إرادة الأسرى تنتصر: 113 يوما إضراب عن الطعام تقود أسير فلسطيني للحرية

كتب: خالد عبد الرسول

إرادة الأسرى تنتصر: 113 يوما إضراب عن الطعام تقود أسير فلسطيني للحرية

إرادة الأسرى تنتصر: 113 يوما إضراب عن الطعام تقود أسير فلسطيني للحرية

مرة أخرى تُثبت إرادة الأسرى الفلسطينيين قوتها، بعد أن أنهى الأسير الفلسطيني، مقداد القواسمة، المُضرب عن الطعام في سجون الاحتلال منذ 113 يومًا، إضرابه، أمس، بموجب اتفاق مع الاحتلال بالإفراج عنه في فبراير المقبل.

وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان صحفي، إن «القواسمة»، هو أسير سابق تعرض للاعتقال عدة مرات، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال نحو أربعة أعوام بين أحكام واعتقال إداري (دون اتهام).

واعتقل «القواسمة»، أول مرة في عام 2015، وهو معتقل إداريًا منذ يناير 2021، وذلك حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط.

تاريخ معارك الأمعاء الخاوية

وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن الإضراب المفتوح عن الطعام أو ما يعرف بـ «معركة الأمعاء الخاوية»، هو امتناع المعتقل عن تناول كل أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناول الأسرى باستثناء الماء والقليل من الملح، وهي خطوة نادراً ما يلجأ إليها الأسرى؛ إذ أنها تعتبر الخطوة الأخطر والأقسى التي يلجأ إليها المعتقلون لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة – جسدية ونفسية- على الأسرى، وصلت في بعض الأحيان إلى استشهاد عدد منهم، بدءا بالشهيد عبدالقادر أبو الفحم الذي استشهد بتاريخ 11/7/1970، خلال إضراب سجن عسقلان، وهو بذلك أول شهداء الحركة الأسيرة خلال الإضراب عن الطعام، ومروراً بالشهيدين راسم حلاوة وعلي الجعفري، واللذين استشهدا بتاريخ 24/7/1980، خلال إضراب سجن نفحة، والشهيد محمود فريتخ الذي استشهد إثر إضراب سجن جنيد عام 1984، والشهيد حسين نمر عبيدات والذي استشهد بتاريخ 14/10/1992 في إضراب سجن عسقلان.

ولا يلجأ الأسرى الفلسطينيون عادة إلى مثل هذه الخطوة إلا بعد نفاذ كل الخطوات النضالية الأخرى، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين السلطات الاحتلالية، واللجنة النضالية التي تمثل المعتقلين، حيث أن الأسرى يعتبرون الإضراب المفتوح عن الطعام، وسيلة لتحقيق هدف وليس غاية بحد ذاتها، كما تعتبر أكثر الأساليب النضالية وأهمها، من حيث الفعالية والتأثير على إدارة المعتقل والسلطات الإسرائيلية والرأي العام لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة، كما أنها تبقى أولاً وأخيراً معركة إرادة وتصميم.

ولقد جرت أول تجربة فلسطينية لخوض الإضراب عن الطعام في السجون الإسرائيلية، في سجن نابلس في أوائل عام 1968، حيث خاض المعتقلون إضراباً عن الطعام استمر لمدة ثلاثة أيام؛ احتجاجاً على سياسة الضرب والإذلال التي كانوا يتعرضون لها على يد الجنود الإسرائيليين، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية، ثم توالت بعد ذلك الإضرابات عن الطعام.

أسرى سجن جلبوع.. على طريق الحرية

وكانت قصة هروب عدد من الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي مؤخرا، قد سلطت الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإرادة الأسرى في التحرر، وهو ما ظهر من ملابسات عملية الهروب التي استغرقت أشهر من الحفر في الصخر من أجل نيل الحرية.

وإذا كان هؤلاء الأسرى قد تم إعادة اعتقالهم مرة أخرى، إلا أنهم أعربوا مرة أخرى عن أملهم في نيل الحرية من جديد، وتناقل نشطاء فلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحات للأسرى محمود العارضة، وأيهم كمامجي، ويعقوب قادري، عقب جلسة محاكمتهم في محكمة الصلح بمدينة الناصرة شمالي إسرائيل، وظهر «قادري»، بين مجموعة من الجنود الإسرائيليين، وهو يقول: «سنعود إلى فلسطين، كل فلسطين بإذن الله تعالى، فلسطين التاريخية، حريتنا فوق كل شئ».


مواضيع متعلقة