"باب النجار مخلع".. السياحة العلاجية بجنوب سيناء "ثروة ضائعة"

كتب: أبوالسعود أبوالفتوح

"باب النجار مخلع".. السياحة العلاجية بجنوب سيناء "ثروة ضائعة"

"باب النجار مخلع".. السياحة العلاجية بجنوب سيناء "ثروة ضائعة"

"باب النجار مخلع".. يبدو أن هذا المثل الشائع يجسد حال السياحة العلاجية في مصر، فمحافظة جنوب سيناء التي تزخر بأفضل مقوماتها عالميًا، إلا أنه لا ترتيب يذكر لمصر على خريطة السياحة العلاجية العالمية. ففي الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى السياحة العلاجية كمقصد، وكيفية استثمارها والترويج لها من خلال تنظيم المحافل والمؤتمرات لأحد أنواع السياحات لأنها تشكل ما بين‏ 5%‏ و‏10%‏ من حجم السياحة العالمية‏.. إلا أن المسؤولين في مصر لا يهتمون. فجنوب سيناء، تلك المنطقة الساحرة، تتمتع بالعديد من المقومات في هذا المجال، ما يجعلها تفوق مقومات جميع دول العالم في السياحة العلاجية، وذلك بحسب ما أكدته الأبحاث، عندما أثبتت أن العيون الكبريتية والمعدنية المنتشرة في مصر يفوق في نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية بالعالم. إضافة إلى ذلك، توافر الطمي في برك هذه العيون، بما له من خواص علاجية تشفي العديد من أمراض العظام والجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية، وغيرها كما ثبت أيضا الاستشفاء لمرضى الروماتيزم المفصلي عن طريق الدفن بالرمال، وأن مياه البحر الأحمر بمحتواها الكيميائي ووجود الشعاب المرجانية تساعد على الاستشفاء من مرض الصدفية. وبرغم كل هذه المقومات، احتلت تونس المرتبة الثانية عالميًا بعد فرنسا في مجال العلاج بالمياه المعدنية، والثانية إفريقيًا بمجال العلاج بمياه البحر وذلك بفضل السياسات الحكومية التي اتبعتها خلال السنوات الأخيرة لتحقيق مركز متقدم على خارطة السياحة الاستشفائية. وتتمتع جنوب سيناء، بالكثير من الأماكن السياحية المهمة التي تؤهلها لتكون مركزًا للسياحة العلاجية لما حباها الله من نباتات وأعشاب طبية وشواطئ ومناخ دافئ معظم أوقات السنة، مع انخفاض معدلات الرطوبة وصفاء الجو وسطوع الشمس معظم ساعات النهار، علاوة على انتشار ينابيع المياه والآبار ذات الخصائص الطبية، ومن أهمها: "حمامات فرعون، وهي عيون مياه كبريتية طبيعية تقع بمدينة أبو زنيمة في الجزء الجنوبي لمدينة رأس سدر، على بعد 110 كيلومترات من مدينة الطور، وتبعد عن العاصمة القاهرة 250 كيلو متر. وحمامات فرعون، عبارة عن مجموعة ينابيع تضم 15 عينًا تتدفق منها المياه الساخنة من داخل مغارة بالجبل الموجود بالقرب من الشاطئ، على هيئة بركة بقوة 3000 متر مكعب في اليوم، وتمتد على الشاطئ بطول 100 متر، وتصل درجة الحرارة المتدفقة من العين إلى 92 درجة مئوية، وتعد مائها الأكثر سخونة بين العيون والينابيع والآبار الساخنة في مصر والبالغة عددها 1450 عينًا. وتم تحليل المياه المتدفقة من هذه العيون كيميائيًا وأثبت نتائج التحليلات صلاحيتها وفعاليتها العالية في علاج الكثير من الأمراض مثل، "الروماتويد، والروماتيزم بشتى أنواعه، وأمراض الجهاز الهضمص، وأمراض الكلى، وحساسية الرئة، وأمراض الكبد، والأمراض الجلدية"، إضافة إلى فوائدها المستخدمة في أغراض التجميل. كما بينت التحليلات الكيميائية احتواء المياه على تركيزات عالية لعنصر الكبريت تفوق معدلات نظيرتها في المياه المعدنية بالعالم. ويوجد أعلى عيون فرعون، كهف صخري منحوت بالجبل، يستخدمه الزائرون والسياح كحمام ساونا طبيعي، نظرًا لانبعاث الحرارة من المياه الكبريتية الساخنة من أسفل الكهف إلى أعلاه. علاوة على حمام موسى، من المعالم السياحية بمدينة طور سيناء، ويقع شمال مدينة طور سيناء بنحو 3 كيلو متر، وتتدفق مياه الحمام من خمس عيون تصب في حمام على شكل حوض محاط بمبنى من (الدبش)، وتستخدم هذه المياه الكبريتية الساخنة (37 درجة مئوية) في شفاء العديد من أمراض الروماتيزم والأمراض الجلدية وآلام العظام. ويضم الجزء الجنوبي من أرض الفيروز، مجموعة من الآبار والعيون التي تقع في بطون الأودية، وبعضها يقع في المناطق الرملية الناعمة والسوداء المشعة، والتي تحتوي على المعادن المختلفة ويغلب عليها الميغانيت الأسود، وكلها ذات صفات علاجية تفيد في علاج كثير من الأمراض. وبرغم من أهمية السياحة العلاجية، فما زال هناك قصور في رسم خريطة متكاملة لهذا النوع من السياحات، وهو ما ترتب عليه تدني ترتيب مصر على الصعيد الدولي، نتيجة عدم الاهتمام بهذا الصنف من السياحة العلاجية على رغم أنها كنز يمكن أن يفوق جميع أنواع السياحات المختلفة.