الباحث الإسلامى: كتابى «إضلال الأمة بفقه الأئمة» لا يتضمن كلمة واحدة تزدرى الأديان.. والرئيس رفض التصديق على حكم ضدى

كتب: إلهام زيدان

الباحث الإسلامى: كتابى «إضلال الأمة بفقه الأئمة» لا يتضمن كلمة واحدة تزدرى الأديان.. والرئيس رفض التصديق على حكم ضدى

الباحث الإسلامى: كتابى «إضلال الأمة بفقه الأئمة» لا يتضمن كلمة واحدة تزدرى الأديان.. والرئيس رفض التصديق على حكم ضدى

وجَّه المستشار أحمد عبده ماهر، الباحث الإسلامى، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد قراره بعدم التصديق على الحكم الصادر ضده فى قضية ازدراء الأديان، بسبب كتاب «إضلال الأمة بفقه الأئمة»، مؤكداً أن الرئيس السيسى يطالب فى أكثر من موضع بتجديد الخطاب الدينى وتنقية التراث من العوار.

وأضاف «ماهر»، فى حواره لـ«الوطن»، أن الرئيس «السيسى» يطالب بتجديد الخطاب الدينى، وفكر المشايخ سبب إلحاد وتطرف الشباب، مشيراً إلى أنه اتهم بالترويج لأفكار متطرفة، وإثارة الفتنة، وتحقير وازدراء الدين الإسلامى، والطعن فى السنة، والتشكيك فى العقيدة، والإضرار بالوحدة الوطنية، وتكدير السلم، وقال: هناك خلايا سلفية فى زوايا المؤسسات المصرية.. وإلى نص الحوار:

متى بدأ انشغالك بالتراث الإسلامى؟

- عمرى 77 سنة، وحاربت إسرائيل فى كل الحروب التى خاضتها مصر، وكنت ضابط مخابرات حربية، وخرجت من الخدمة بالقوات المسلحة منذ 35 سنة، برتبة عميد، وأنا عضو جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب، وحصلت على ليسانس حقوق عام 1986، وعملت واعظاً بوزارة الأوقاف وإمام مسجد الرحمن فى شارع إسماعيل المازنى لمدة 22 سنة بعد الخروج من الخدمة، ولى 13 كتاباً.

فى الحروب كنت على الخط الأول للقتال دفاعاً وهجوماً ابتداء من حرب 1967، والاستنزاف، وأكتوبر 1973، وفى حرب 1967 ضربنى الإسرائيليون بكل أنواع الأسلحة، من الدبابات والنابالم والطيران، وتعرضت للدفن تحت الرمال، فأنا كنت فى كتيبة 38 مشاة، وكنت قائد سرية المدفعية المضادة للدبابات، وفى هذا العام بدأت قراءة كتب التراث الإسلامى، لكى أتعلم دينى، فخلصت لنقد الفقه، ووجدت ما يصدم أى غيور على دينه.

فكر المشايخ سبب إلحاد وتطرف الشباب 

وكيف ترى أفكار رجال الدين حالياً؟

- فكر المشايخ تسبب فى إلحاد الكثير وتطوع كثيرون فى الجماعات الجهادية المسلحة الإرهابية بسبب تداول الخرافات البعيدة عن العلم باعتبارها الدين، فالمؤسسة الدينية تعلى من قيمة الحديث على حساب الآيات القرآنية، ومحمد حسان قال إن «السنة تنسخ القرآن»، وكتب الفقه تضم بين صفحاتها الدعوة إلى ما يسمونه الجهاد، و«الحوينى» يقول: «لقد أظلنا زمن الجهاد»، فى حين نجد فى القرآن آيات مثل «لا إكراه فى الدين»، ونجد الحديث يقول: «من بدل دينه فاقتلوه».

هل أنت مع اقتصار الإسلام على القرآن وترك الحديث؟

- أنا لا أقول بإلغاء السنة والحديث، المشكلة أننا نرى الفقه يقوم على قياس القرآن على الحديث، وأنا أرى أنه من المفترض العكس، ويتم قياس الأحاديث على القرآن، لأن النبى كان خلقه القرآن، ومن أول مؤلفاتى كتاب «كان خلقه القرآن»، لكن كتاب «الفقه على المذاهب الأربعة» يضم حكماً لقتل الرجل المرتد، وحكماً أكثر انحرافاً لعقاب المرأة المرتدة، يتضمن الضرب 39 جلدة والحبس.

ما أبرز موضوعات كتاب «إضلال الأمة بفقه الأئمة»؟

- من ضمن مساخر الحياة أن تتم محاكمتى على الكتاب، فى حين يباع الكتاب فى دار المعارف حالياً ومنذ صدوره فى 2017، والكتاب يتضمن خلاصة نقدى للفقه الإسلامى، النقد بهدف التنوير لا الهجوم، والعنوان الفرعى للكتاب «نحو تنوير فقهنا الإسلامى»، فعلى مدار القرون الماضية للخروج من شرنقة الطرق الفكرية العقيمة التى حيك بها الفكر القديم أسلمت الأمة فقهها لحفنة من المجتهدين القدماء، فأوردونا مورد الإشراك بالله بلا دراية، واجتهد المحدثون من الفقهاء ليبرروا كل ما وصل واعتبروه كأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فمثلاً نجد فى الفقه (قتل المرتد، قتل تارك الصلاة، قتل المثليين، قتل شاتم الرسول حتى وإن تاب، رجم الزناة حتى الموت)، كل هذا القتل مقابل «لا إكراه فى الدين»، وقبل الكتاب والقضية، طالبت مجمع البحوث الإسلامية بتنقية صحيح البخارى، وبأسلوب حضارى، ولم يتحرك أحد، فرفعت قضية على الأزهر فى مجلس الدولة، منذ أكثر من 11 سنة.

