«الشارقة للكتاب» يُسدل الستار على دورته الـ40 ويطلق المجلدات الأولي من «المعجم التاريخي للغة العربية»

«الشارقة للكتاب» يُسدل الستار على دورته الـ40 ويطلق المجلدات الأولي من «المعجم التاريخي للغة العربية»
1632 ناشراً و85 كاتباً ومبدعاً وفناناً وأكثر من 1000 فعالية و15 مليون كتاب
بعد 12 يوماً من الفعاليات أُسدل الستار،اليوم ، على الدورة الأربعين من معرض الشارقة الدولى للكتاب، الذى شهد مشاركة مصرية متميزة، تصدَّر فيها الناشرون المصريون المشهد بعدد مشاركات هو الأكبر، حيث بلغ عددهم 295 ناشراً، وحمل المعرض شعار «هنا.. لك كتاب»، بمشاركة 1632 ناشراً عربياً وأجنبياً، و85 كاتباً ومبدعاً وفناناً من مختلف بلدان العالم، وأكثر من 1000 فعالية و15 مليون كتاب.
مشاركة متميزة لدور النشر المصرية.. وشراكة مع الإمارات لدعم الناشرين
وعقدت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، عدداً من اللقاءات الثنائية على هامش المعرض لتعزيز مجالات التواصل والعمل المشترك بين هيئة الشارقة للكتاب ووزارة الثقافة المصرية على مستوى تنظيم الفعاليات الدولية، وتعزيز دور المكتبات داخل منظومة بناء مجتمعات المعرفة، وأكدت الوزيرة أن الجهود التى تقودها إمارة الشارقة آتت ثمارها لدعم وتعزيز الحراك الثقافى فى المنطقة والعالم العربى. وأكدت أن معرض الشارقة سجل تاريخاً جديداً يحقَّق لأول مرة ليس على المستوى العربى وحسب، وإنما على مستوى الشرق الأوسط ككل، باختياره المعرض الدولى الأول للكتاب فى مجال بيع وشراء حقوق النشر.
وأوضحت أن وزارة الثقافة المصرية تلتقى مع هيئة الشارقة للكتاب فى عدد من الأهداف، وتتطلع إلى تجسيد رؤاها وخططها بمبادرات ومشاريع ثقافية مستقبلية مشتركة، تنعكس على الحركة الثقافية المصرية والإماراتية، وتقدم نموذجاً فى المنطقة لمزيد من أشكال التعاون المثمر، ينعكس إيجاباً على صناعة المعرفة والإبداع العربى، بالإضافة إلى ما يمكن أن تتيحه المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر من تسهيلات وخدمات تخدم الناشرين المصريين.
وأكدت الشيخة بدور القاسمى، رئيس الاتحاد الدولى للناشرين، التزام الاتحاد بدعم الخطوات التى تسهم فى زيادة فرص تطوير صناعة الكتاب وتسهّل على الناشرين الوصول إلى أسواق جديدة، لتحفيز نمو حركة النشر عالمياً. وأشارت إلى أن التغيّرات الجذرية التى تمر بها صناعة النشر تتطلب إعادة التفكير فى نماذج الأعمال المرتبطة بهذا القطاع، مضيفة أن جهود الاتحاد تهدف إلى مساندة أعضائه للعبور بقطاع النشر إلى مستقبل جديد، من خلال تقديم الدعم التقنى والمعنوى لهم.
واستعرضت رئيسة الاتحاد الدولى للناشرين أحدث المبادرات والمشاريع التى أطلقها الاتحاد استجابة لاحتياجات الناشرين حول العالم، ومن بينها «الميثاق الدولى لتعزيز استدامة ومرونة قطاع النشر»، بالإضافة إلى الاستعدادات الجارية لإطلاق «أكاديمية الاتحاد الدولى للناشرين» الرامية إلى تعزيز المهارات الرقمية والتقنية للناشرين، من خلال سلسلة دورات تدريبية بعدة لغات.
وأوضحت «القاسمى» أهمية التكامل والحوار والتعاون العملى بين الناشرين وجميع الأطراف الفاعلة فى منظومة قطاع النشر، مثل المطابع والمكتبات والكُتّاب والموزعين والمصممين وغيرهم، لتحقيق تكامل يسهم فى مواجهة التحديات وتعزيز روح التضامن بين كافة مكونات قطاع النشر.
