مواجهات الأكراد وشرطة «أردوغان» تتجدد والجيش يفرض الحصار
![مواجهات الأكراد وشرطة «أردوغان» تتجدد والجيش يفرض الحصار](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/274019_Large_20141009085135_16.jpg)
تجددت المواجهات، أمس، بين المتظاهرين الأكراد فى عدد من المدن التركية الحدودية مع سوريا وقوات الشرطة التركية، بعد أن واصل المتظاهرون احتجاجاتهم على رفض الحكومة التركية التدخل فى سوريا. وعلى الرغم من حظر التجوال الذى فرضته السلطات التركية فى 6 محافظات فى جنوب شرق تركيا الذى تقطنه الأغلبية الكردية، خرج مئات المتظاهرين إلى شوارع «ديار بكر وفان وباتمان وسيرت»، ورشقوا قوات الشرطة بالحجارة بينما ردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع. ووقعت اشتباكات مماثلة فى مدن «إسطنبول وأنقرة ومرسين».
وأعلنت الشرطة التركية رفع حظر التجوال صباح أمس فى المدن الكبرى فى جنوب شرق تركيا، إلا أنها توعدت بفرضه مرة أخرى فى المساء، بهدف مواجهة التظاهرات الكردية غير المسبوقة منذ سنوات، بعد دعوة الحزب الديمقراطى الشعبى الكردى إلى التظاهر للتنديد برفض الحكومة التركية تقديم المساعدات العسكرية لمدينة «عين العرب» الكردية السورية، على خلفية سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى على جزء كبير منها واستمرار محاولات السيطرة عليها بالكامل وسط اشتباكات عنيفة بين مقاتلى «داعش» والمقاتلين الأكراد.
وأعلن الجيش التركى فرض حصار كامل على أجزاء من جنوب شرق تركيا فى محاولة لاحتواء المواجهات بين الجانبين والسيطرة على الاشتباكات المستمرة منذ ما يزيد على 4 أيام، للمرة الأولى منذ ما يزيد على 22 عاما. وقالت صحيفة «حرييت» التركية إن الحصيلة الأخيرة التى أسفرت عنها المواجهات فى جنوب شرق تركيا، تضمنت سقوط 24 قتيلاً على الأقل إضافة إلى عشرات المصابين، وأضرار مادية هائلة فى الشوارع والمنشآت المحلية.
من جانبه، ندد رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو، مساء أمس الأول، بالمظاهرات والمواجهات فى جنوب شرق البلاد، مؤكداً أن «المخربين الذين يقفون وراء موجة الاحتجاجات، يهددون بإفشال عملية السلام الهشة بين حزب العمال الكردستانى وأنقرة»، فيما اعتبر وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، أمس، أنه من غير الواقعى التفكير بأن تركيا يمكن أن تشن وحدها تدخلاً عسكرياً برياً ضد «داعش» فى عين العرب، فيما جددت «واشنطن» دعوتها تركيا إلى المشاركة فى الجهود الدولية للقضاء على «داعش». وفى الوقت ذاته، أعلن الجيش الأمريكى أن المقاتلين الأكراد لا يزالون يسيطرون على مدينة «عين العرب»، مشيراً إلى أنه تم تكثيف الغارات الجوية التى تشنها واشنطن وحلفاؤها على التنظيم المتطرف فى هذه المنطقة الحدودية مع تركيا.
وقالت القيادة الأمريكية الوسطى، التى تغطى منطقتى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إن «الميليشيات الكردية الموجودة هناك لا تزال تسيطر على القسم الأكبر من المدينة وتقاوم فى مواجهة داعش»، فيما أعلنت الولايات المتحدة للمرة الأولى أن الضربات الجوية وحدها لا تكفى لإنقاذ مدينة «عين العرب»، مؤكدة أنه لا بد من أن تكون هناك جيوش قادرة من المعارضة السورية المعتدلة أو الجيش العراقى، على الأرض لمواجهة هذا التنظيم المتطرف.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسى، إن «غالبية السكان الأكراد فى عين العرب فروا إلى تركيا، وليس هناك أدنى شك بالنسبة إلينا فى أن الجهاديين سيرتكبون فظائع مروعة إذا سنحت لهم الفرصة بذلك».
فيما قال المرصد السورى لحقوق الإنسان، فى بيان، إن «تنظيم داعش بات يسيطر على نحو ثلث المدينة الكردية، كما أن الاشتباكات بين المقاتلين الأكراد والتنظيم الإرهابى أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة فى صفوف التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردى»، وكشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، أمس، عن صور لمقاتلى «داعش» يتجولون فى عدد من شوارع «عين العرب».
فى السياق ذاته، قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، إن الخوف بات يسيطر على تركيا مع تواصل الاشتباكات ومحاولات «داعش» لاقتحام مدينة «عين العرب»، مشيرة إلى أن الغضب الكردى ضد الحكومة التركية يشعل الأجواء ويهدد باندلاع مواجهات عنيفة بين الحكومة والأكراد الذين باتوا ينظرون إلى حكومة «داود أوغلو» على أنها العدو الرئيسى لهم، فيما دعت الأحزاب الكردية الأمم المتحدة إلى التدخل ووقف الهجمات الوحشية التى يشنها «داعش» ضد الأكراد فى سوريا، وهدد أحد الأكراد الفارين من «عين العرب» إلى تركيا، بتدمير كل شىء ما لم تتدخل الأمم المتحدة والمجتمع الدولى لإنقاذ المدينة من السقوط فى أيدى التنظيم المتطرف.