من «نوبل» إلى «البوكر».. الحاصلون على جوائز عالمية ضيوف المعرض

كتب:  رضوى هاشم

من «نوبل» إلى «البوكر».. الحاصلون على جوائز عالمية ضيوف المعرض

من «نوبل» إلى «البوكر».. الحاصلون على جوائز عالمية ضيوف المعرض

نخبة من أعلام الأدب والفن والثقافة والحائزين على جوائز عالمية ضمهم معرض الشارقة الدولى للكتاب فى نسخته الأربعين لينقلوا خبرتهم وتجربتهم ورؤيتهم للوضع الراهن.

فى أول ظهور له فى محفل ثقافى عقب فوزه بجائزة نوبل، التقى الكاتب التنزانى ذو الأصول العربية عبدالفتاح قرنح بجمهور معرض الشارقة للكتاب هذا العام، وقال «قرنح»: «إن الجميل فى حصولى على الجائزة أننى رأيت السعادة على وجوه أشخاص بعثت الجائزة فى أنفسهم رسائل إيجابية، وحملت لهم مشاعر صادقة عن إنسان عمل قدر الإمكان ليجعل حياتهم أفضل مما هى عليه من خلال كتبه ورواياته»، مشيراً إلى أنه لا يستطيع تغيير حياة الآخرين بالكتابة، وإن كان يتمنى ذلك.

الحائز على «نوبل»: أكتب للوصول إلى حياة أكثر تعبيراً عن أعماق الناس

وأضاف «قرنح»: «أكتب للوصول إلى حياة أكثر تعبيراً عن أعماق الناس الذين أتحدث عنهم بكل صدق، بحيث أنقل الصورة الحقيقية عن معاناة المهاجرين، ولا أكذب وأنا أعبّر عن تجاربهم لصالح الحبكة، وبالتالى فإنه ينبغى أن ننظر بأعين ثاقبة إلى ما نحاول أن نكتب عنه، دون مغالاة أو مزايدة على الواقع».

وعن رحلته وصولاً إلى جائزة نوبل للآداب، أشار «قرنح» إلى أنه لم يكن يمتلك العناصر التى تجعله يتوقع أن يصبح كاتباً محترفاً، وأنه كتب العديد من القصاصات التى جمعها خلال رحلته مع الكتابة بعد أن حط رحاله فى بريطانيا مهاجراً، عندما كان فى الثامنة عشرة من عمره، ومرت تلك القصاصات على كثير من دور النشر التى كان يحاول أن ينشر لديها، إلى أن شاءت الظروف أن تقبل إحدى دور النشر روايته التى أصبحت نافذته نحو عالم القرّاء.

«واسيني الأعرج»: العالم العربي لا ينقصه شىء حتى يحصل على جائزة نوبل.. لكن صورة عالمنا منحدرة

الاحتفاء بالحائز على جائزة نوبل طرح السؤال: متى يفوز أديب عربى بجائزة نوبل؟ وهو ما رد عليه الأديب الجزائرى واسينى الأعرج، الحائز على عدد من الجوائز الدولية، لـ«الوطن»، فقال: أرى أن العالم العربى لا ينقصه شىء حتى يحصل على الجائزة، وقد يرى القائمون عليها أنه عندما يحصل عليها كاتب عربى لا تُحدث مردوداً قوياً مثلما يحصل عليها كاتب فى أمريكا اللاتينية، فصورة العالم العربى منحدرة، ونحن المسئولون عنها، فما الذى ينقص أدونيس ومحمود درويش وآسيا جبار حتى يحصلوا على نوبل؟! وكنا نظن أن الكاتب العالمى نجيب محفوظ سيفتح الباب على العالم العربى، ولكن لم يحدث ذلك وأُغلق الباب.

وتحدّث الأديب الكويتى طالب الرفاعى الذى اختير «شخصية معرض الشارقة للكتاب» فى دورته الأربعين عن تأثره بالأدباء المصريين، وقال: «إن من حسن حظى أننى نشأت فى حى فى الكويت يقطن به عدد كبير من المصريين والسوريين والفلسطينيين وغيرهم من الشعوب العربية، وهذا ما جعلنى أطلع على ثقافات مختلفة».

وأضاف الروائى الكبير طالب الرفاعى: «كنت من سعداء الحظ بصداقتى مع عدد كبير من أعلام الإبداع فى الوطن العربى»، مؤكداً: «كنت صديقاً للروائى جمال الغيطانى، والشاعر عبدالرحمن الأبنودى، رحمهما الله، كما تربطنى صداقة قوية بالروائى الكبير صنع الله إبراهيم».

