بريد الوطن .. الحقد فى المكان وأضراره السلبية

بريد الوطن .. الحقد فى المكان وأضراره السلبية
سبحان الله أصبح الأخ يغار من أخيه، والصديق يغار من صديقه، والجار تستفزه مناصب أبناء جيرانه، وأصبح الشاب ينظر بعيون الحسد إلى زميله الذى تم قبوله بإحدى كليات القمة، أو لصديقه لأنه ناجح دراسياً، أو لقريبه لأنه أفضل منه مادياً، بل يتفحص بعيون الحسد ملابس جاره وسيارته وزوجته، حتى «الصنايعية» أصحاب المهن المختلفة تشتعل بينهم نيران الحقد والغيرة، ولم تعد الغيرة تقتصر على العرض والشرف، بل أصبحنا نرى شخصاً يحقد على شخص آخر لأن ابنه تم قبوله فى وظيفة مرموقة أو التحق بإحدى الكليات العسكرية، أو تم تعيينه بالسلك القضائى، رغم أن هذا الأخ الحاقد له أبناء ناجحون، ومنهم الطبيب والمهندس والمحاسب، حتى الزوجة هناك من يحقد عليها كنعمة وهبها الله لزوجها، فنجد الأخ يغيّر من شقيقه، والصديق يغير من صديقه، والزميل يغيّر من زميله، والجار يغيّر من جاره، لأن الله رزقه بزوجة جميلة بسيطة عاقلة هادئة متفهّمة لوضع زوجها وإمكاناته المتواضعة، وتراه يحقد على زوجها، ويقارن بين حياتهما وحياته هو وزوجته العصبية النكدية الغبية، ولا يستطيع أن يكف عن التفكير بما هو عليه من معيشة مريرة، وما هو على الآخرين من حياة تنعم بالسعادة وهدوء السر، إنها دائرة لا تنتهى من الغيرة والحقد والحسد بين البشر، إلى درجة تقديم الشكاوى الكيدية فى بعضهم البعض، ولكن فى النهاية لا يأخذ الحاقد والحاسد والغيور سوى الغل والتعب النفسى ويصبح كالنار التى تأكل نفسها!
يوسف القاضى
مدير مدرسة ديروط الثانوية الصناعية العسكرية بنين سابقاً
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com