أسطورة الأربعينية الشتوية سر صقيع المصريين منذ عهد الفراعنة.. «لسة مكملة»

أسطورة الأربعينية الشتوية سر صقيع المصريين منذ عهد الفراعنة.. «لسة مكملة»
- الأربعينية الشتوية
- الشتاء
- الفراعنة
- مصر القديمة
- أعاصير
- رياح
- الأربعينية الشتوية
- الشتاء
- الفراعنة
- مصر القديمة
- أعاصير
- رياح
تشهد مصر في فصل الشتاء هذا الموسم مناخا شديد البرودة يصل إلى حد الصقيع، فخلال السنوات الأخيرة لم تصل البلاد لتلك البرودة في الطقس، وكأن هذا الطقس البارد يحدث لأول مرة، إلا أن المصريين القدماء كانوا يعرفون ذلك جيدًا وتنبأوا به وكانوا يطلقون عليها فترة «الأربعينية الشتوية»، التي تعد من أبرز صورها نقصان المياه في نهر النيل منذ العصور الفرعونية.
وفي حكايات التراث الصعيدي أيضًا، تتسبب الأربعينية الشتوية في جفاف الترعة الإبراهيمية بشكل كبير، ومن المعروف في بلاد الجنوب أن «الأربعينية» هي أربعين ليلية من يوم 25 ديسمبر حتى 2 فبراير، وتنتهي مع مطلع الشهر القبطي برمهات.
تنبؤات المصري القديم بالزاوبع والأعاصير
وبشأن هذا الأمر قال الدكتور بسام الشماع، عالم المصريات خلال حديثه مع «الوطن»، إن الصقيع والأمطار والزوابع والرياح والأعاصير والعواصف كانت تحدث أيام المصريين القدماء، ويوجد نص في التاريخ الفرعوني اسمه «نبوءة نفيرتي»، يرجع تاريخه لعصر الدولة الوسطى، في أواخر الأسرة 11 وأوائل الأسرة 12.
وأضاف عالم المصريات أن «نفيريتي» تنبأ بأحداث ستشهدها مصر من أبرزها الصقيع الذي تمر بها البلاد، ومن بين تلك الأحداث أن «الأرض السوداء ستختفي وتخرب، وأن الشمس غطتها الزوابع»، والشمس التي قد غطتها الزوابع تعني الغيوم، وذلك شبيه بما يحدث حاليًا بعاصفة «هبة.
وتابع أن الأسطورة أو النبوءة بها كذلك أن نهر مصر قد فرغ، والمصري القديم عرف جفاف النهر، لافتا إلى أنه من ضمن تسميات نهر النيل في الهيروغليفي «إتروعا»، والبعض اقترح لغويًا أن كلمة «أتروعا» استمرت في اللغة العربية حتى وصلت إلى «الترعة»، والناس تعبره بأقدامها أي تستطيع المشي في الترعة، وذلك ما حدث في الترعة الإبراهيمية.
وأشار «الشماع» إلى أنه يبدو أن من كتب نبوءة نفيريتي رجل شاعر، لأن طريقة كتابته شعرية وليست مكتوبة على هيئة التوثيق العلمي، لذا فهو على دراية بهذه الأحداث لأنه من الممكن أن تكون حدثت أمامه أو حُكيت له، قائلًا: «أنا متأكد أن مصر عاصرت الجفاف في أجزاء من نهر النيل، وهناك أكثر من لوحة موثقة في المعابد توضح ذلك».
الأوبئة في مصر القديمة
واستكمل الدكتور بسام الشماع حديثه بأن المصري القديم عرف الأوبئة بشكل واضح، ودليل هذا أنه عين شخصية أسطورية لتكون مسؤولة عن الأوبئة، «هذه الشخصية أسطورية، الكهنة ابتدعوها في المعبد وقالوا إنها المسؤولة عن نشر الأوبئة، لما الملك يمرض أو يكون منتشر وباء معين كانوا يقدموا لتك المعبودة القرابين وسموها سيخمت كانت على شكل جسم امرأة ورأس أنثى الأسد وسيخمت هي معبودة الطب والعلاج والتطبيب، يعني اللي كان عايز يتعالج كان يجيب سيخمت».
واختتم عالم المصريات حديثه بأن هذه المعبودة «سيخمت» أصبحت لها منقوشات كثيرة على جدران المعابد ولها عدد كبير من التماثيل في البر الغربي في الأقصر، وصل إلى أكثر من 700 تمثال، والعلماء اقترحوا أن كان هناك وباء في تلك الفترة وكان الملك يقدم هذه التماثيل لسيخمت، فبالتالي كان يقدم التماثيل لسيخمت من أجل الشفاء والقضاء على الوباء.