مجدي الطيب ناعيا محمود الكردوسي: ابن جيلي الذي تفوق علينا جميعا

مجدي الطيب ناعيا محمود الكردوسي: ابن جيلي الذي تفوق علينا جميعا
نعى الكاتب والناقد السينمائي مجدي الطيب، الكاتب الصحفي الراحل محمود الكردوسي، رئيس مجلس إدارة «الوطن» وعضو مجلس الشيوخ، وذلك عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
الطيب: هكذا كان يكتب محمود الكردوسي
وكتب «الطيب» عبر حسابه الشخصي في نعيه للكاتب الصحفي الراحل: «الله غالب على أمره غاضب على أمرنا، هل سبق أن قرأت، في حياتك، مثل هذه العبارة الرشيقة؟ هكذا كان يكتب محمود الكردوسي، ابن قرية «المدمر» ، فى سوهاج، وابن جيلي، الذي أشهد أنه تفوق علينا جميعاً، حتى كنت أصفه دائماً بـ «الكتيب» ؛ فقد كان صاحب قلم لا يُضاهى، وأسلوب لا يُبارى، وجملة موجعة».
وأضاف «أسعدتني الظروف بالتعاون معه في مجلة الفن السابع، التي أسسها الفنان محمود حميدة، واختاره ليترأس تحريرها 1997- 2000، واختارني بدوره لأعمل معه، وكان له الفضل الأول في أن يجعل منها المجلة الفنية الأولى في الوطن العربي، برصانتها، ووقارها، ودسامة محتواها، والأهم : احترامها للقاريء، وللفن، الذي لم تنظر إليه المجلة يوماً، بوصفه مجرد "ترفيه" و"هلس"».
الكاتب: أسعدتني الظروف بالتعاون معه في مجلة الفن السابع
وأوضح «الطيب» قائلا: «طوال عملي إلى جانبه، كان التوافق بيننا كبيراً، والتفاهم متبادلاً، ربما لأننا صعايدة، و زملكاوية، وقبل هذا وذاك أننا طيور ظلام لا نعمل سوى ليلاً؛ فقد كنا نبدأ العمل عند منتصف الليل، ونغادر المقر، الذي استأجره لنا الفنان الصديق محمود حميدة، في شارع محمود بسيوني، مع إشراقة صباح اليوم التالي، ولأنه صاحب حرفة، ومهارة، وأستاذ بمعنى الكلمة، لم تصمد المجلة، سوى عدداً واحداً بعد استقالته، وظل اسم الفن السابع مرتبطاً بمحمود الكردوسي، وبصمته التي لا تُمحى في تاريخ الصحافة الفنية، مثلها مثل بورتريهاته، التي كان يكتبها في مجلة نص الدنيا 1992-2018، وجهوده، وتبنيه الكثير من أبناء الجيل الجديد في جريدة صوت الأمة 2002-2004».
وتابع: «كان صاحب قلم مرموق فى مجلة الأهرام العربي 2003-2005، ولا أظن أن أحداً سينسى كرباجه، الذي كان يكتبه بمزاج، في جريدة الوطن، ويُلهب به ظهور الخونة والمرتشين والانتهازيين والوصوليين؛ فقد كان وطنياً حتى النخاع، ولولا كسله، وكونه مزاجي الطبع، والشخصية، لكانت حصيلته طوال 35 سنة صحافة أكبر بكثير من كتابه الممتع مرة واحد صعيدي وسيرته ورق دشت، وروايته ذائقة الموت، التي وصفها المخرج مجدي أحمد علي، في حديث بيننا بالساحرة، وأظن أن القدر وحده قال كلمته الآن، وأصبح مجدي مطالباً بأن يحقق وعده، ويخرجها في فيلم أو مسلسل، بحيث يتحول العمل إلى أجمل تحية لروح محمود الكردوسي».