«محمود» خرج من دار أيتام بالمعادي ويبحث عن أهله: أنا ابن مين في مصر؟

كتب: محمد سلامة

«محمود» خرج من دار أيتام بالمعادي ويبحث عن أهله: أنا ابن مين في مصر؟

«محمود» خرج من دار أيتام بالمعادي ويبحث عن أهله: أنا ابن مين في مصر؟

منذ كان عمره يومًا واحدًا، لم يعرف الطفل الصغير سوى الوحدة، إذ تخلى عنه أبواه، وتركاه يواجه مصيره وحيدًا في الدنيا، ليكبر الرضيع ويصبح شابًا ويبدأ رحلة البحث عن هويته، ليجيب عن السؤال الذي ظل يؤرقه طوال السنوات السابقة: «أنا ابن مين»؟

محمود عبد الله علي، 26 عامًا، وضعه والداه في دار أيتام بمنطقة المعادي، ومع مرور السنوات، احتل تفكيره عدة أسئلة حول هويته، من أين جاء ولماذا لا يأتي أبويه للعب معه مثل الأطفال الذي تتبناهم الأسر معه في الدار، ومع مرور الوقت شعر بالوحدة والحزن كونه لا عائلة له ولا يعرف أصلًا له: «من وأنا صغير بحاول أدور على عائلتي، وأقول يمكن أنا اتخطفت منهم، مش عايز أقول إنهم اتخلوا عني».

وحدة بعد الثانوية العامة: لازم اعتمد على نفسي

يروي الشاب العشريني لـ«الوطن»، أنه عندما بلغ المرحلة الثانوية وكان عمره آنذاك 16 عامًا، لم يعد له مكانا في دار الأيتام، وبموجب قانون الدولة عندما يبلغ الشخص السن القانونية يخرج من الدار، ويبدأ رحلة كفاحه في الحياة بمفرده، أو يتم تبنيه من إحدى الأسر: «بمجرد ما وصلت الثانوية العامة بقيت وحيد في الشارع مع أصحابي في الدار، وقررت أشتغل وأعتمد على نفسي ومحتاجش لحد».

محمود: أجريت لقاءات مع أكثر من 150 أسرة

رحلة من البحث عن هويته وأهله بدأها «محمود» منذ 3 سنوات، وقابل خلالها أكثر من 150 أسرة وأجرى تحليل «DNA» ليتعرف على أصله، دون أن يحالفه الحظ: «مش هيرتاح لي بال غير لما ألاقيهم»، ورغم قيد الشاب بشهادة ميلاد من قسم الأزبكية إلا أنه يأمل أن تكون أسرته على قيد الحياة ويبحثون عنه مثلما يفعل هو الآن.

أسوأ الفترات في حياة «محمود» عندما يتعلق قلبه بأسرة تشك في أنه ابنها ثم يصدمه تحليل الحامض النووي: «في أسرة في شبرا شاكين إني ابنهم، ولكن لما عملت تحليل DNA، عرفت إني مش ابنهم، وكانت أسوأ فترة مريت بيها في حياتي لما الأمل راح مني فجأة، وبحاول ألاقي أسرتي وميأسش»، أمنية واحدة يتمناها الشاب من كل قلبه: «نفسي يبقي ليا عائلة خايف أعيش وأموت وأنا لوحدي، يفتحوا عليا الشقه يلاقوني جثة متحللة».


مواضيع متعلقة