تعليق حسني مبارك على استشهاد محمد الدرة: «حاجة تهز مشاعر أي حجر»

10:28 م | الخميس 30 سبتمبر 2021

ضمه بين يديه محاولا حمايته من وابل الرصاص الهادر، مختبئًا به خلف برميل صغير يكاد يصل إلى رأسه وهو متكئ على قدميه يحتضن طفله صاحب الـ12 عامًا، ويطالب جيش الاحتلال بوقف إطلاق الرصاص، وإذ فجأة تزايد الغبار الناتج عن دفعات النيران الكثيفة المنطلقة نحوهم، ويجد الأب جمال الدرة نجله محمد غارق في دمائه، ليصرخ بصوت عال: «مات الولد».

مشهد استشهاد الطفل محمد الدرة في 30 سبتمبر عام 2000، تناقلته وسائل الإعلام العربية والدولية على نطاق واسع، وأصبح صاحب الـ12 عامًا أيقونة لانتفاضة الأقصى أمام الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن إطلاق النيران تجاهه استمر لمدة قاربت 45 دقيقة متعمدين قتله، وهو ما لاقى هجومًا من العالم أجمع تجاه ذلك التصرف العدواني غير المبرر، إذ كان الأب أعزلا أمام هذا الهجوم.

مبارك يتحدث عن استشهاد محمد الدرة

وفي حوار سابق خلال فترة توليه الحكم، علق الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، على مشهد استشهاد الطفل محمد الدرة قائلا: «الولد في حضن أبوه واقف ورا البرميل.. وعمال يقولهم بطلوا ضرب.. خد طلقات ومات في حضن أبوه».

واستكمل مبارك حديثه: «أقسى حاجة على البني آدم إن ابنه في حضنه ويتضرب بالرصاص.. وهو أعزل.. الأب أعزل والولد طفل لا حول له ولا قوة»، مختتمًا حديثه: «حقيقة تهز مشاعر أي حجر».

استشهاد محمد الدرة بعد يومين من انتفاضة الأقصى

واستشهد الطفل محمد الدرة بعد اندلاع الانتفاضة الثانية بيومين والتي بدأت في 28 سبتمبر عام 2000، نتيجة لاقتحام أرئيل شارون، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق، للمسجد الأقصى المبارك، مع قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، لتشتعل بعدها الانتفاضة باستشهاد «الدرة»، وتستمر إلى بداية 2005.

وتحول محمد الدرة من مجرد طفل إلى «أيقونة الانتفاضة» ورمز لصمود الشعب الفلسطيني أمام الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك أصبح قدوة للعديد من الأطفال حول العالم، وتداول جميع الوطن العربي اسمه وصوره في الأغاني والأعمال الفنية إلى وقت قريب.