كيف توصل المصريون القدماء إلى صنع النبيذ والبوظة؟

04:45 م | الخميس 26 أغسطس 2021

ابتكر المصريون القدماء تكنولوجيات متنوعة لحفظ اللحوم والأسماك والفاكهة والخضروات، والحصول على العديد من المشروبات الأكثر جاذبية من خلال عصر بعض أنواع الفاكهة للحصول على مشروبات أكثر جاذبية كانت العصارة الأولى عبارة جوال اسطواني الشكل مثبت في كلا الطرفين في عمودين رأسيين من الخشب، وتوضع فيه الفاكهة المطلوب عصرها ويغلق الجوال، يقف عند كل طرف من العصارة عامل يقوم بلي الجوال في اتجاه عكس الانجاه الآخر، وبزيادة الضغط تخرج العصارة من الجوال المصنوع من قماش معين يسمح بخروجها في شكل سائل يتم تعبئته في أوعية لحفظها.

طريقة استخراج الزيوت في مصر القديمة

وتوضح الدكتورة فرخندة حسن في كتابها «التكنولوجيا المصرية القديمة»، أنه تم استخدام هذه الطريقة في استخراج الزيوت من الزيتون والسمسم والخروع وبذور الكتان، وهي الزيوت التي يستخدمها العالم إلى الآن. وتمكن المصري القديم أيضا من استخلاص المواد السكرية من بعض أنواع الفاكهة مثل البلح والتين والخروب.

وتابعت: «كما استخدم المصريون تكنولوجيا التحمير للحصول على مشروبات كانوا يتناولونها بكثرة وكانت البداية تخمير البلح الغني بالمواد السكرية ويحتوى أيضا على الكائنات الدقيقة (البكتريا) اللازمة للتخمر، وبعد أن يتم تخميره يتم عصره للحصول على عرق البلح. واستخدمت هذه الطريقة للحصول على مشروب العنب المخمر (النبيذ) من العنب الذي كانوا يجمعونه من أشجاره المعلقة، وكذلك للحصول على عصير الشعير المخمر (الجعة) الذي كان من أكثر المشروبات قبولا لدي المصريين القدماء»، موضحة: «كان يتم تخمير الشعير بعد إنباته برشه بالماء ويتم عصره، كانت كل هذه المشروبات تحفظ في أوعية خاصة بها».

تجفيف الخضروات والفواكه

وأشارت الكاتبة: «كان لوفرة المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية وحرص القدماء على عدم إهداراها بالإضافة إلى الاستفادة للبعض منها في غير موسمها حافزا لهم للقيام بمحاولات لحفظها وتخزينها انتهت بالوصول إلى عدة طرق من خلال ابتكار تكنولوجيات في منتهى البساطة مثل التمليح باستخدام الملح الذي تمكنوا من الحوصل عليه فقاموا بتمليح اللحوم والأسماك. كما توصلوا إلى حفظ الأطعمة بالتدخين أى معالجة الأسماك واللحوم بدخان النار بمعزل عن الهواء، بالإضافة إلى تجفيف الفاكهة والخضروات في الشمس، وكلها تكنولوجيات مستخدمة حتى وقتنا الحالي».