شقيانين تحت المطر «عم أحمد» 55 سنة «بياع عيش» : نفسي في عمرة «صور»

كتب: محمد خاطر

شقيانين تحت المطر «عم أحمد» 55 سنة «بياع عيش» : نفسي في عمرة «صور»

شقيانين تحت المطر «عم أحمد» 55 سنة «بياع عيش» : نفسي في عمرة «صور»

وسط الرياح الشديدة والأمطار المتساقطة في كل مكان، ستلاحظ «عم أحمد»، بائع العيش، صاحب الـ 70 عامًا، يعافر حتى يصلب قامته، بعدما أرهقها تقدمه في السن، يسعى خلف رزقه ولقمة عيشه، يصارع ظروف الحياة الصعبة كما اعتاد كل يوم، غير مكترث لسوء الأحوال الجوية، فما يهمه فقط لقمة العيش ولا شيء غيرها.

أحمد محمد أو «عم أحمد»، كما كان يناديه زبائنه الملتفون حوله يشترون الخبز، رجل سبعيني، يواصل رحلة كفاحه الممتدة لعقود من الزمن في بيع العيش، وقطرات الأمطار تداعب لحيته البيضاء، ولسعات البرد تجعله يرتجف وهو يتحدث، لكنه لا يأبه لكل ذلك، فعليه أن يواصل عمله كل يوم لأكثر من 16 ساعة يوميا، حتى لا يحتاج لأي أحد ينفق عليه، وحتى يستطيع أن يرعى زوجته المسنة وابنه المريض صاحب الـ30 عامًا، بعدما أكمل رسالته على أكمل وجه تجاه أبنائه الأربعة، حتى أصبحوا يعيشون حياة زوجية مستقرة: «الدنيا برد صحيح، بس في مراتي وابني في رقبتي مقدرشي أسيبهم من غير أكل ولا شرب»، حسب ما يرويه بائع العيش في حديثه مع «الوطن».

جاء من أسوان طفلًا

بائع العيش، ولد في محافظة أسوان، قبل أن يتركها وهو طفل لا يتخطى عمره الـ 14 عامًا، قاصدًا محافظة الجيزة باحثًا عن عمل، حتى وجد ضالته في مخبز «عيش بلدي»، فعمل به كبائع ومن حينها بدأت قصته مع رغيف الخبز، العنصر الأساسي على مائدة كل المصريين، ولم ينته حتى الآن: «هشتغل لحد آخر يوم في عمري، اللي زي لو قاعد في بيته يموت، ومش شوية مطر اللي هيقعدوني في البيت، اللي زينا لو قاعدوا في البيت مش هيلاقوا اللي يسد جوعهم، ومش عايز أعيش على الصدقة والمساعدات».

يحلم بعمرة وعلاج لوالده

يحلم «عم أحمد»، أن يكرمه الله بعد كل تلك الرحلة الطويلة، بعمرة يزور فيها الكعبة المشرفة، ويناجي ربه ويشكره على الصحة، التي وهبها إياها ومكنته من استخدامها في الإنفاق على أبنائه وتربيتهم: «كمان هناك هدعي ربنا يشفيلي ابني من مرضه النفسي، عشان أجوزه زي اخواته».

 


مواضيع متعلقة