النسخة المعدلة من «خالتى فرنسا» فى الساحل: الحشد بـ«زغرودة وزفة»

كتب: إسلام زكريا

النسخة المعدلة من «خالتى فرنسا» فى الساحل: الحشد بـ«زغرودة وزفة»

النسخة المعدلة من «خالتى فرنسا» فى الساحل: الحشد بـ«زغرودة وزفة»

الشخصية السينمائية التى جسدتها الفنانة عبلة كامل فى أحد أفلامها، ظهرت تؤدى دوراً جديداً فى جولة الإعادة من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب، فى منطقة الساحل.. لم يكن الاسم وحده هو الذى تغيّر من «خالتى فرنسا» إلى «الست سعدية»، لكن تغيرت أمور عديدة أخرى، فالسيدة التى اقترب عمرها من السبعين عاماً ترفض المشاركة فى أى اشتباكات، وترفض أى عروض لتشويه مرشحين آخرين أو الهجوم عليهم، تكتفى فقط بدورها فى قيادة «زفة المرشح» وحشد النساء للتصويت له. «سعدية محمد» تسكن بجوار سوق روض الفرج، فى منزل صغير وقديم، أكدت أنها لا تعرف القراءة ولا الكتابة، ولا تعرف شيئاً عن الانتخابات والمرشحين والبرلمان: «الناس عايزة تاكل وتشرب، وكله بيبيع صوته علشان مش لاقى اللقمة»، توضح دورها قائلة: «أنا بجمع شويّة ستات أعرفهم، سواء جيران أو معارف، ونعمل شوية هيصة للمرشح، زى الأفراح والمناسبات، وبناخد اللى فيه النصيب، بس بكون متفقة الأول مع المرشح نفسه».

{long_qoute_1}

«سعدية»، برغم اقترابها من العقد السابع من عمرها فإنها لا تزال آنسة، بحسب قولها، لم تتزوج فى حياتها قط: «عايشة لوحدى عمرى كله، وبأكّل وأشرّب نفسى، لا راجل ولا واد، وقاعدة فى أوضة خشب حسب المرشح، وعملنا كذا زفة فى الجولة الأولى، وأهو ربنا بيكرم». تستنكر ما سمعته عن تسعيرة الأصوات التى وصلت إلى مبالغ لم ترَها على أرض الواقع: «فين اللى بيقول الصوت بألف جنيه، كل ده كدب، أعلى حاجة بتندفع هنا هى الورقة أم 100 جنيه».. برغم حالة «الفرحة المصنوعة» التى تتقاضى عليها مالاً يقضى حاجاتها لعدة أيام، فإن السيدة الستينية تندب حظها فى الحياة، وتقول دون أن تملك من أمرها شيئاً: «لو كنت أعرف أقرا وأكتب، مكانش ده بقا حالى، لكن الدنيا حظوظ»، مستدركة: «الحمد لله».

لم تُرزق مالاً ولا ولداً ولا علماً، لكنها لا تشعر بأى ضعف أو خوف، حياة طويلة وتجارب كثيرة عايشتها، تدفعها لأن تصف نفسها بـ«ست بألف راجل»، وتتابع فى قوة: «الست اللى شايلة نفسها ما تحتاجش أى حاجة فى الدنيا، أنا ياما هزيت رجالة بشنبات، عمرى ما باجى على حد، لكن مفيش راجل ييجى عليا أبداً».


مواضيع متعلقة