رغم الحملات الأسبوعية وصدور قرار بإغلاقه: بيع الحيوانات البرية والطيور والزواحف مستمر فى «سوق الجمعة»

رغم الحملات الأسبوعية وصدور قرار بإغلاقه: بيع الحيوانات البرية والطيور والزواحف مستمر فى «سوق الجمعة»
رغم إصدار قرار بغلق «سوق الجمعة» بمنطقة التونسى «السيدة عائشة»، وفقاً لما أعلنه اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، مطلع أكتوبر الماضى، فإن القرار لم يدخل حيز التنفيذ لوجود الباعة حتى الآن دون حراك، وكانت التعليمات التى تم إقرارها تتغلب باتخاذ الإجراءات اللازمة، وسرعة التنسيق لشن حملات مستمرة على السوق لضبط الحيوانات البرية والطيور والزواحف التى يتم بيعها.
«الوطن» أجرت جولة داخل السوق الذى ما زال يعمل دون توقف، والباعة يعرضون حيوانات شرسة تمثل خطورة كبيرة على البيئة حال هروب أحدها، مثلما يحدث فى حالة فرار تمساح صغير، وجميعهم يعرضون بضائعهم على المارة دون قلق، ويغالون فى الأسعار بشدة، وهناك أعداد كبيرة من التجار تركوا المفترسات، وقرروا بيع العصافير والحمام، لما وجدوا فيها من مكسب مضمون.
فى بداية السوق، يجلس بائعو الزواحف الذين يبادرون بالصياح على المارة، حيث يبدأ البعض منهم فى محاولة جذب الانتباه إليه بتعريفهم بتلك الحيوانات التى يعرضها للبيع، مستغلاً وجود كائنات غريبة لديه، مثل «صرصار مدغشقر»، الذى يتم بيعه بـ1200 جنيه إلى جانب «الورل الصحراوى» القاتل الذى يتم بيعه بـ500 جنيه.
السوق المتكدس بالمواطنين ما زال يعمل بكامل قوته التى سبقت القرار، الكثير من التجار أكدوا أنه مصدر الدخل الأوحد بالنسبة لهم، مشيرين إلى أن هناك حيوانات يطلبها المواطنون على الرغم من حظر تداولها مثل التماسيح، ولكن هناك من يبيعها بالمخالفة، وهو ما قد ينتج عنه ضرر لهؤلاء التجار الذين يسلكون الطرق الشرعية.
أستاذ علم الحشرات: «لا بد من وضع حدود فى علاقة الإنسان مع بعض الكائنات حتى لا يكون هناك ضرر»
«هناك العديد من الكائنات التى يتم بيعها داخل السوق لأول مرة، مثل ذبابة الجندى الأسود، والتى قد تكون سبباً واضحاً فى نقل الأمراض إذا لم تتوفر لها أسس التربية الصحيحة»، بحسب الدكتور على يونس، أستاذ علم الحشرات، الذى يرى أنه «لا بد من وضع حدود فى علاقة الإنسان مع بعض الكائنات، حتى لا يكون هناك ضرر بالغ على الصحة»، مشيراً إلى أن الذباب يتبع رتبة الحشرات ذات الجناحين، وهى من أكبر الرتب أنواعاً فى عالم الحشرات، وقد تم تعريف عشرات الآلاف من أنواع الذباب حتى الآن، لكن ما يراه الإنسان فى حركته اليومية عدة أنواع لا تتجاوز عشرات الأنواع، أهمها بالنسبة له الذبابة المنزلية التى ترافقه أينما ذهب: «بالطبع لا يمكن استئناس الذباب، فهى كائنات خُلقت لتؤدى عملاً معيناً فى البيئة بعيداً عن تدخل الإنسان، وقد تكون سبباً فى نقل الأمراض».
وأكد «يونس» أن الصراصير التى يتم تداولها تقع ضمن رتبة الحشرات، وتنتشر فى جميع أنواع الأرض، وتستطيع أن تعيش فى بيئات متعددة، وهى من الحشرات ناقصة التحول، أى إنها تمر بثلاث مراحل أثناء دورة حياتها تبدأها بالبيض الذى يوضع بواسطة الأنثى، فيما يُعرف بحافظة البيض، وبعد فقس البيض تخرج منه الصراصير الصغيرة، ويطلق عليها اسم الحوريات حتى تصل إلى مرحلة البلوغ، عندئذ تكون حشرة بالغة، مضيفاً: «الصراصير من الحشرات المترممة أى متنوعة الغذاء، فإذا وُجدت فى غرفة الطعام تغذت على جميع الأطعمة الموجودة، وكذلك إذا وُجدت فى المطبخ، حتى إنها تستطيع أن تتغذى على الأخشاب والأوراق، وكذلك فضلات الإنسان أو حتى الحيوان، ومن هنا تأتى خطورتها، حيث إنها ناقل أساسى لمسببات الأمراض من الأماكن السيئة إلى مصادر طعام الإنسان أو الحيوان أو الطيور، لذلك تسهم فى نشر العديد من الأمراض، إلى جانب أنها تسبب فوبيا لكثير من البشر عند رؤيتهم لها، وتسبب كثيراً من الامتعاض عند رؤيتها فى المنازل أو المطاعم أو أى مكان آخر يرتاده البشر».