وأضاف طالب الرفاعى أن عمله الأدبى الأخير «خطب الحبيب» نُشر فى 15 دولة فى نفس الوقت، بعد تعاقده مع دار نشر محلية فى كل بلد، دون مقابل، من أجل نشرها وتقريب الناشر من الكاتب العربى، واختياره «الشخصية الثقافة فى معرض الشارقة» لم يأتِ عن عمل واحد، لكن عن مجمل أعماله، ولذلك سعد بها كثيراً.

وفى سياق آخر وصفت الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمى، الحائزة على جائزتى نجيب محفوظ والبوكر، نفسها بأنها كاتبة قضيّة، مشيرة إلى أن كل أعمالها الأدبية تتحدث عن قضايا وهموم الوطن العربى، وأن الشهرة فُرضت عليها، فهى سيدة العتمة وترى أن الكاتب لا يمكن أن يكتب تحت الأضواء الكاشفة، وأن كتاباتها فى الحب هى تأملات ومشاهدات من خلال علاقاتها وملاحظاتها، لافتة إلى أنها قد تغير رأيها فى هذا المجال حسب نشرتها العاطفية.

وقالت أحلام مستغانمى: «أعيش فى عالم قرّائى أكثر مما أعيش مع عائلتى وأبنائى، فأنا أقرأ كل ما يكتبونه على صفحتى، بعد أن أصبح كل من قرأنى كاتباً، وتحوّلت من كاتبة إلى قارئة لقرائى، ففى زمن الحروب والتهجير الذى يعيشه كثير من الشعوب العربية لكل إنسان قصة يرغب فى روايتها، وهى وسيلته فى الشفاء من مأساته، ولدىّ قرّاء ومتابعون من مختلف أقطار الوطن العربى أهبهم قسطاً من وقتى على أهميته، لعلمى بأن القليل قد يغيّر حياة أحدهم».

وتحدثت «مستغانمى» عن منصات التواصل الاجتماعى، وقالت: «دخلت إلى عالم منصات التواصل الاجتماعى مُكرهة، وحتى فترة قريبة لم أكن من يدير صفحاتى، وجدت نفسى مجبرة على تعلُّم آلية استخدامها بسبب انتشار صفحات كثيرة باسمى، هذا العالم لا يشبهنى».

وتابعت «مستغانمى»: «التكنولوجيا عبثت بنا، وسرقت منا الكثير من مباهجنا الجميلة، رغم أنها جعلتنا فى متناول الأحبة، ولكن أصبحنا بسببها مباحين أى مستباحين، فلا وجود لأى خصوصية، نعيش كأننا مطاردون بآلة تصوير، أحب عتمتى، فالكاتب لم يُخلق للضوء، وهو ليس نجماً، بل عليه أن يشبه قرّاءه لا أن يتميّز عنهم، هذا ما يجعله محبَّباً لديهم».

وأضافت: «لدىّ حساسية مفرطة تجاه حالة التشاوف المتزايدة فى انتشارها، واستعراض كل ما هو ليس فى متناول ملايين البشر اليوم، ولا بدّ من مراجعات حقيقية لهذه الحالة، فالقدوة عند الأبناء تغيرت عمّا كانت بمفهومنا، والاهتمامات اختلفت، فأصبح الثراء السريع هو الغاية، أى لا جدوى من العلم»، وأكدت أنها لم تسعَ يوماً إلى الشهرة، ولم تقبل أى عرض لاستغلال اسمها إعلانياً.

وفى جلسة عن أدب التشويق قال الروائى الشاب أحمد مراد: «أصبحنا فى زمن تُرتكب فيه الجرائم أون لاين، ما جعل التشويق جزءاً من حياة القارئ الذى بات من الصعب جعله يستمتع بما يُكتب، وبالتالى أصبح لزاماً على الكاتب البحث عن تكبير التفاصيل أمام أعين القرّاء، وهذا تحدٍّ كبير، ولكنه يستحق المغامرة».

وأشار «مراد» إلى أن التشويق من حيث المبدأ هو «التلاعب بالعقول»، وعندما نقرأ هذا النوع من الكتابة، فإننا نسعى للذهاب إلى عالم لا نعرفه، وبنظرة خاطفة إلى آراء القرّاء، نجد أن رواية التشويق تتصدر قائمة اهتماماتهم.


مواضيع متعلقة