شوادر «الفشة والممبار» والشوايات.. وظائف موسمية تنتعش فى كل موسم
شوادر «الفشة والممبار» والشوايات.. وظائف موسمية تنتعش فى كل موسم
مع مجىء العيد تنتشر شوادر اللحوم فى كل مكان، فيما تنتعش وظائف موسمية مرتبطة بـ«موسم» اللحم، يقبل عليها مواطنون بحثاً عن الرزق والتغلب على مصاعب الحياة، مع رواج حركة البيع والشراء. فى حى «السيدة زينب»، وعلى بعد أمتار قليلة من المذبح، تنصب الشوادر على مختلف أنواعها فى أركان الحى العريق، جنباً إلى جنب مع محلات الجزارة، فيما يجاورها باعة «الشوايات» و«الأورم» الخشبية التى تتراص أمام محاجر سن السكاكين، كما بدأ عدد كبير من بائعى «الممبار والفشة والكوارع» فى الاستعداد لاستقبال العيد وزبائنه. انتعاشة ينتظرها كثير من الشباب، كونها تسبق فصول الركود الطويل فى الشتاء. يقود محمود سمير، 48 سنة، دراجة بخارية بصندوق، إذ يعمل بائعاً لـ«كوارع» الجمال، لكن لمدة أسبوعين قبل العيد، بسبب إقبال سكان الحى والمناطق المجاورة على لحوم العيد من منطقة مجزر السيدة زينب، خصوصاً أن الأسعار هناك أقل، مقارنة بالأسعار التى يشترى بها الزبائن الآخرون.
ويردد «سمير»، الأب لثلاثة أولاد، المقولة الشهيرة «الرزق يحب الخفية»، فيما يقطع شارع بورسعيد حاملاً بضاعته الطازجة، موضحاً أن وظيفته الأساسية كانت تقتصر على نقل الزبائن من محطة المترو إلى المجزر والعكس، مقابل 25 قرشاً للفرد، لكنه قرر هذا العام «تطوير الأداء»، عبر بيع الكوارع «ديليفرى» وسط ما سماه «خلية النحل اللى الرزق بيحوم حواليها». وتابع قائلاً إن «غالبية التجار الموجودين حالياً داخل سوق اللحوم بالسيدة زينب يعملون بمهن أخرى، ويتجهون للبيع والشراء داخل المجزر من أجل كسب لقمة العيش، مع الرواج الذى تشهده أيام العيد».
وأمام شادر صغير من الخشب يعلو سقفه قطعة قماش بألوان «الفراشة» التقليدية، وقف عدد من الجمال والأغنام، فيما يجلس غير بعيد «الحاج سمير»، 60 عاماً، المقبل من محافظة الشرقية، لقضاء أيام «الموسم» هنا، حيث قال إنه يأتى إلى هذا المكان فى نفس الموعد لبيع الإبل التى يربيها على مدار العام، موضحاً: «تربية الإبل هى التى تنتشر فى محافظات وجه بحرى وليست تجارتها، على عكس الحال هنا فى القاهرة، وعلى مدار أكثر من 18 عاماً، أصبح لى زبائن أربى لهم أضحياتهم، ويأتون ليأخذوها ليلة العيد كل عام».
يضيف سمير: «بادفع 300 جنيه إيجار لهذا الشادر فى الـ15 يوم اللى باشتغل فيهم هنا، وبجيب معايا 2 صبيان ربنا بيرزقهم من الزباين، وأنا بديهم اللى فيه النصيب نهاية الموسم، وبمجرد انتهاء اليوم الثالث من أيام العيد، باحمّل الجمال وباحمّل حاجاتى الشخصية وبارجع الشرقية تانى». أما سامى مصطفى، 30 سنة، بائع «فشة وممبار» بشارع المجزر بالسيدة زينب، فيعتمد بشكل رئيسى على «رزق العيد»، لتكوين مبلغ يسد احتياجاته فى شهور الركود، بحسب وصفه، قبل أن يعود مرة أخرى للعمل شيّالاً فى المجزر. سامى يشترى كميات من «الفشة والممبار» من داخل المجزر بأسعار زهيدة، ثم يقوم بتنظيفها وعرضها للبيع فى إناء من الألومنيوم على جانبى شارع المجزر، وسط شوادر بيع عدد الجزارة، وقال وهو يضحك: «اللحمة غالية، والناس بتحب تكتّر الشيلة بتاعتها، اللى بيشترى كيلو لحمة، بيشترى معاه كام كيلو فشة وممبار».
ويضيف الشاب قائلاً إن أصحاب الشوادر وتجار الفرشة ليسوا من أبناء المهنة، ولا يعملون بها سوى ثلاثة أسابيع فقط من كل عام تسبق عيد الأضحى: «الرزق هنا واسع فى الأيام دى والزباين كتيرة والناس بتقلّب عيشها».
ملف خاص
«معركة الساحات»: «الأوقاف» تحذر قيادات «السلفيين» من الخطابة دون تصريح
حالة «طوارئ قصوى» فى «التموين» و«النقل» و«القاهرة»
«باركود» لمواجهة مشكلة الحجاج التائهين بالسعودية
«تجارية القاهرة»: مليار جنيه «بمب وصواريخ» مهربة قبل العيد
«السنبلاوين».. دخل الفقر من «الباب» فهربت فرحة العيد من «الشباك»
المحافظات تعلن «الاستنفار»: «فرق عمليات» لتلقى الشكاوى.. والجيش يوزع اللحوم
منظمات حقوقية تعلن حالة الطوارئ لمواجهة التحرش
«البحث عن تذكرة للصعيد».. أزمة كل عام
هو العيد يبقى عيد من غير «طلعت حرب والتحرش وفرق الإنقاذ»؟