كيف صنع المصريون القدماء حليهم من المعادن والخرز؟

03:41 م | الأربعاء 01 سبتمبر 2021

أثارت براعة المصريين القدماء وقدرتهم على تحويل ما هو متاح من مواد الأرض الطبيعية إلى منتجات في منتهى الجمال، استخدمت كحلي للزينة ولبعض المعتقدات الدينية، دهشة العالم الذي ما زال منبهرا بجمال ودقة المعروض منها في متاحف العديد من الدول.

ولم تقتصر قدرات المصريين القدماء على استخدام مواد الأرض كما هي في الطبيعة، بل تفننوا في معالجتها وتحويلها إلى مواد ذات صفات جديدة ومختلفة تخدم أغراضا بعينها، وصاحب ذلك ابتكار واختراع تكنولوجيات وأدوات بالرغم من بساطتها الشديدة إلا أنها مكنتهم من الوصول إلى المستوى المرتفع المشهود له بالدقة.

أنواع الحلي في مصر القديمة

وحسب الدكتورة فرخندة حسن، في كتابها «التكنولوجيا المصرية القديمة» الصادر عن الهيئة العامة للكتاب: «تصنف الحلي المصرية القديمة بحسب خصائها وطبيعتها ومصدرها إلى نوعين: الأول ما يطلق عليه الحلي المعدنية، والآخر ما اشتهرت به مصر القديمة ويطلق عليه حلي الفصوص والخرز، وهو الأكثر انتشارا».

وتمكن المصريين القدماء من صناعة الحلي من المعادن على أشكال مختلفة الحجام، منها «على شكل أسماك مختلفة الأحجام استخدمت كمعلقات في الرقبة للزينة، والتي اكتشفت في مقبرة أحد الأطفال في عهد الأسرة الوسطى.

جدير بالذكر أن أكبر هذه الأسماك، «الذهبية» المحفوظة في المتحف الملكي الاسكتلندي في إدنبره باسكتلندا.

تكنولوجيا صناعة الحلي المعدنية

لعل أشهر المعادن التي استخدمت في صناعة الحلي هي الذهب، بعد استخراجه من الخامات التي تحتوي عليه، وكان معدن الذهب يستخدم بعدة طرق، أولها هو استخدام الجبيبات الصغيرة كما هي، وذلك بلحام بعضها يبعض لتصل إلى الشكل المطلوب.

تكنولوجيا صناعة الفصوص والخرز

بالنسبة للنوع الثاني من الحلي المصرية القديمة التي يطلق عليها «حلي الفصوص والخرز»، فقد أشار المؤرخون إلى أنه لا توجد حضارة قديمة أخرى أنتجت مثل هذه الفصوص بهذه الوفرة وبهذا الكم الهائل من المواد والأشكال المختلفة، ولم يقتصر استخدامها في التطريز على الأقمشة «الكتان» التي استخدمت لصناعة الملابس والمرايل وأيضا الصنادل.

وصنع المصريون القدماء في بادىء الأمر، الفصوص من القواقع والعظام ومن قرون الحيوانات، وكان لها طابع التعويذات إلى حد كبير، وتطور الأمر بعد ذلك إلى استخدام الصخور وما تحتويه من بلورات شبه الكريمة مثل الفيروز والجارنت والكورنيليان والجاسبر والأماثيست واللابيس لازورلي وغير ذلك.