من أسرته وهو بعمر 9 سنوات: «بنقش وأخرم النحاس واشتغلت في أماكن كتير»، وكذلك «حسام» الذي تعلم الصنعة حديثًا منذ 7 سنوات، في ورشة بالحارة يتخطى عمرها 60 عاما.
محلات البقالة والمخلل وبيع الدجاج، حلت مكان ورش تبييض النحاس في حارة المبيضة، مع مرور الوقت واندثار تلك الحرف اليدوية القديمة، إلا أن بعض الصنايعية ما زالوا معتزين بحرفتهم النادرة، ويحاولون الاستمرار فيها حتى لا تختفي مستقبلا.