«نحن هنا».. معرض فني بأيادي أهل الروضة في سيناء: هزمنا الألم بالموهبة

كتب: دينا عبدالخالق

«نحن هنا».. معرض فني بأيادي أهل الروضة في سيناء: هزمنا الألم بالموهبة

«نحن هنا».. معرض فني بأيادي أهل الروضة في سيناء: هزمنا الألم بالموهبة

على أبواب غرفة واسعة بقلب مدرسة «آل جرير الإبتدائية»، نُقشت رسمة طويلة بألوان طبيعية لرجل وسيدة بدويين كأنما يستعدان لحمل الزائر إلى المستقبل المشرق، ففور الدخول إليها، يجدها تتزاحم بأشكال وصور ومجسمات مختلفة، منها ما جسد الحياة البدوية قديما يقابلها نظرة للتطورات الحديثة، يجاورهم لوحات مفعمة بالحياة للطبيعة، يقابلهم صورا لرموز سيناء الغالية وشهدائها الذين بذلوا دماءهم لأجلها، بينما يتوسطهم مسجد الروضة، ليعبر من خلاله الفنانون بسبل تغلبهم على الألم بالمواهب المميزة.

 

معرض «نحن هنا» يجمع مواهب أهالي الروضة

منذ عامين، يحرص مجدي رزق، أستاذ الرياضيات في مدرسة «آل جرير الإبتدائية»، التابعة لإدارة بئر العبد التعليمية بشمال سيناء، على تخصيص احتفالية باسم «أحياء يرزقون»، يجمع فيها بين عدة مناسبات من يوم الشهيد وعيد الأم وعيد المحافظة، بجانب إحياء أحداث الروضة، وتكريم الشهداء، في الأحد الأول من شهر أبريل، يجمع فيها مختلف المواهب بالقرية، بمعرض تحت اسم «نحن هنا»، بمساعدة طالبات الجامعات.

اختيار اسم المعرض، يرجع إلى رغبة المشاركين في التعريف بأنفسهم ومواهبهم، خاصة بعد تغلبهم على حادث مسجد الروضة الأليم في 24 نوفمبر 2017، الذي ترك آثارا قوية داخلهم، تمكنوا من مداواتها مع إعادة إعمار سيناء والجهود الضخمة التي تبذلها الحكومة بها حاليا، فضلا عن مواجهتهم لجائحة فيروس كورونا المستجد.

يتولى التنسيق للمعرض، مجدى رزق، مدرس الرياضيات الذي صقل موهبته الفنية مؤخرا، بعد فقدانه أحد أبنائه بالحادث، ليتقن رسم بورتريهات للشهداء، ويشارك بها مع أصحاب مواهب من أهالي القرية، هم «حنان موسى سالم، بسمه على عليان، ساره سليمان شميط، صباح صالح سليم، أمانى يوسف هدلول، إسراء سلمى عيد»، بالإضافة لجمال أحمد الخولي، أستاذ الخط العربي بالمدرسة.

 

مجسم المسجد وإحياء ذكرى الشهداء والفنون البدوية.. أبرز المشاركات بالمعرض

جرى تخصيص ركن لكل مشارك بالمعرض، حيث إن المشاركة الأولى صممت مجسمات باستخدام مواد بيئية لصناعة براويز مميز، والثاني عرضت فيه المشاركة «بسمة» أفكارها الخاصة وسلطت فيه الضوء على المرأة، بينما اختص ركن الفنانة الثالثة لعرض الأعمال البدوية بطريقة عصرية، بينما الخامس لطالبة بالمرحلة الإعدادية، فرسمت 10 لوحات متنوعة.

بينما ينفرد «مجدي» بالركن السادس، الذي قسمه لجزئين، الأول خاص بلوحة ضخمة من القماش طولها نحو متران، رسم عليها شجرة كبيرة ثمارها عبارة عن صور مطبوعة لشهداء المدرسة بحادث المسجد، بينما الجزء الثاني هو بورتريهات لأشهر الشيوخ ورموز المحافظة وشهداء الجيش والشرطة منهم الشهيد عبدالمنعم رياض.

يجاوره ركن لربة المنزل «أماني» التي صنعت مجسما لمسجد شهداء الروضة مع رسومات أخرى، بالإضافة لركن خاص بالمعلم جمال وضع به لوحات بالخط العربي لآيات قرآنية وأحاديث نبوية وأشعار، يقابلهم ركن الطالبة «إسراء» التي صنعت فيه لوحات مميزة منها ما يعبر عن فيروس كورونا وتنمية سيناء.

كما نقش المشاركين على الشبابيك، بلوحات تعليمية وأخرى طبيعية، وثالثة للحياة قديما وحديثا، حيث حصد ردود فعل وإعجابا واسعا بين رواده وأهالي القرية.

 

مجدي رزق: نأمل في اكتشاف مواهبنا ودعمنا

وقال المعلم مجدي رزق، لـ«الوطن»، إنه جرى اختيار غرفة بالمدرسة لإقامة المعرض الخاص بهم على نفقاتهم الخاصة، لعدم توفير مكان يناسب «نحن هنا» بالقرية وضعف الدعم المالي.

وعبر عن رغبة جميع المشاركة في التعريف بمواهبهم على مستوى الجمهورية وتوفير الدعم لهم، للحفاظ على تدشين المعرض سنويا، وإقامة آخرا لطلاب المدرسة من المبدعين.

 


مواضيع متعلقة