«مفيش مستحيل».. أول تعليق لنزيل دار أيتام بعد تعيينه معيدا بالزقازيق

«مفيش مستحيل».. أول تعليق لنزيل دار أيتام بعد تعيينه معيدا بالزقازيق
علق الشاب «عبد الله شكري موسى محمد»، البالغ من العمر 22 عاماً، والذي نشأ داخل دار المدينة المنورة لرعاية الأيتام، في مدينة العاشر من رمضان، بمحافظة الشرقية، على صدور قرار من جامعة الزقازيق بتعيينه معيداً بكلية التربية الرياضية، بعد تفوقه دراسياً وتخرجه من الكلية بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف، بقوله: «اليتيم من حقه يحلم ويحقق هدفه».
«الظروف ممكن تكون عائق، لكن بالاستعانة بالله والإرادة والاجتهاد يمكن تحقيق المستحيل»، بتلك الكلمات بدأ المعيد الشاب حديثه لـ«الوطن»، مؤكداً أن «الالتحاق بكلية التربية الرياضية كان هدفي منذ مرحلة الإعدادية، أما الرغبة في تعييني كمعيد في الكلية لم يكن هدفاً في البداية، وإنما كنت أجتهد في الدراسة، من منطلق الاجتهاد الشخصي».
وتابع بقوله: «حصدت ترتيب العاشر على الدفعة في الفرقة الأولى، والخامس في الفرقة الثانية، والثالث في الفرقة الثالثة، والثاني في الفرقة الرابعة، وحصلت على تقدير تراكمي امتياز مع مرتبة الشرف، وكنت الخامس على الدفعة، مما يؤهلني للتعين معيداُ بالكلية»، مشيراً إلى أنه «بعد أن أعلنت الجامعة نتائج الامتحانات، تلقيت اتصالاً من الشئون بالكلية، وبعض زملائي، يخبرونني بتعييني معيداً في قسم السباحة بالكلية».
وعن بداية التحاقه بالدراسة، أوضح أنه التحق بالمدرسة الابتدائية في معهد المدينة المنورة الخاص بالدار، وفي المرحلة الإعدادية التحق بمدرسة «أحمد الخطيب» الخاصة، أما في مرحلة الثانوية التحقت بمدرسة «الخلفاء الراشدين» الحكومية، مشيراً إلى أنه كان لا يحب الاعتماد على الدروس الخصوصية، وإنما مذاكرة دروسه بنفسه، وكان لديه يقين أنه يستطيع الحصول على المجموع الذي يؤهله للالتحاق بالكلية التي يرغب في الالتحاق بها.
واستطرد أنه منذ التحاقه بالكلية حرص على المذاكرة والالتزام بالحضور، خاصةً أنها كلية عملية، موضحاً أنه كان يأتي للجامعة يومياً، رغم بعد مكان سكنه بمدينة العاشر من رمضان عن مدينة الزقازيق.
وأوضح أنه بعد بلوغه سن 18 سنة، وفرت له الدار و3 إخوة، شقة سكنية للإقامة بها، مشيراً إلى أنه كان يعمل أثناء الدراسة مشرفاً على النشاط الرياضي ومدرباً للسباحة في أحد الأندية الخاصة، بمدينة العاشر من رمضان، لتوفير الأموال اللازمة لنفقات الدراسة ومتطلبات حياته المعيشية، من ملبس ومأكل بخلاف المساهمة في قيمة الإيجار.
وأعرب «عبد الله» عن طموحه في تطوير مهاراته علمياً وعملياً، ومضى قائلاً: «ربنا كريم، ولا يضيع أجر من يحسن عملاً، فقط مطلوب من كل شخص الاجتهاد، وألا يستسلم للظروف المحيطة به مهما كانت قسوتها أو صعوبتها»، لافتا إلى أن إخوته الثلاثة أحدهم خريج كلية التجارة، ويعمل مدير محل بالعاشر، والثاني خريج دبلوم مهني، والثالث دبلوم صنايع تخصص إلكترونيات، ويعملان في مجالهما أيضاً.
وأكد أن مسئولي دار المدينة المنورة لرعاية الأيتام كانوا يحرصون على توفير كل أوجه الرعاية اللازمة لهم، ولم يقصر أحد معهم، وإنما كانوا يحرصون على دعمهم نفسياً ومعنوياً وتوفير جميع احتياجاتهم.
وأعلنت مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة الشرقية، برئاسة محمد كمال الدين الحجاجي، في وقت سابق اليوم الأربعاء، عن تعيين «عبد الله شكري موسى»، أحد نزلاء دار المدينة المنورة بمدينة العاشر من رمضان، معيداً بكلية التربية الرياضية بجامعة الزقازيق.