أحمد الخطيب يكتب: «فرصة للحياة»

كتب: أحمد الخطيب

أحمد الخطيب يكتب: «فرصة للحياة»

أحمد الخطيب يكتب: «فرصة للحياة»

 المؤسسة العقابية الجديدة واحد من مكونات استراتيجية الدولة المصرية فى ملف حقوق الإنسان برؤية من الرئيس السيسى، بانى مصر الحديثة بالعلم والقوة.. كل شىء فى مصر الآن يتغير.. فى كل شبر بالبلاد حرفياً تجد مشروعاً جديداً، وخطوة جديدة تمنح فرصة الحياة لملايين البشر، فالدولة المصرية بات لديها انفتاح واستجابة لكل شىء يمكن أن ينقلنا، حتى وإن كانت النقلة خطوة واحدة إلى الأمام.

(1)

فى رحلتى العمرية ومسيرتى المهنية، لاحظت أن أكثر الوزارات والهيئات، التى طالتها الشائعات، هى مصلحة السجون المصرية، ففى صغرى، سمعت حكايات وروايات عن سجوننا، عزّزها وقوّى موقفها فى عقلى، بعض الأفلام والمسلسلات.

عشت سنوات طويلة أسيراً لمظلومية هذه الروايات والحكايات، ومشهد حسين أفندى ابن الحاج وهدان فى فيلم البرىء، وليالى السجن الطويلة فى الزنازين المظلمة غير الآدمية، المكتظة بالسجناء، والسجَّان صاحب الجبروت، وغرف الحبس الانفرادى، والأسلاك الشائكة على الأسوار، ولقطات تكسير الحجارة، وصور العنف والدماء المتكررة على الشاشات من خلف الأسوار الدرامية.

عشت سنوات أخافتنى وأرعبتنى لفزع رواياتها، وكنت رهينة لصورة نمطية محفوظة لا تعايش الواقع ولا تتجدد. ومن دون ادعاء أو محاولة للنفى، كانت السجون بالفعل كذلك، لكنها لم تكن بالمبالغة التى رسمتها «السوشيال ميديا» أو ظهرت فى أفلام تسويقية، وسيلتها الدعائية الأولى اسمها المظلومية.

كل شىء فى مصر الآن يتغير، بلغة الأرقام.. فى كل شبر بالبلاد حرفياً تجد مشروعاً جديداً، وخطوة جديدة تمنح فرصة الحياة لملايين البشر، فالدولة المصرية بات لديها انفتاح واستجابة لكل شىء يمكن أن ينقلنا، حتى وإن كانت النقلة خطوة واحدة إلى الأمام.

مصر الآن فى طريقها لأن تلغي من قاموسها لفظة «السجون» تستأصلها وتستأصل معها مظلومية الماضي

مصر الآن فى طريقها لأن تلغى من قاموسها اللغوى لفظة «سجون»، تستأصلها وتستأصل معها كل ادعاءات الماضى بمظلومياته، إذ إننا أمام عنوان جديد للفلسفة العقابية فى مصر، فلسفة قائمة على احترام حقوق الإنسان، وتأهيله وتطويره وإعادة بنائه، حتى وإن أخطأ فى حق نفسه والمجتمع، ضمن استراتيجية كبرى، اسمها استراتيجية الدولة المصرية لبناء الإنسان.

(2)

بلغة الواقع، لا أحد بمقدوره أن يمحو الحقيقة أو ينكرها أو يمنعها أو يحجب العالم عن رؤيتها، فالحقيقة هى أعظم الفضائح المحمودة، وهى الخلود والبقاء فى مواجهة اليأس والجزع والخوف والإنكار والادعاء والباطل والزيف، وهى أم الأشياء وأجلّها على الإطلاق.

الحقيقة هى أعظم الفرص للحياة، وهى نقيض المظلومية وعدوها الأول، بينما المظلومية هى محاولة لتلبيس الادعاء كى يصبح حقيقة عامة، وحين يتحول الادعاء إلى مظلومية يلتف حوله كل «مظلومى»، وتتحول هى الأخرى بدورها تلقائياً إلى حالة قابلة للتصديق من جمهور المظلومية وكل من حولها أو يقترب منها.

يقيناً، لا يمكن لوم الناس على ما لا يعرفونه، هذه نقطة فاصلة فى عملية التقييم لأى شىء، ويقينا أيضاً، أن خلق حالة من المظلومية وتحويرها إلى ما يشبه الحقيقة، نقطة فاصلة فى معرفة موقف الناس من أى نقطة فاصلة بين التغييب المتعمد والانفصال الشعورى عن الحقيقة.

