دينا عبدالفتاح تكتب .. إلى من يهمه الأمر

دينا عبدالفتاح تكتب .. إلى من يهمه الأمر
- التكنولوجيا هي اللغة
- الإرادة
- عوامل النجاح
- الفلسفة الرئيسية
- التكنولوجيا هي اللغة
- الإرادة
- عوامل النجاح
- الفلسفة الرئيسية
ينبغي أن تكون الفلسفة الرئيسية التي تحكمنا هي التسامح، وليس الغل والانتقام، لأن التسامح والحب قادران على إذابة الثلج، وقادران على تغيير البشرية بالكامل، فإذا تمتع كل شخص بهذه الصفات، فبالتأكيد ستكون هناك انعكاسات مؤثرة على حياة جميع المواطنين.
ما يراه الإنسان في مخيلته هو قادر فى كل الأحوال على تحقيقه، بشرط أن تتوافر لديه الإرادة، هذه هي الفلسفة التى أتصور أنها تحكم توجّهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي أتلمسها في حواراته وتصريحاته التي يطالعنا بها فى اللقاءات المختلفة.
الرئيس يرى صورة مصر الجديدة.. مصر التي في مخيلته، تلك الدولة الحضارية المتطورة.. يرى إنساناً بلا عوز.. تعليماً جيداً.. صحة للجميع.. دواءً ومسكناً.. تكنولوجيا وتواصلاً محترماً.. يؤمن بالقيم والمبادئ الإنسانية.. ويأمل في عقيدة متوازنة تضمن الأمن والسلام للجميع.. حرية ومساواة بين جميع شرائح المجتمع.. تمكين لجميع الفئات المستضعَفة.. خطة واستراتيجية ليست فقط مكتوبة على ورق.. ولكنها صورة ذهنية متكاملة الملامح ترتسم في ذهن الرئيس، وينقلها إلى الواقع يوماً بعد يوم في خطوات متسارعة وقرارات صائبة جريئة، ربما لا يقدر عليها أحد غير صاحب حلم يؤمن بتحقيقه.
على مدار السنوات الماضية، أراقب جميع القرارات التي يتم اتخاذها في بلدي «الآمن المستقر» مصر، وأدرك كمّ المتاعب والأهوال التي يتكبّدها رجال ونساء هذا البلد في جميع المواقع العملية وجميع الميادين، حتى يستطيعوا جميعاً تحقيق النقلة المستهدَفة لهذا الوطن الغالي.
التكنولوجيا هي اللغة التي يتحدث بها العالم من الآن فصاعدًاً .. والتعليم لم يعد «شهادة»
تكامُل غير مسبوق بين جميع الشرائح المهنية في المجتمع المصري لإحداث الحضارة ونقل البلاد إلى مراحل، وليست مرحلة واحدة، أكثر تقدماً، لنتواكب مع العالم الذي يتغير من حولنا في كل ثانية، ونستطيع تعزيز وضعنا في توقيت باتت تحكمه مراكز القوى، وتتحكم فيه رؤوس الأموال والتكنولوجيا والقوى الناعمة.
وعندما أتحدث عن الشرائح المختلفة فإنني أتحدث عن المهن التكنوقراط والمهن الفنية والعمالة غير المنتظمة وجميع شرائح المجتمع، لأن الكل الآن لديه حلم تحقيق حياة أفضل، وهذا يُعد أفضل ما يميزنا في المرحلة الحالية، أن نجتمع ونتفق جميعاً حول حلم واحد ويسعى إليه كلٌّ في موقعه.
أراقب أيضاً ما يحدث حولي في المنطقة العربية وأتألم كثيراً لأوضاع أشقائي العرب في معظم الدول المحيطة بوطننا الحبيب مصر، وأدرك تماماً كمّ الجهد الذي يتّخذه الجيش المصري والشرطة المصرية في الحفاظ على أمن واستقرار هذا البلد وتحقيق معادلة فريدة عجزت معظم دول المنطقة عن الوصول إليها، خاصة بعد أن استطاعت القوى الخارجية العبث بها، وإثارة الفرقة والانعزالية بين أبناء الوطن الواحد، نتيجة لاختلافات سياسية أو عقائدية أو غيرها.
