«الجوع» جدارية طه القرني.. صرخة الإنسان البسيط في وجه الرأسمالية

«الجوع» جدارية طه القرني.. صرخة الإنسان البسيط في وجه الرأسمالية
- معرض
- معرض فني
- طه القرني
- جدارية الجوع
- جاليري
- أزاد
- الرأسمالية
- معرض
- معرض فني
- طه القرني
- جدارية الجوع
- جاليري
- أزاد
- الرأسمالية
حشد من البشر بوجوه متيبسة، ورؤس كالجماجم وأجساد هزيلة وأطراف بارزة العظام، يجلس كل مجموعة منهم حول مائدة طعام لا تحمل سوى أواني فارغة، في حين تتطلع أنظارهم إلى السماء أو إلى الله، مشهد بانورامي مؤلم ملتقط بمنظور عين الطائر فيأتي كاشفا للفقر والعوز، كل هذه المفردات وأكثر تتضمنها جدارية بعنوان «الجوع» للفنان التشكيلي طه القرني في أحدث معارضه الفنية التي تحمل العنوان ذاته والذي افتتح مساء اليوم الأحد بجاليري أزاد بالزمالك، ويستمر حتى 28 أكتوبر الجاري.
طه القرني: استغرقت 6سنوات في تجهيز الجدارية
عبر عشرات التفاصيل يجسد الفنان التشكيلي طه القرني صورة من صور البؤس البشري والتحديات الحادة التي تواجه الإنسانية، في جدارية «الجوع» التي تمتد بطول عشرة أمتار وارتفاع مترين.
تتضمن الخلفية تفاصيل دقيقة منها بقايا عظام صدر أذرع وبقايا جافة سقطت على أرض وصغار جوعى.
وقال القرني، إن ينحاز في أعماله إلى الإنسان البسيط، مؤكدًا أن قضية الجوع هي تجسيد لحالة توحش القوى الدولية العظمى واحتكار قلة قليلة لرأس المال مقابل انسحاق وتضاؤل المجتمعات الفقيرة.
وأضاف القرني، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن عدد الجوعى يقدر بالملايين في دول أفريقيا والشرق الأوسط، متابعًا أن منظمة إغاثة الجوعى تقدم مساعدات منذ 1964.
القرني: اتمنى أن تهتم وزارة الثقافة بالأعمال الجادة
وأشار القرني، إلى أن الجدارية صرخة بلغة بصرية تناشد العالم، وتدق جرس إنذار لإعادة الاهتمام بالإنسان البسيط الذي وقع تحت ضغوط الإنسان الكبير أو الرأسمالية المتوحشة والاقتصاد والشح المائي، وباقي الأطراف المتسببة في إفقار هؤلاء البسطاء.
وأوضح القرني، أن العمل الفني ينتصر لهذه الفئة في جميع أرجاء العالم، وينحاز للإنسان البسيط في كل مكان، مؤكدًا الفنان جزء من ضمير المجتمع، وتمنى توصيل هذه الصرخة إلى الدول الكبرى لعرضها في المحافل الدولية والحقوقية والتي من المفترض أن تتبنى قضية الإنسان الصغير في وجه الإنسان الكبير.
وعبر الفنان التشكيلي عن أسفه قائلًا: «اتمنى أن تهتم وزارة الثقافة بالأعمال الجادة التي تمس الإنسان البسيط».
جاءت ألوان الجدارية متقشفة بدرجات من اللون البني والترابي، لتأكيد حالة التقشف التي يحياها هؤلاء الأشخاص، وبخامة الزيت على التوال، استغرق القرني 6 سنوات في تجهيزها، كما يضم المعرض نحو 35 عملًا استيعاديا من أعمال طه القرني.