بلغة التاريخ، هناك فارق بين الحقيقة والمظلومية، فقد عشنا سنوات من الخوف وتبنّى المواقف غير الموفقة بفعل فاعل اسمه «المظلومية» التى خلقت قضايا كبرى كاذبة فى تاريخ مصر.

(3)

يوم الخميس الماضى، شاركت، ضمن وفد صحفى، فى زيارة لمركز الإصلاح والتأهيل بـ وادى النطرون، لأجدنى أمام مؤسسة عقابية سوف تلغى معها 12 سجناً فى مصر (25% من السجون المصرية)، بعد أن رُسمت، لسنوات طويلة، صورة للسجون المصرية على أنها مكان غير آدمى.

من يلومون على الناس فرحتهم بتغيير منهجية الدولة وفلسفتها العقابية لديهم عداء شخصي مع الحقيقة

الذين يلومون على الدولة فى قضية بعينها، لا يمتلكون حلولاً للقضايا التى يطرحونها، والذين يلومون على الناس فرحتها بتغيير منهجية الدولة وفلسفتها العقابية، من باب «فرحانين ببناء سجن»، لديهم عداء شخصى مع الحقيقة.

السينما خلقت صورة ذهنية سلبية عن السجون ومطالبة الآن بتوضيح الصورة الجديدة

ولأن السينما والتليفزيون كانا جزءاً من رسم صورة ذهنية لدى المواطن المصرى، عن طبيعة السجون المصرية، فهما الآن مطالَبان برسم صورة جديدة للحقيقة الجديدة، صورة تعكس فلسفة الدولة فى احترام الإنسان، حتى وإن كان مجرماً أو مداناً، صورة قائمة على الحقيقة، والحقيقة وحدها.

نحن الآن، أمام جمهورية جديدة، أساسها بناء الإنسان. بعد تاريخ طويل من الخوف والرعب والمبالغة رسمته السينما المصرية، عن واقع السجون، صحيح كان بعضه حقيقياً، لكن الأصح أن الغالبية منه كانت مغايرة للواقع والحقيقة.

الصورة لشكل السجون وإن كانت سلبية فى الماضى، وتحديداً قبل ثورة 30 يونيو، وفيها جانب من الواقع، إلا أن الأمر الآن اختلف كثيراً.

نحن أمام واحد من أكبر مراكز التأهيل والإصلاح فى العالم بوادى النطرون، أمام فرصة جديدة وحياة جديدة، قائمة على تأهيل البشر وتدريبهم، لقد حان الوقت لتغيير صورة الماضى القاتمة، لصورة إيجابية، عنوانها فرصة للحياة.

(4)

بلغة المقارنات، قد يكون صعباً أن تكون قوياً، لكن الأكثر صعوبة أن تصبح الأقوى.

الداخلية المصرية، هى الأقوى الآن فى منطقة الشرق الأوسط، التى لم يعرف العالم اضطراباً مثيلاً لما شهدته هذه المنطقة، وهى الأنجح وبفارق شاسع عن أقرب منافسيها.

الداخلية المصرية نجحت، فى سنوات قليلة، فى التعافى من أحداث فوضى يناير الشهيرة التى كادت تلقى بالبلاد فى أتون فوضى لا تُبقى ولا تذر، حققت معجزة استعادة مكانتها التى تبوأت إياها عبر تاريخ الحفاظ على أمن دولة بحجم مصر، بعد أن حاول هدمها المرجفون فى المدينة.. تعافت وقفزت إلى المركز الأول فى الشرق الأوسط بفضل قياداتها الأقوياء الأمناء.

اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الحالى ضابط قدير بعقلية متطورة على الصعيدين الأمني والحقوقي

وللحقيقة والتاريخ، فإن اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية الحالى، رجل له بصمة ولديه ما يتحدث عنه، دون أن يتكلم هو. فنحن أمام ضابط قدير بعقلية متطورة على الصعيدين الأمنى والحقوقى، انطلاقاً من استراتيجية الدولة المصرية فى ملف حقوق الإنسان برؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى صاحب انطلاق الجمهورية الجديدة وبانى مصر الحديثة بالعلم والقوة. نحن أمام عمل منظم وخبير فى مجالى مكافحة الإرهاب والجريمة.

جهاز «الأمن الوطني» نجح في فك طلاسم جماعات إرهابية شرسة أسقطت ثماني دول في الشرق الأوسط

وللأمانة أيضاً، فإن جهاز الأمن الوطنى نجح، على مدار السنوات الماضية، فى فك لغز طلاسم الجماعات الإرهابية الأشرس فى العالم رغم إمكانيات هذه التنظيمات المحترفة فى هدم الدول، مدفوعة التكاليف الباهظة والتدريبات الخارجية المدعومة استخباراتياً من دول إقليمية وعالمية.