ربما لا يدرك البعض أننا في مرحلة استثنائية من تاريخ العالم، تتصف بتغيرات بشرية وطبيعة غير مسبوقة.
ولمقابلة هذه التغيرات لابد من اتخاذ حلول غير مسبوقة، حلول لم يتدرب عليها القادة أو الحكام من قبل، حلول ربما تكون موجودة، ولكننا لم نكن طرفاً في صناعتها.
عندما تمت كتابة المؤامرة - وهنا سيضحك الكثيرون عند ذكر كلمة مؤامرة - لأنهم قد يتصورون أننا نستخدم مرة أخرى الشماعة التي يتم استخدامها لتبرير الكثير من التصرفات التي يرون من وجهة نظرهم أنها ضد حقوق الإنسان، في حين أن هؤلاء دائماً ما يغضون أبصارهم عن أي إنجاز تحقّقه الدولة المصرية، بعد أن استطاعت تحقيق الحياة الكريمة لأبنائها وصيانة حقوقهم في داخل مصر وخارجها.
وهنا أؤكد من خلال قراءتي وتحليلي للأحداث وربطها مع بعضها البعض أن هناك بالفعل أموراً كثيرة ربما لا نعرفها حتى الآن تحاك وتدبر بعيداً عن منطقتنا لإحداث تغييرات جذرية في العالم.
هذه التغييرات نالت، وسوف تنال من حياة أوطان كثيرة، وتغيّر تركيبة شعوب مختلفة، وتعيد رسم خريطة الأرض، وكذلك يمكنها أن تغيّر أرقام تعداد البشر الموجودين حالياً على وجه هذا الكوكب النادر، ولكننا لحسن الحظ، ولإرادة الله، نجحنا في أن يكون هذا البلد في أمن وأمان إلى يوم الدين، كما وعد الله سبحانه وتعالى بأن يظل هذا إلى يوم الدين.
ليُقدّر الله سبحانه وتعالى أن يمسك بزمام الأمور رجال قادرون على اتخاذ القرار، ولديهم من المرونة والذكاء والقدرة على التحرك السريع ما يحفظ هذا الوطن من المكائد المتتالية التى لم تتوقف يوماً منذ بداية الخطة، والتي ستستمر ربما لسنوات طويلة لا يعلمها إلا الله.. ولكن الأمر الذي يجعلنا مطمئنين أننا متماسكون على إرادة واحدة، وهي الإبقاء على الدولة المصرية قوية وقادرة على المواجهة، شامخة كما كان عهد العالم بها.
حول الرئيس رجال يضحّون بأرواحهم وحياتهم الشخصية والعائلية من أجل الحفاظ على الوطن، لا يبالون بالنقد ولا بتدبير المكائد، ينتصرون دائما لأنهم يدركون تماماً مدى خطورة الأوضاع ويدركون أهمية التكامل والقوة والقدرة على اتخاذ القرارات فى التوقيتات المناسبة، ويفعلون ما يمكّن هذا الوطن من عبور مرحلة تُعد واحدة من أصعب مراحل التاريخ.
مرحلة اجتمع فيها الشر الإنساني والمكائد والتغيرات السياسية وتناحر القوى العالمية مع تغيرات الطبيعة الغاضبة.
الأمل الوحيد في هذه المرحلة يكمن فى إيمان كل فرد من أفراد الشعب المصري بصحة كل ما يُتخذ من قرارات، والقدرة على الحلم من أجل تغيير حياته، لأن الفرصة متاحة أمام الجميع لتغيير الحياة.
