بريد الوطن .. «كدَّابين الزفة».. وفتوة الحارة

بريد الوطن .. «كدَّابين الزفة».. وفتوة الحارة
لفت انتباهى أغنية بإحدى وسائل المواصلات، ورغم عدم انشغالى بأى أصوات فى الطريق، فقد رنَّ صوت الأغنية فى أذنىَّ: «كدابين الزفة.. منهم لله».. كلمات منها علقت بالذهن، ثم أخذت أتساءل عنهم.
اختلط بعض ما يُذكر بالأغنية مع ما تبادر إلى الذهن من صفات لهؤلاء.. ثم أطلقت لخيالى العنان، متأملاً عشرات حفلات الزفاف، التى نشاهد فيها كثيرين، ربما يصحُّ وصفهم بذلك.. فهم أفراد يهتمون بالمظهر، بارعون فى إظهار المودة، تجد أحدهم يعيش على عرق زوجته وأولاده، ثم يأخذ أرزاقهم للتفاخر والمنظرة الفارغة، لمجرد سماع اسمه يرن فقط بالميكروفون، وآخر يعمل أعمالاً شاقة وربما تكون مهينة فى نظر البعض يبذل فيها صحته، وبدل أن يوسع على بيته وأولاده، يُطيِّر جنيهاته مع دخانه فى جلسة بإحدى الليالى.. ومنهم نوع يُنكر العِشرة مع مَن أسدى إليه المعروف.. وآخرون يتقدمون الصفوف بـ«الفهلوة والبكش»، تجدهم كالذباب حول أصحاب الشأن والأموال.
فى روايات نجيب محفوظ، التى جسَّدتها السينما، يكثر ظهور هؤلاء، تجدهم يلتفون حول فتوة الحارة المزعوم، يصفقون ويهللون: «عاشور الناجى اسم الله عليه..»، وإذا سقط هذا الزعيم وتهاوت قوته، انتقلوا إلى فتوة جديد.. وهكذا، فهم فى علاقة أشبه بعلاقة الحشرات بـ(العائل)، يتغذون على دمائه.
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com