هذا الجهاز، الأمن الوطنى، له تاريخ مشرف فى التعامل مع قضايا خطيرة، بسرعة وكفاءة لا يمكن وصفها. فهو يكافح تنظيمات إرهابية أسقطت ثمانى دول فى المنطقة وشردت شعوبها وقتلت وأصابت الملايين من أبناء هذه الدول، ويتصدى لمخططات داخلية وخارجية تفوق فى شرورها وأخطارها الخيال. وبين كل هذا وذاك نجح الجهاز الأمنى مع باقى الأجهزة فى الدولة نجاحاً قديراً فى التصدى والحفاظ على أمن وأمان ١٠٠ مليون نفس.

لقد كان واضحاً انتهاج سياسة التنمية والارتقاء بحالة حقوق الإنسان فى مصر من جانب وزارة الداخلية عبر أكبر عملية تطوير فى أقسام الشرطة وتشييد مقرات إنسانية داخل مؤسساتها استحقها المواطن حتى صارت عنواناً كبيراً يعبّر بوضوح عن العلاقة الجديدة التى اختُطت بين الوزارة والمواطن، وهى علاقة انفرجت أساريرها بعد سنوات من التشويه والكذب والادعاء والتطاول بحق مؤسسة أمنية لها تاريخ نضالى وطنى شريف.

صار كل شىء يسير بخطى ثابتة نحو تجويد وترميم هذه العلاقة وفق مخطط ثابت يتحرك أفقياً بطول البلاد وعرضها.

قطاع الإعلام بوزارة الداخلية لديه احترافية نابعة من دوره في الإدراك بأن معركة مصر الرئيسية هي «رفع الوعي»

(5)

لم يكن اهتمام وزارة الداخلية مقتصراً على الاستراتيجية الحقوقية الجديدة التى بدأت تظهر بجلاء ووضوح منذ تولى الرئيس السيسى سُدة السلطة، فقد بدأت تباشير التعامل المختلف مع المواطن فى المعنى قبل المبنى، ولأن الجهود يجب أن تكون معلنة، ولأن الواجب يقتضى إعلام المواطنين وإعلانهم بكل شىء، وزارة الداخلية، ممثلة فى قطاع الإعلام، لا تدخر جهوداً فى إعلام المواطنين بكل شىء طوال الوقت.

بيانات وتنبيهات وتعاطى وتفاعل مع السوشيال ميديا ووسائل الإعلام، يظهر قيادة محترفة وواعية لتطورات العصر ومتطلباته.

احترافية نابعة من الإدراك عن يقين بأن ساحة الإعلام من ساحات الحروب على الدولة المصرية قاطبة، وأن سلاحها فيه هو رفع الوعى لدى الناس بالمكاشفة والتعامل السريع والفعال مع كل ما يدور فى كل بقعة من بقاع الدولة.

لذلك كان واضحاً تحديث التعامل فى ملف الإعلام حتى أضحى الاحتراف فيه علامة بارزة داخل الوزارة عبر اختيار قيادات مهنية وبحثية تساير جميع تطورات علوم الإعلام فى العالم، وخاصة الإعلام الأمنى الراصد لكل تدابير علوم الاجتماع والسياسة.

بالعين المجردة تستطيع أن ترى عناصر السادة الضباط العاملين فى القطاع الإعلامى داخل جميع مؤسسات الوزارة لتدرك على الفور بروز عوامل التخصص والدراسة فى هذه الاختبارات بدءاً من القيادة.

صدقاً، المتابع لبيانات ومنصات وزارة الداخلية، يدرك حجم الدور الذى يقوم به قطاع الإعلام فى الوزارة وإدراكه لما يجب أن يكون عليه التفاعل مع الجمهور.

كمتخصص أقف أمام البيانات.. تعجبنى مفرداتها الدقيقة.. تطورها من حيث الإبهار فى الصور والفيديوهات المرسلة.. محترفون فى هذا الملف يطورون طوال الوقت من أدواتهم، بصورة تنعكس فى تفاعلهم مع الجديد من وسائل الإعلام.

قطاع يتفاعل بكل مودة وصدق، دون كلل أو ملل أو تكلف أو ادعاء، دون روتين أو تأخير بيروقراطى.

ولا يقتصر هذا الدور المحترف على إبراز دور الوزارة ونجاحاتها والتعامل مع الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى فحسب، بل يتفاعلون مع الحالات الإنسانية التى تكشف عنها وسائل الإعلام أو منصات السوشيال ميديا طوال الوقت، يوفرون لهم كل ما يستطيعون توفيره، بسرعة وإخلاص وأمانة دون إعلان.

باختصار شديد، نحن أمام وزارة داخلية الجمهورية الجديدة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة