الرئيس الجزائري: عودة سفير بلادنا إلى فرنسا مشروطة

كتب: حسن رمضان، ووكالات

الرئيس الجزائري: عودة سفير بلادنا إلى فرنسا مشروطة

الرئيس الجزائري: عودة سفير بلادنا إلى فرنسا مشروطة

قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، أمس الأحد، إن عودة سفير بلاده إلى فرنسا مشروطة بالاحترام الكامل للدولة الجزائرية، مضيفا خلال لقائه الدوري مع مسؤولي بعض وسائل الإعلام الجزائرية، أن التاريخ لا يمكن تزييفه والعلاقات مع باريس هي مسؤولية شعب وتاريخ، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

«تبون»: فرنسا عليها نسيان أن الجزائر كانت مستعمرة

وأكد «تبون»، أنه على فرنسا أن تنسى أن الجزائر كانت مستعمرة.

وكانت الجزائر، استدعت الأسبوع الماضي سفيرها بـ باريس للتشاور، على خلفية تصريحات غير مفندة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مست تاريخ ومؤسسات البلاد، معربة عن رفضها القاطع للتدخل غير المقبول في شؤونها الداخلية.

«تبون»: فرنسا قتلت الجزائريين طيلة 70 عاما بجرائم حرب وإبادة

وأشار الرئيس الجزائري، إلى أن فرنسا قتلت الجزائريين طيلة 70 عاما بجرائم حرب وإبادة، موضحا أن ذلك لا يمحى بمجاملة،  مضيفا أن على فرنسا احترام بنود اتفاقية 1968 التي تمنح امتيازات للجزائريين، واتفاقيات إيفيان.

وقال «تبون»، إن تصريحات «ماكرون» المسيئة للجزائر، هي تصريحات شعبوية وحملة انتخابية، أو ربما ضغينة، مشيرا إلى أن التاريخ يكتبه المؤرخون ولا يسير بالأهواء، ومن يتعرض للجزائر سيخيب.

وتابع قائلا: «متمسكون بضرورة تسليم رئيس حركة (الماك) من قبل فرنسا، ونحن لدينا أدلة على أنه إرهابي واشترى أسلحة».

وأوضح أن الجزائر لن تمكن أي دولة من إقامة قواعد عسكرية لها على أراضيها، موضحا: «كائنا من كانت تلك الدول»، وأشار رئيس الجزائر، إلى أن «أرضنا مقدسة واحتراما لشهدائنا لن تكون هناك أي قواعد أجنبية عسكرية بها».

وأكد أن سياسة الجزائر معروفة وواضحة وشفافة والكل يدركها جيدا، مضيفا أنها سياسة نابعة من مبادئ صلبة وثابتة، وأوضح الرئيس الجزائري، ردا على سؤال حول مشاركة الجيش في عمليات عسكرية خارج البلاد: «سياستنا ونظرتنا في هذا الخصوص هي أن لا ندخل المستنقعات فنحن لا نملك لفيفا بل جيشا شعبيا ولن نضحي بأفراده مقابل المال كما يفعل المرتزقة ولأي عملية مماثلة نحتاج موافقة أفراد جيشنا وموافقة ممثليه عبر المجلس الشعبي الوطني».

رئيس الجزائر: بلادنا ترفض اللجوء إلى الاستدانة

وجدد «تبون» التأكيد على رفض بلاده اللجوء إلى الاستدانة، مؤكدا أنها انتحار سياسي للبلاد، وفقا لما ذكرته شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية.

وتابع قائلا، إن «صندوق النقد الدولي» يسطر لـ الجزائر طريق اللجوء إلى الاستدانة، لكن البلاد لن تلجأ إليه، موضحا أن كل الدول التي تستعين بـ الصندوق يطلبون منها إصلاحات هيكلية للاقتصاد، وهذا غير مناسب للجزائر.

وأكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، أن مداخيل البلاد تكفي للاستيراد إلى نهاية 2022 من دون المساس باحتياطي الصرف،  مشيرا إلى أن الاقتصاد علم اجتماعي وليس علما دقيقا، وما يطبق في دول أخرى لن يكون قابلا للتطبيق في الجزائر بالضرورة.

وشدد تبون، على أن الجزائر لا تقبل أي وساطة مع المغرب ورفضت إدراجها في المؤتمر الوزاري لجامعة الدول العربية،  مؤكدا أن بلاده لم تتلفظ يوما بما يهدد الوحدة الترابية المغربية.

الرئيس الجزائري: بلادنا لم تعد بحاجة لتموين إسبانيا بالغاز عبر المغرب

وأشار تبون، إلى أن الجزائر لم تعد بحاجة لتموين إسبانيا بالغاز عبر المغرب وستضمن تموينها عبر الخط الجزائري الجديد أو البواخر، وأضاف الرئيس الجزائري، ان بلاده لم تتخذ بعد قرارا بعدم تجديد العقد مع المغرب بخصوص تموين إسبانيا الذي ينتهي في 31 أكتوبر الجاري.

وشدد الرئيس الجزائري، على أن روسيا والصين والولايات المتحدة دول صديقة، ومنهم من تربط الجزائر بهم علاقة استراتيجية، مضيفا: «لا نقبل وصاية على الجزائر».

وأكد تبون، أن ما يمس تونس يمس الجزائر، مشددا على أن بلاده لا تتدخل أبدا في شؤونها الداخلية، وقال الرئيس الجزائري، إنه يشهد لـ الرئيس قيس سعيد أنه رجل مثقف ووطني.

وأضاف تبون، انه متشوق لزيارة تونس، موضحا أن نصف أعضاء الحكومة سيرافقونه خلال زيارته لتونس لإمضاء اتفاقيات في عدة قطاعات، مشيرا إلى أن تونس دولة حرة ويرفض أن تفرض عليها أي خيارات من الخارج.

وفي سياق متصل، دانت وزارة الخارجية التونسية، أمس الأحد، ما قالت إنها دعوة وجهتها جهات وشخصيات سياسية تونسية إلى أطراف أجنبية من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

وأوضحت الوزارة التونسية في بيان-لم تسم فيه هذه الأطراف الأجنبية ولا من يقف خلف تلك الدعوات وقالت إنها صادرة عن شخصيات وجهات سياسية- أن تونس تدين تصريحات وتصرفات أتتها بعض الجهات والشخصيات السياسية التونسية بدعوة أطراف أجنبية للتدخل في الشأن الداخلي.

وأضافت الخارجية التونسية، أن هذه الدعوة تهدف إلى التحريض على البلاد لتعطيل المسار التصحيحي للتجربة الديمقراطية والمس من سمعة تونش وإرباك علاقاتها وصداقاتها الخارجية.

وشدد وزارة الخارجية التونسية، على أن البلاد التي تظل متمسكة بسيادتها وباستقلالية قرارها الوطني، وحريصة كل الحرص على صون علاقاتها مع كل شركائها الدوليين على أساس الندية والاحترام المتبادل، ولا تقبل أبدا التدخل في شؤونها الداخلية بأي شكل من الأشكال.

وكان المكتب التنفيذي لنقابة السلك الدبلوماسي التونسي، دان أمس  الاولا السبت، تصريحات الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي في باريس، والتي حرض فيها سلطات دولة اجنبية لاتخاذ تدابير عقابية ضد تونس والسعي لافشال القمة 50 لمنظمة الفرنكوفونية المقرر تنظيمها بتونس في شهر نوفمبر المقبل.

 


مواضيع متعلقة