من جانبه أكد سالم عمر سالم، مدير المنطقة الحرة للنشر بالشارقة، أن المنطقة استطاعت خلال أربع سنوات منذ تأسيسها عام 2017 استقطاب 1500 ناشر من 30 دولة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن المنطقة الحرة تضم مجموعة كبيرة من الناشرين المصريين هم الأكبر من حيث العدد على مستوى المنطقة العربية.
وقال إن هذه الشركات لا تقتصر فقط على دور النشر، بل تتمثل بوكلاء ومترجمين وشركات طباعة وغيرها من الخدمات التى تسهم فى خدمة قطاع النشر. وأشار إلى أن المنطقة الحرة تولى اهتماماً خاصاً بالناشر العربى مع توفير فرص التعاون بين الناشرين العرب والأجانب فى مكان واحد، ما يسهم فى تبادل الخبرات فى مجال النشر، فضلاً عن إيصال المحتوى الموجود باللغة العربية إلى لغات أخرى عبر اتفاقات الترجمة. وكشف «سالم» عن شراكة جديدة للمنطقة الحرة مع شركة «إنجرام» العالمية، حيث ستقوم الشركة بتوفير قاعدة بيانات لأكثر من 18 مليون عنوان على مستوى العالم، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الشراكة هو توفير جميع الكتب للقراء من خلال هذه المنصة التى يمكن من خلالها اختيار الكتاب وطباعته.
وفى سياق متصل شهد معرض الشارقة الدولى للكتاب إطلاق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، المجلدات الـ17 الأولى من «المعجم التاريخى للغة العربية»، وهو المشروع اللغوى الكبير الذى يرعاه حاكم الشارقة، ويؤرّخ للمرة الأولى لمفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً ماضية.
وأوضح الدكتور محمد صافى المستغانمى، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أن المشروع وُلد فى عام 1932، منذ أن تأسس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وذلك ليكون بمثابة الحافظ لألفاظ اللغة العربية ومدلولاتها، مشيراً إلى أن «التحدى الآخر كان من خلال الكم الهائل من الألفاظ التى ينبغى أن تُجمَع لتكون موارد هذا المعجم التاريخى، والتى تم تذليلها بتسخير تقنية الذكاء الاصطناعى لاستيعاب جميع الألفاظ العربية واستعمالاتها عبر جميع العصور، بدءاً من عصر ما قبل الإسلام، وانتهاءً بالعصر الحديث»، مشيراً إلى أن اللجنة العملية للمعجم وضعت عام 2026 موعداً لإطلاق المشروع بصورته النهائية فى ما يقرب من 70 مجلداً.
وشهدت فعاليات معرض الشارقة للكتاب الدورة الثامنة من مؤتمر المكتبات التى تناولت هذا العام مفهوم المكتبة كمكان ومساحة اجتماعية، ودورها فى تشكيل التفاعل مع الجمهور خلال أزمة وباء كورونا من زاوية التحديات والفرص، وطُرح خلال المؤتمر العديد من الأفكار التى بلورت رؤية عميقة لتوسيع دور المكتبات فى المجتمع، والعمل على تعزيز استدامة دورها المعرفى.
وتطرّق المشاركون فى الجلسات الختامية إلى دور الشراكات الاستراتيجية فى تقدم المكتبات، وأهمية الموارد الحيوية لدى المكتبات الحكومية، بالإضافة إلى أهمية رقمنة المقتنيات القيّمة للعالم لإنشاء مجموعات التراث وتعليمها وتعزيزها.
فيما وقّعت وزارة الخارجية والتعاون الدولى الإماراتية مذكرة تفاهم مع «مؤسسة كلمات»، بهدف توفير الكتب للأطفال المحرومين والمتضررين من الأزمات حول العالم، وتعزيز وصول الكتب للمكفوفين وضعاف البصر فى دولة الإمارات والمنطقة والعالم، وذلك فى إطار ترسيخ علاقات التعاون والتنسيق ودعم ضمان الحق الأساسى للأطفال فى القراءة والوصول إلى الكتب.
- جراف
97 فعالية ثقافية وفنية وترفيهية بالمعرض
1.3 مليون عنوان بمختلف لغات العالم منها 110آلاف عنوان جديد
1576 دار نشر من 83 دولة من مختلف أنحاء العالم
295 دار نشر شاركت من مصر لتتصدربها قائمة الدول المشاركة
250 دار نشر إماراتية شاركت بالمعرض و138 دار نشر من بريطانيا