«أم مصطفى» 30 عاماً بين السكينة والساطور: «باربي عيالي من الجزارة»
أم مصطفى الجزارة بكفر الشيخ
30 عاماً أو أكثر قضتها «أم مصطفى»، البالغة من العمر 55 عاماً، في مهنة الجزارة، لم تفكر في أنها سيدة تعمل في مهنة خاصة بالرجال، نظراً لأنها تحتاج إلى عمل شاق وقوة تحمل للتعامل مع السكينة والساطور، ولكنها تعلقت بالمهنة وجعلت هدفها الأول أن يطلق عليها لقب «أول جزارة» في محافظة كفر الشيخ.
«سكينة وساطور» هي أدوات «أم مصطفى» لممارسة مهنة الجزارة، داخل المدبح أو محل الجزارة الخاص بها وزوجها غرب مدينة كفر الشيخ، لتواجه بهما مصاعب الحياة، وتحدثت عن امتهانها الجزارة بقولها: «بأمسك السكينة ولا أجدعها راجل، والساطور، وبادبح الأبقار والجاموس والعجول، وبقطع وبشفي وأقف على الميزان وبابيع للزباين، وعمري ما قلت إن الشغل عيب، بالعكس الشغل الشريف بيعلي مقام صاحبه، جوزي بيساعدني وابني كتفه على كتفي».
«أول جزارة» تستيقظ مبكراً للسعي على رزق أبنائها
تستيقظ السيدة الخمسينية في الصباح الباكر، ترتدي ملابس الشغل، وتتوجه إلى محلها هي وزوجها، متوكلة على الله، داعية أن يرزقهما برزق أولادهما الخمسة: «باصحى بعد الفجر، بلبس هدومي وبتوكل على الله أنا وجوزي، وباشتغل طول اليوم علشان أوفر نفقات ولادي الخمسة، عندي ولدين و3 بنات، مفيش حد فيهم تعلم الجزارة غير ولد واحد، بيساعدني أنا وأبوه، والحمد لله ربنا بيراضينا، ومبسوطة إني أول جزارة في كفر الشيخ، والناس بقت عارفاني».
«أم مصطفى» ورثت مهنة الجزارة عن والدها
منذ صغرها تعلمت «أم مصطفى» مهنة الجزارة على يد والدها، إلى أن أتقنتها، ثم قررت العمل بها: «تعلمت مهنة الجزارة من والدي رحمه الله عليه، كان دائماً يعلمني فنون الجزارة، وأتقنتها ثم عملت بتلك المهنة مع زوجي»، وتابعت بقولها: «مهنة صعبة، لكن لازم يكون يكون لديك إصرار وإرادة في تطوير النفس، ودا اللي أنا عملته علشان كدا بقيت جزارة قد الدنيا»، على حد وصفها.
الجزارة هي مصدر الرزق الوحيد لـ«أم مصطفى» وأسرتها، حيث أكدت بقولها: «معنديش مصدر رزق غير الجزارة، شغالين فيها أنا وجوزي من 30 سنة، وبنقدر نوفر مصروفات ولادنا، والناس كانت زمان بتستغرب إني ست وواقفة في محل جزارة، لكن دلوقتي خلاص زبايني اتعودوا».