«حواس» يكشف أسرار أمنحتب الأول بأشعة مقطعية.. «مات عنده 35 سنة ومتحنط بمخه»

كتب: رضوى هاشم

«حواس» يكشف أسرار أمنحتب الأول بأشعة مقطعية.. «مات عنده 35 سنة ومتحنط بمخه»

«حواس» يكشف أسرار أمنحتب الأول بأشعة مقطعية.. «مات عنده 35 سنة ومتحنط بمخه»

كشفت دراسة حديثة للدكتور زاهي حواس، والدكتورة سحر سليم، أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة والخبيرة في أشعة الآثار، عن أسرار جديدة للملك أمنحتب الأول باستخدام الأشعة المقطعية.

واستخدمت الدكتورة سحر سليم، والدكتور زاهي حواس، تقنية أشعة متطورة من التصوير المقطعي المحوسب وبرامج الكمبيوتر المتقدمة لفك اللفائف من على مومياء أمنحتب الأول بشكل رقمي آمن ودون الحاجة إلى لمس المومياء.

عمر الملك أمنحتب وتفاصيل ملامح وجهه

وأوضحت الدراسة المصرية لأول مرة، عمر الفرعون المصري، وحالته الصحية، بالإضافة إلى العديد من أسرار تحنيط المومياء وإعادة دفنها.

وظل وجه صاحب هذه المومياء والمعلومات عنه حبيسة اللفائف وخلف القناع الملكي حتى كشفت عنها الدراسة العلمية التي نشرت مؤخرا في مجلة Frontiers in Medicine العالمية، بواسطة الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصرية مع الدكتورة سحر سليم أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، خبيرة أشعة الآثار.

وفحص العالمان المصريان، مومياء الملك أمنحتب الأول، باستخدام جهاز التصوير المقطعي المحوسب والموجود في حديقة المتحف المصري بالقاهرة.

واستخدم العالمان المصريان التقنيات الحديثة للأشعة المقطعية في إزالة اللفائف عن مومياء الملك أمنحتب الأول بشكل افتراضي آمن بواسطة برامج الحاسب الآلي، ودون المساس بالمومياء، فهذه التقنية تحفظ المومياء سليمة دون لمس عكس الطريقة القديمة في فك اللفائف بشك فعلي، ما كان يعرضها للتلف.

تفاصيل واكتشافات مذهلة

وقال الدكتور زاهي حواس، إن هذه الدراسة نجحت ولأول مرة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، في الكشف عن وجه الملك أمنحتب الأول، الذي اتضح أنه يشبه بشكل كبير والده أحمس الأول، وذلك من خلال اللفائف المحفوظة في متحف الأقصر، كما حددت الدراسة بشكل دقيق عمر الملك أمنحتب الأول وقت الوفاة، وهو 35 عاما.

وأكد حواس، أن الدراسة أوضحت الحالة الصحية الجيدة للملك، ولم تظهر أي أمراض أو إصابات بالمومياء تنبئ بسبب الوفاة.

وكشفت الدراسة معلومات مثيرة عن طريقة تحنيط الملك أمنحتب الأول المميزة، واتضح أن وضعية تقاطع الساعدان على جسد مومياء الملوك، التي تسمى الوضعية الأوزيرية، بدأت بمومياء الملك أمنحتب الأول، وهذه الوضعية الأوزيرية لم ترى في من سبقوا الملك أمنحتب الأول من الملوك، واستمرت بعده في ملوك المملكة الحديثة.

وأثبتت الدراسة، أن المخ لا يزال موجودا في جمجمة الملك أمنحتب الأول، فلم تتم إزالة المخ في عملية التحنيط على عكس معظم ملوك المملكة الحديثة مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني وغيرهما، فتمت إزالة المخ ووضع مواد تحنيط وراتنجات بداخل الجمجمة.

كما كشفت صور الأشعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة في الدراسة، عن وجود 30 تميمة في داخل المومياء وبين لفائفها، وكذلك عن وجود حزام أسفل ظهر مومياء الملك مكون من 34 خرزة من الذهب، فضلا عن التقنية الدقيقة للمصريين القدماء في صناعة القناع الجنائزي للمومياء ووضع الأحجار الثمينة عليه.

وبينت الدراسة ولأول مرة، أسرار معالجة كهنة الأسرة 21 للمومياوات الملكية؛ لإعادة دفنهم في الخبيئتين الملكيتين في وادي الملوك والدير البحري، وأثبتت العناية الفائقة التي أولاها كهنة الأسرة 21 لإعادة دفن مومياء الملك أمنحتب الأول، والحفاظ على الحلى الذهبية ووضع العديد من التمائم بداخل المومياء، ما يعيد الثقة في حسن النوايا في مشروع إعادة دفن المومياوات الملكية للحفاظ عليها عكس المزاعم التي أثيرت عن أن الهدف كان لسرقة الحلي والنفائس من مومياوات الملوك القدامى لإعادة استخدامها لملوك الأسرة الـ 21.

فحص 40 مومياء بالأشعة المقطعية 

واستخدم «حواس» و«سليم»، الأشعة المقطعية لفحص أربعين مومياء ملكية من المملكة الحديثة في مشروع المومياوات الملكية التابع لوزارة الآثار المصرية، الذي بدأ عام 2005، ويستمر حتى الآن.

ومن النتائج المهمة لهذا المشروع، الكشف عن أسرار مقتل الملك رمسيس الثالث في مؤامرة الحريم، ومقتل الملك سقنن رع في معركة حرير مصر من الهكسوس، ما يدل على أن علوم الآثار الحديثة بأيادي الخبراء المصريين يمكنها إعادة كتابة التاريخ.

وتعتبر مومياء الملك «أمنحتب الأول»، القناع الجنائزي، هي أيقونة حفل موكب المومياوات الملكية المهيب لنقلها من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط في أوائل أبريل من هذا العام.

والملك أمنحتب الأول، هو ابن الملك أحمس قاهر الهكسوس الذي تولى عرش مصر بعد والده، وحكم البلاد لمدة واحد وعشرين عاما، خلال الفترة من 1525 حتى 1504 قبل الميلاد في الأسرة الـ18.

وتم العثور على مومياء الملك أمنحتب الأول عام 1881 في مخبأ الدير البحري الملكي بالأقصر، بعد إخفاء كهنة الأسرة الحادية والعشرين، مومياوات العديد من الملوك والأمراء لحمايتهم من لصوص المقابر.

وبعد نقلهم إلى القاهرة، تم فك اللفائف عن كل المومياوات الملكية، وذلك في الفترة ما بين 1881 و1896 عدا مومياء الملك أمنحتب الأول؛ فهي المومياء الملكية الوحيدة التي لم يتم فك اللفائف عنها خلال العصر الحديث، وذلك حفاظا على جمال المومياء المغطاة بالقناع الجنائزي وبأكاليل الزهور الملونة.


مواضيع متعلقة