مناخ الزراعة يحذر: أمطار غزيرة الاسبوع المقبل وتوصيات هامة للزراعة

11:16 ص | الخميس 18 نوفمبر 2021

قال الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إنه بداية من السبت المقبل متوقع حالة من عدم الاستقرار في الطقس علي شمال الجمهورية، وأمطار غزيرة وانكسار كبير في الحرارة، خاصة في محافظات الدلتا، وهو ما يتسبب في مشكلات كبيرة للزراعات القائمة وهي البطاطس والفراولة والفاصوليا والبسلة والخرشوف، حيث يتسبب ذلك في زيادة كمية المياه الأرضية حول الجذور واستمرارها وقت من الزمن يؤدي إلى اختناق الجذور وضعفها وتوقف الامتصاص تماماً الأمر الذي يساهم في ذبول مؤقت واصفرار تدريجي في المجموع الخضري نتيجة الإصابة بفطريات التربة.

زيادة الرطوبة تنشر أمراض فطرية وبكتيرية

أضاف أن زيادة الرطوبة حول النباتات سواء الأرضية أو الجوية يؤدي بالطبع لانتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية المحبة للرطوبة الحرة مثل البياض الزغبي وتبقعات الأوراق وأعفان الساق والثمار، أما المناطق التي شهدت تساقط كرات الثلج وادت إلى تجريح وتكسير النباتات سوف تكون عرضة للإصابة بالفطريات الجرحية.

وتابع فهيم، أن المحاصيل المنزرعة حديثًا مثل البطاطس والبسلة والفول التي غمرتها المياه بعد الزراعة فهي معرضة لضعف أو تأخير الإنبات مع زيادة في الرطوبة النسبية على شمال البلاد ومناطق الدلتا بنسبة تتراوح من 85% إلى 95%، مما يزيد من تشبع الجو بالرطوبة وتقل الرؤية في الشبورة المائية صباحًا على شمال البلاد تكون كثيفة على بعض الطرق.

رش وقائي لتجنب الأمراض

وأشار فيهم، إلى أن هطول الأمطار الخريفية أثناء وجود حرارة دافئة فتؤدى لزيادة الرطوبة الجوية وغزارة سقوط الندى صباحاً، ما يزيد فرص إصابة المزروعات بأمراض فطرية وبكتيرية أهمها البياض الزغبي والندوات والتبقعات على القرعيات والطماطم والبطاطس.

وأكد فيهم، أنه يجب على المزارع إجراء رشات وقائية ضد هذه الأمراض عقب توقف هطول الأمطار مباشرة، حيث أن تساقط الأمطار والطقس الدافئ إلى زيادة الرطوبة الجوية، ما يزيد من احتمالية إصابة المحصول بالأمراض الفطرية على سطح النبات، كما سيكون هناك زيادة في تعداد بعض الحشرات الثاقبة الماصة خاصة الذبابة البيضاء والمن، وزيادة واضحة في تعداد حرشفيات الأجنحة مثل دودة ورق القطن والدودة الخضراء والدودة القارضة.

الجوانب الإيجابية لتساقط الأمطار

وأوضح فهيم، بعض الإيجابيات لتساقط الثلوج وبالنسبة للأراضي خارج الوادي والدلتا ستؤدي الأمطار الغزيرة التي سقطت علي هذه الأراضي إلى غسيل تام للتربة من الأملاح وتركيز للمواد الغروية الناعمة ولكن يتم تركيزها في المناطق المنخفضة من هذه الأراضي، كما يتم غسيل التربة من متبقيات الأسمدة والمبيدات وجميع الكيماويات التي يتم إضافتها للتربة سنوياً لكن سينتج عنها «تجويع» كبير للتربة وفقدان الكثير من العناصر ولابد من إعادة تغذيتها بالأسمدة الأساسية في صورة سلفات العنصر.

وأما أشجار الفاكهة مستديمة أو متساقطة الأوراق سيؤدي هطول الأمطار إلى غسيل المجموع الخضري للأشجار من كل الأتربة العالقة تماماً وسيزيد معدل البناء الضوئي أحيانًا إلى أضعاف ما كانت عليه، ولذلك تحتاج الأشجار إلى التغذية المكثفة بعد توقف الأمطار مباشرة سواء تغذية ورقية أو أرضية وبأسرع وقت ممكن.

ولفت فهيم، إلى أن الأراضي الجديدة سيحدث شحن الخزان الجوفي لهذه المناطق بصورة كبيرة وتجديد نوعية المياه وخفض ملوحة بعض الأبار، كما يتم التخلص من الحشرات المزمنة على أشجار الفاكهة بالتحديد البق الدقيقي والحشرات القشرية وغسيل وإزالة الجراثيم الفطرية لبعض الأمراض، ولكن يجب الحذر التام لأن هذه الحشرات والأمراض ستقوم بإعادة بناء سريعة لدورات وأجيال ثانوية ويجب التدخل لمنع ذلك، كما تساعد الأمطار على القضاء شبه التام على النيماتودا وخاصة في الأراضي التي تعاني مع هذه الديدان ولفترات طويلة.

أهم التوصيات والاحتياطات الواجب اتباعها

وعن أهم التوصيات قال «فهيم» إنه بالنسبة للمحاصيل الأرضية كالبطاطس والبنجر بصفة عامة فأنه يجب حقن حوالى 2-3 لتر حمض فسفوريك بعد انتهاء تساقط الأمطار يليها رش كالسيوم ويفضل أن يكون على أحماض كربوكسيليه وأن يكون مصدر الكالسيوم أوكسيد كالسيوم وليس نترات كالسيوم، بالإضافة إلى دفعه سلفات بوتاسيوم 10 كيلو للفدان حقناً.

وبالنسبة لمحصول البطاطس النيلية الشتوية وخاصة المنزعة في سبتمبر وأكتوبر، كما أن هذه الظروف تساعد في بداية انتشار حشرة المن على البطاطس وبالتالي يجب مراقبة الخطوط القريبة من الجسور والطرق وهي التي يبدأ الإصابة منها، وفى حالة وجود 3 أفراد من على الوريقة يبدأ الرش بالمبيدات الحشرية.

توقعات هامة نتيجة تساقط الأمطار وزيادة الرطوبة

أشار فهيم إلى أنه من المتوقع على البنجر زيادة في تعداد حشرة ذبابة البنجر ثنائية الأجنحة، وزيادة سريعة لتعداد حشرة ذبابة المقات ديدان ثمار القرعيات التي تعد من الآفات المهمة على الكوسة والخيار، وزيادة متصلة ومستمرة لأجيال لذبابة الفاصوليا والتي تسبب جرح منطقة التاج أثناء التعذير مما يعرضه لمهاجمة فطريات أعفان منطقة التاج وتساقط النباتات، وكذلك زيادة كبيرة في تعداد الذبابة البيضاء ونطاطات الأوراق الناقلين للعديد من الفيروسات ومن اخطرها والذي انتشر بشدة فيروس موزيك الفاصوليا العادي.

وبالنسبة للأمراض فيتم سيادة الظروف الجوية من رطوبة عالية وماء حر والندى صباحاً وزيادة التذبذبات فى درجات الحرارة تكون مناسبة لبداية قيام دورات مرضية لجميع فطريات الطائفة البيضية وندوة متأخرة على البطاطس والطماطم والبياض الزغبي على القرعيات والصدأ على النباتات الطبية العطرية (البردقوش والعتر)، كما أن الظروف المناخية ستكون مناسبة على التبقع البكتيري والندوة المبكرة علي الطماطم.