نصار عبدالله: نجيب محفوظ كتبه لم تغط تكاليف نشرها

كتب: محمد متولي

نصار عبدالله: نجيب محفوظ كتبه لم تغط تكاليف نشرها

نصار عبدالله: نجيب محفوظ كتبه لم تغط تكاليف نشرها

قال الدكتور نصار عبدالله الشاعر والمفكر الكبير، اليوم، إن الشاعر يجب أن يستمتع خلال كتابة القصيدة، وفي النهاية يكتشف أنّ لها دلالة، لأن أي فن يتعمد الإنسان على توصيل رسالة من خلاله يعتبر فنا دعائيا، مشيرا إلى أن الرسالة يجب أن تنبع من داخل العمل.

الفن يتأثر بخبرات الإنسان الحياتية 

وأضاف عبدالله، خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج «في المساء مع قصواء»، على قناة cbc، أن الشغف والمتعة يجب أن يكونا دافعا للفن، كما يتأثر الفن أيضا بثقافة الإنسان وخبراته في الحياة، لكن العمدية أو ما يسمى «المخرج عاوز كده» عيب قاتل يجب على الفنان تجنبه.

وتابع: «بالطبع الفنان يريد أن يوصل رسالة، ويجب أن يحدث هذا بشكل لا يشعر أحد بأنه مقصود أو متعمد، ويجب أن نشعر بالتلقائية التامة خلال تلقي الفن حتى نشعر أنه فرض نفسه وليس تأليفا».

وأكد أنه يحرص على إتاحة كتبه الأكاديمية بأقل سعر ممكن للطلاب، كما أن كتبه الإبداعية لا تباع بثمن كبير أيضًا؛ لأن السوق غير رائج، متابعا: «مش مصدر دخل إطلاقا، بيكلف أكثر من اللي بحصل عليه، ولم أكسب من إبداعي على أي مستوى من المستويات».

وأشار الشاعر، إلى أن المبدع يمكنه الاستمرار في الإبداع لمجرد إرضاء حالة الشغف، ضاربا المثل على هذا القول بالأديبين العظيمين الراحلين طه حسين وعباس محمود العقاد، مشيرا إلى أن العقاد كان يعيش من الصحافة، ونجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل للأدب كتبه لم تغطي تكاليف نشرها: «كان عايش من كتابته للسيناريو، ولما دخل عالم السينما قدر يعيش، وعموما المبدع يحتاج إلى مصدر دخل إما وظيفة حكومية أو أملاك، والشعراء الكبار بعضهم كانوا أطباء مثل إبراهيم ناجي وهناك مهندسين وصيادلة».

الفلاسفة مش عايشين في برج عالي 

وأوضح أن ما يُقال بأن الفلاسفة موجودون في برج عالي ولا صلة لهم بالواقع غير صحيح على الإطلاق، مشددًا على أن الفيلسوف المعاصر لا يمكن أن يكون منفصلا عن الواقع؛ لأن الفلسفة المعاصرة ملتصقة تماما بالواقع، ومن أوجه هذا الالتصاق، الفلسفة السياسية.

ولفت «عبدالله» إلى أن الحركات السياسية مثل حركات التحرر الوطني خلفها فلسفات، كما أن الفلسفة تتصل بالواقع من خلال فرع من فروعها، وهو فلسفة العلم، التي تضع ضوابط للأداء العلمي، أما الفلسفة التي تتناول الجوهر والخلود عفا عليها الزمن: «النمط الأخير لم يكن يستهويني في فترة دراستي، وكنا ندرسه كتاريخ».

وتابع: «أي مشتغل بالسياسة حتى لو لم يدرك له منطلقات يمكن رده لها، أي أن هناك فلسفة ما تحركه، حتى لو لم يكن واعيا بها، لكن الأفضل أن يكون واعيا بها، لذلك فإن أعظم القادة الذين تركوا بصمة كانوا فلاسفة سياسة عندما كانوا زعماءً، على غرار ما حدث في الحركات اليسارية، مثل القائد الصيني ماوتسي تونج، والزعيم الروسي ستالين، والمفكر الشيوعي فلاديمير لينين، وفي اليمين، كان غاندي فيلسوفا سياسيا هنديا كبيرًا، ومن أهم تلامذته نهرو الذي دون فلسفة غاندي، وبالتالي فإن الفلسفة لا يمكن انفصالها عن مسار أي ممارس سياسي».

وأردف: «يمكن للسياسي أيضا أن يرجع إلى آراء الفلاسفة السابقين، أو يحيط نفسه بمستشارين، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر مراكز الدراسات الاستراتيجية، صانع القرار الحقيقي؛ فاليمين الجديد كلهم أبناء لشتراوس، وأثّرت كوندليزا رايس على بوش وسببت المصائب للمنطقة العربية».

 


مواضيع متعلقة