اتهمت بالترويج لأفكار متطرفة وإثارة الفتنة وازدراء الدين الإسلامى والطعن فى السنة والتشكيك فى العقيدة

ما التهم الموجهة إليك بسبب الكتاب؟

- 6 تهم غريبة، وهى: استغلال الدين للترويج لأفكار متطرفة، إثارة الفتنة، تحقير وازدراء الدين الإسلامى، الطعن فى السنة، التشكيك فى العقيدة، الإضرار بالوحدة الوطنية وتكدير السلم، وأدعو جموع المصريين إلى قراءة الكتاب المتاح فى دار المعارف، وأثق أنه لا يحتوى كلمة واحدة بها أى من هذه التهم، لأن هناك خلايا سلفية فى زوايا المؤسسات المصرية وراء القضية، ولدينا لا يحاكم على ازدراء الدين سوى الباحثين والمفكرين، وهذا يحدث لأن قانون «ازدراء الأديان» يعارض حرية النشر والرأى، وهو ما يعنى أن قانون ازدراء الأديان غير دستورى، وتم الحكم علىّ بالسجن 5 سنوات.

وماذا يعنى رفض الرئيس السيسى التصديق على الحكم؟

- أحكام محاكم أمن الدولة لا تقبل النفاذ إلا بعد تصديق الحاكم على الحكم، أى إن الرئيس السيسى استخدم سلطته، وهو شىء إيجابى، والرئيس قال فى حيثيات عدم التصديق إن الحكم جاء قاصراً فى بيان أركان الجريمة المنسوبة للمتهم، ولم يورد مؤدى الأدلة على ثبوتها فى حق المتهم.

وما مصير القضية بعد عدم تصديق الرئيس؟

- طموحى ليس الخروج من القضية وإلغاء الحكم وحسب، لكن الانتصار النهائى يكون بإلغاء هذه المادة اللئيمة من قانون العقوبات والمواد المشبوهة فى القانون، أنا لا مرتد ولا علمانى، والقضية معروضة على دار الإفتاء، باعتبارها جهة خبرة وستقول كلمتها فى 18 أبريل 2022.

الأزهر مسئول عن تنقية الفقه.. ورجال الدين يخالفون ما قدمه الله للناس من تيسير الزواج وتعسير الطلاق

ما أسباب الخصومة مع المؤسسة الدينية؟

- رفعت 3 قضايا على الأزهر فى مجلس الدولة: الأولى تجديد البخارى منذ 2011 وما زالت منظورة حتى الآن، والثانية تنقية الفقه الإسلامى، والثالثة هى عدم تدريس الفتوحات الإسلامية على سبيل الفخر، وقبل القضايا كنت اتفقت مع الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر السابق، على تنقية مناهج الأزهر، وتكرّم مشكوراً بإصدار كتاب «الفقه الميسر»، ليتم تدريسه فى المرحلة الثانوية، بدلاً من كتاب «فقه المذاهب»، لكن بعد رحيل الشيخ طنطاوى، تم إلغاء تدريس كتابه، وتم إعادة كتاب «فقه المذاهب»، إضافة إلى كتاب «الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع»، بكل ما فيهما من أفكار تحض على القتل والدم.

ومن المسئول عن تجديد الخطاب الدينى لدينا؟

- الأزهر هو المسئول الأساسى، والرئيس السيسى يطالب مراراً بتجديد الخطاب الدينى، والمؤسسات الدينية تقول لا تقربوا التراث، لو تذكرون اختلاف الأزهر مع الرئيس فى مسألة الطلاق، نخلص منها إلى أن رجال الدين يخالفون ما قدمه الله للناس من سبل تيسير الزواج وتعسير الطلاق، وهو ما طالب به الرئيس بألا يقع الطلاق إلا بالتوثيق، فى حين هم صمموا على العكس لتيسير الطلاق، فأى فهم للدين ما يقدمونه للإسلام؟! ويتعرض المفكرون والباحثون للسجن بتهمة ازدراء الأديان بموجب القانون المشبوه، ولا أعرف لماذا لا يخرج رجال الدين بتصريح أو حتى بيان عن أن ولى العهد السعودى يزدرى الدين الإسلامى مثلاً، وكتب الصحاح الستة؟!.

مشروع ولى العهد السعودى

مشروع الأمير محمد بن سلمان سيقوم بتمحيص الحديث، وإصدار كتاب يضم 100 حديث، وهو مبادرة عظيمة فى صالح الأمة، وهو ما أنادى به منذ عقود لقياس السنة على القرآن، وهناك واقعة سابقة وهى أن الأمير محمد بن سلمان أرسل لى من قبل مدير مكتبه وطلب كتاباً من كتبى وأرسلت له كتاب «إضلال الأمة بفقه الأئمة» الصادر فى 2017، وفوجئت أن ولى العهد السعودى يطبق أفكار الكتاب، وهو ما أسعدنى.


مواضيع متعلقة