«خالتي فرنسا».. بورسعيدية تؤجر دراجات لتنفق على ابنتيها: رحلة كفاح بدأت مبكرا

كتب: هبة صبيح

«خالتي فرنسا».. بورسعيدية تؤجر دراجات لتنفق على ابنتيها: رحلة كفاح بدأت مبكرا

«خالتي فرنسا».. بورسعيدية تؤجر دراجات لتنفق على ابنتيها: رحلة كفاح بدأت مبكرا

لقبت في منطقة الزهور ببورسعيد، بـ «خالتي فرنسا»، لأنها تؤجر دراجات للصغار، على طريقة فيلم خالتي فرنسا بطولة الفنانة عبلة كامل، هي «أم رحاب» مطلقة وأم لطفلتين تركهما والدهما ورفض الإنفاق عليهما، فواجهت الحياة الصعبة بمعاش والدها الصغير، وعملت في البيوت لكنها لم تستطع الاستمرار لظروفها الصحية وخوفا على ابنتيها، حتى فكرت في تأجير الدراجات واستقرت عليها لتنفق منه على متطلبات الحياة.

تحكي «أم رحاب»، 38 عاما، أنها تعودت على العمل منذ أن كان عمرها 16 عاما، عملت في سوق علي بن أبي طالب بحي الزهور في بيع الخضراوات، حتى تزوجت وأنجنبت طفلتين، الأولى عمرها الآن عشر سنوات والثانية 9 سنوات، ثم انفصلت عن زوجها منذ ثلاث سنوات بعد زواج دام عشر سنوات، لحبه لذاته ولرفضه الإنفاق على أسرته وادعاءه فقره للمال، ولقسوة معاملته مع بناته، «اضطريت لترك كل مقتنيات الشقة، وابتعدت أنا وابنتي لأنجو من بطشه، أما هو فقد اهتم بنفسه فقط ورفض تحمل المسؤولية والإنفاق علينا، حتى تزوج بسيدة أخرى لديها أربع أبناء يعيلهم ويرفض إعالة بناته من صلبه، كما علمت أنه اشترى لزوجته أساور ذهبية بمبلغ 30 ألف جنيه، ولم يفكر فينا يوما، وكثيرا ما كنا ننام دون عشاء».

رحلة البحث عن عمل

تستكمل أم رحاب حديثها، «قمت بدور الأم والأب معا لبناتي حتى لا تشعرا بفارق غياب الأب القاسي، وحصلت على معاش والدي الذي لا يتجاوز 700 جنيه، ولا يكفي أسبوعا في الشهر لي ولبناتي وسط متطلبات الحياة الصعبة، وبدأت رحلة البحث عن عمل، عملت في خدمة البيوت لكن لم أستطع الاستمرار، فالعمل كان شاقا وظروفي الصحية لم تتحمل، وكذلك خوفي على ترك بناتي فترة طويلة وحدهما جعلني أبحث عن عمل آخر، ولكني وجدت صعوبة في إيجاده لأني لم أكمل تعليمي، حيث حصلت على الشهادة الإعدادية فقط، وأغلب العمل يتطلب شهادة متوسطة على الأقل».

توصلت «أم رحاب» لفكرة تأجير دراجات أسفل منزلها للصغار، ولكنها لم تكن تملك الأموال اللازمة لهذا المشروع، «واجهتني مشكلة التمويل حتى توصلت إلى إمكانية حصولي على قرض، وبالفعل توجهت إلى إدارة المشروعات الصغيرة، وحصلت على قرض قدره 10 آلاف جنيه، واشتريت بهم دراجات صغيرة، وأضعهم أمام منزلي، أعمل وأنفق على بناتي وأرعاهما».

الأقارب والجيران لقبوني بـ «خالتي فرنسا»

«تعرضت لمضايقات وسخرية الجيران والأقارب بسبب عملي في تأجير الدراجات، وأنها للرجال فقط، لكني أرى أنها مهنة شريفة ومناسبة لي حتى أصبح عملي أمر واقع ولقبوني الجيران بـخالتي فرنسا»، هكذا تقول أم رحاب.

صعوبات في صيانة الدراجات.. ولكن

واجهت أم البنات عدة صعاب خلال عملها، حيث كانت لا تتقن صيانة الدراجات في بداية الأمر، ولكن بدأت في تعلمها وإتقانها، «بقيت بعرف في صيانتها دلوقتي، بفكها كل قطعة لوحدها، وبلحم الكاوتش ونفخه بنفسي دون مساعدة أحد، والحمد لله بكسب من عرق جبيني وبسدد 1500 جنيه شهريا قيمة القرض، وبعيش بباقي الفلوس مع معاش والدي وأعيش مع بناتي حياة كريمة».

أمنيات وفخر وتكريم من المحافظ

تدعو «أم رحاب» كل سيدة اضطرتها الظروف إلى تحمل المسؤولية وحدها، أن تبحث عن عمل شريف ولا تخجل منه، فالعمل ليس عيبا، ولكن العيب هو انتظار الصدقات من الآخرين، بحسب حديثها الذي تؤكد فيه أنها فخورة به، «وبحلم أن مشروعي الصغير يكبر وأبقى صاحبة ورشة أو مصنع دراجات، وأكمل تعليم بناتي وياخدوا شهادت وأفرح بيهم».

كرّم محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان، «أم رحاب»، وهو جعلها تشعر بالسعادة، «سعيدة بالتكريم وشعرت أن تعب السنوات الماضية لم يذهب هباءً، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا».


مواضيع متعلقة