علا الشافعي تكتب: سينما أفريقية واعدة.. قصة حب صومالية عرفت طريقها للأوسكار

علا الشافعي تكتب: سينما أفريقية واعدة.. قصة حب صومالية عرفت طريقها للأوسكار
- علا الشافعي
- علا الشافعي تكتب
- مهرجان الأقصر
- مهرجان كان السينمائي
- فيلم زوجة حفار القبور
- علا الشافعي
- علا الشافعي تكتب
- مهرجان الأقصر
- مهرجان كان السينمائي
- فيلم زوجة حفار القبور
من الأفلام الإفريقية اللافتة والمهمة التى عرضت في مهرجانات دولية وعربية مختلفة الفترة الماضية الفيلم الصومالي «زوجة حفار القبور» للمخرج الفلندي من أصل صومالي خضر عيدروس أحمد، وأتمنى أن يكون ضمن عروض مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية فى دورته الجديدة التي تعقد في شهر مارس المقبل، وأن يبذل القائمين على المهرجان جهدًا للحصول على هذا الفيلم، لأنّه من المهم للجمهور المصري أن يرى تلك التجربة في السينما الإفريقية التي أصبحت رغم التجارب القليلة تجد مكانها في المحافل الدولية.
عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي في يوليو الماضي بمسابقة أسبوع النقاد، كما أن «زوجة حفار القبور» هو أول مشاركة رسمية للصومال في فئة أفضل فيلم روائي طويل دولي غير ناطق بالإنجليزية في جوائز الأوسكار لهذا العام، رغْم خروجه من التصفيات النهائية والقائمة القصيرة، التي أُعلنت مؤخرًا، وإذا كان مهرجان البحر الأحمر السينمائي قد عرضه في دورته الماضية ضمن قسم عروض عالمية، فالجمهور المصري يحتاج أيضَا لمشاهدة مثل هذه التجارب الإفريقية الملهمة.
وتعود أهمية الفيلم ليس لأن مخرجه استعان فقط بممثلين معظمهم غير محترفين، ولكن لأنه يضيف كثيرًا للسينما الإفريقية التي نجهل الكثير عنها، كما أنه ينتمى لبلد لا تنتج الكثير من السينما.
المخرج خضر عيدراوس الذي هاجر من مقديشو في السادسة عشرة من العمر مع عائلته إلى فنلندا كلاجئ. أخرج فيلمه القصير الأول سنة 2014 وتلاه فيلمان آخران في 2017 و2018، إلى أن قدم فيلمه الروائي الطويل المميز «زوجة حفار القبور» الذي حظي بحفاوة نقدية في مهرجاني كان السينمائي، إذ كان مشاركا في قسم أسبوع النقاد، والمهرجان الإفريقي للسينما في واجادوجو ببوركينا فاسو، وحصل على الجائزة الكبري، وتدور أحداث الفيلم الدرامي المؤثر حول حفار قبور يواصل العمل بدأب من أجل تدبير تكاليف عملية جراحية لزوجته مريضة الكلى التي على وشك أن تفقد حياتها.
وتبدأ الأحداث في إحدى ضواحي جيبوتي الفقيرة -التي صوّر فيها المخرج بدلًا من الصومال- بطلنا الفقير جوليد هو رجل في منتصف الأربعينيات، أنهكته الحياة والفقر الذي يعيش فيه مع زوجته وابنه، كل ما يهدف إليه هو الحفاظ على تلك الحياة المتهالكة، وأن تظل «نصرة» حبيبته وزوجته بجواره، السيناريو مبني بذكاء شديد على العديد من المفارقات، إذ نشاهد في البداية محاولات الزوج المستمرة لتدبير ثمن علاج زوجته ومتطلبات العيش فقط ولكن من خلال تفاصيل صغيرة نكتشف أن وراء هذا العلاقة الزوجية قصة حب كبيرة وعظيمة، ونرى كيف أن الزوج المحب يتمنى دفن العديد من الجثث ليكسب مالًا يستطيع من خلاله إنقاذ حياة زوجته، وهو ما يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات حول قيمة الحياة وفلسفة الموت، وكيف يصل الإنسان لمرحلة تمني موت الآخرين لإنقاذ حياة غالية عليه، وعن ماهية العدل.
نجح المخرج من خلال سيناريو بسيط يخلو من التعقيدات أو الصدف المبالغ فيها في رصد معاناة الكثير من البؤساء الذين يعانون الفقر، ليس ذلك فقط بل نسج قصة حب رقيقة وشفافة جدًا من خلال الرحلة الشاقة التي قام بها البطل إلى قريته بهدف الحصول على مساعدة من أجل إنقاذ رفيقة عمره، كما يمتلك المخرج حسًا بصريًا مميزًا وإيقاعًا خاصًا، لا توجد لحظة ملل في الفيلم، وأيضا قدرته على توظيف الموسيقي بشكل مقتصد دون إسراف فهي موظفة بشكل جيد من خلال الأحداث، إضافة إلى قدرته على إدارة ممثلين غير محترفين بهذه البراعة.
الفيلم بطولة عمر عبدي، وياسمين أبشير وقدار عبدالعزيز، فهل يقتنص مهرجان الأقصر عرضه في مصر؟