كل ما تتطلبه هو الإرادة، الإرادة لتحقيق التغيير في انتهاز الفرص المتاحة للعمل في جميع المحافظات والمدن الجديدة والأماكن التي تُفتح لأول مرة للتعمير، الإرادة في التعليم والتدريب، الإرادة في نبذ السلوكيات الكريهة والأفعال المشينة، الرغبة في الحفاظ على ممتلكات الوطن وإحداث التعمير في كل مكان.
هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تعاون الدولة والمواطن، والتي نسرد أهمها في ما يلي:
أولاً: مراجعة فكرة الإنجاب، حتى نتمكن من تحقيق حياة أفضل للجميع، وأن يُتخذ هذا القرار ونحن نضمن لكل إنسان جديد يأتي إلى الحياة حياة أفضل آمنة ومستقرة.
ثانياً: التعليم، بأن يحرص الجميع على أي فرصة تعليم متاحة أمامه وأن يتخذها حتى لو كان غير مقتنع بأنها الأفضل ليُكمل بعدها من خلال محاولاته الشخصية وقدراته الذاتية بأن يواصل في مستويات أكثر تقدماً.
ثالثاً: اختيار مجالات التعليم منذ البداية، وفقاً لآلية فرص العمل المتاحة أمامها.. وتغيير فكرة أنه لا بد أن يلتحق الكل بالجامعات، لأننا في حاجة ملحة إلى الدراسات الفنية، التي ربما يكون مستقبلها أفضل خلال المرحلة الجديدة، في ظل مدن جديدة متعددة وسياسات تعمير في أماكن لم يطأها البشر من قبل، فتلك المدن تحتاج إلى آلاف المؤهلين فنياً لخدمة وصيانة الحياة الجديدة فيها.
رابعاً: وضع التكنولوجيا في مقدمة التعليم للجميع، لأنها هي اللغة التي يتحدث بها العالم من الآن فصاعداً، بعيداً عن الطرق التقليدية التي عفى عليها الزمن، والتي لن يقبلها العالم بشكل قاطع في القريب العاجل.
خامساً: الصحة، بأن نراعي جميعاً صحة أنفسنا وأولادنا في كل القرارات التي نتخذها في عملية التنشئة والتغذية والرياضة.
سادساً: التسامح، ينبغي أن تكون الفلسفة الرئيسية التي تحكمنا هي التسامح، وليس الغل والانتقام، لأن التسامح والحب قادران على إذابة الثلج، وقادران على تغيير البشرية بالكامل، فإذا تمتع كل شخص بهذه الصفات، فبالتأكيد ستكون هناك انعكاسات مؤثرة على حياة جميع المواطنين.
سابعاً: أتمنى أن يواكب هذا التقدم مساواة أمام القانون وتطبيق النظام على الجميع ومراقبة جميع المسئولين وحصر الفساد واستغلال النفوذ وحماية جميع المواطنين ضد أي بطش من أي شخص منحرف تخول له نفسه أن يسيء لما يتحقق في هذا البلد من إنجازات وتغيير حقيقي.
وتطبيقاً لما أؤمن به من معتقدات سأبدأ بنفسي وأستخدم دوري بمنتهى الشفافية للكتابة وبمنتهى الصراحة عن كل المزايا وكل العيوب ورصد جميع الظواهر والأمور التي تحتاج إلى تغيير، حتى نتمكن جميعاً من القيام بأدوارنا في تحقيق الحياة الأفضل التى نحلم بها جميعاً، ليكون هذا هو المقال الأول وليس الأخير إن شاء الله.
وأود أن يشاركني القراء بأفكارهم وآرائهم، وذلك من خلال إرسال جميع المقترحات على البريد الإلكتروني الخاص بي، حتى أتمكن من نقل جميع المقترحات والآراء إلى متخذي القرار ومن يهمه الأمر.
الفرص متاحة أمام الجميع.. و«الإرادة» فقط ستصنع الفارق.. عوامل النجاح متوافرة وتبقى الرغبة في التغيير.. لا يدرك البعض أننا في مرحلة استثنائية من تاريخ العالم تتّصف بتغيرات بشرية شرسة وطبيعة غاضبة.