الخبير العالمى د. أحمد نورالدين: الدولة لا تدعم السياحة العلاجية.. وتكلفتها فى مصر الأرخص بين دول العالم

الخبير العالمى د. أحمد نورالدين: الدولة لا تدعم السياحة العلاجية.. وتكلفتها فى مصر الأرخص بين دول العالم
فى قاعة تتسم بالجمال الطبيعى، وتسيجها الأشجار، لا تخلو من المترددين عليها، وبدقة خبير ومتخصص يمارس الدكتور أحمد عادل نورالدين، سكرتير عام الجمعية الدولية لجراحة التجميل، عزفه على سيمفونية الجمال، بمنتهى الدقة والمهارة. يوقفها لدقائق، ليكشف خلالها فى حوار لـ«الوطن» عن خريطة الجمال فى مصر، والمشكلات التى تهدد جراحات التجميل بها، مؤكدا أنها رائدة عمليات التجميل فى المنطقة وأفريقيا.
■ ما مكانة مصر بين الدول تجميلياً؟
- مصر تتصدر الدول العربية والأفريقية منذ زمن.
■ وكيف يمكن تقييم ذلك؟
- هناك ما يعرف بالاتحاد الدولى لجراحات التجميل، به أكثر من 35 ألف عضو نيابة عن 130 دولة، يمثل فى مجلس إدارته 3 أعضاء مصريين، أنا واحد منهم، بالإضافة إلى الدكتورين محمد صبحى زكى ومحمد قدرى أستاذى جراحة التجميل فى قصر العينى، إلى جانب دورى فى المكتب التنفيذى نيابة عن مصر وأفريقيا، الذى يتشكل من 4 أعضاء فقط، يمثلون أوروبا والصين وأمريكا وأفريقيا، ما يدل على مكانة مصر بين الدول فى مجال جراحات التجميل.
■ كم عدد الجراحات التى تجريها مصر سنويا؟
- لا يوجد إحصاء واضح بالأرقام، لأن هناك عددا من عمليات التجميل تحدث دون تدخل جراحى.
■ هل التكلفة الفعلية لعمليات التجميل مرتفعة مقارنة بالخارج؟
- تكلفة جراحة التجميل فى مصر أقل بكثير من باقى الدول، ما جعلها مقصدا لكثير من الأجانب، خاصة أن التكلفة قد تصل إلى النصف.[Image_1]
■ لماذا يلجأ البعض إلى إجرائها فى لبنان إذا كان الأطباء المصريون على قدر كبير من الكفاءة؟
- هناك تقصير من قبَل جراحى التجميل، الذين لا يحاولون إظهار ما لديهم من كفاءات فى هذا المجال، من خلال وسائل الإعلام، وابتعاد البعض عن الوجود الإعلامى، بخلاف أن الإعلام المحلى لا يهتم بهذا المجال، رغم أهميته الكبيرة، يقابله اعتقاد لدى البعض بأن «الشيخ البعيد سره باتع»، وهو ما يدفع الكثير إلى الذهاب إلى لبنان، فى حين أنهم يعودون إلى مصر ويلجأون إلينا، ويكتشفون أن القدرة والكفاءة فى هذا المجال صارت متقدمة بدرجة مبهرة تتساوى مع لبنان وقد تفوقها فى بعض الأحيان.
■ لماذا يبدو للبعض أن لبنان زعيمة جراحات التجميل عربيا؟
- لأن مصر لا تزال تتعامل مع جراحات التجميل على أنها رفاهية، وهى ثقافة خاطئة فى طريقها للزوال، فلا تزال جراحة التجميل غير شعبية، فمثلا إعادة تجميل الثدى بعد استئصاله تطور طبى يمكن الاستفادة منه فى تعويض من تم استئصال ثديها بأساليب جديدة ومبتكرة، لكن الواقع جعلنا نجد الكثيرات يخشين أن يخضعن لهذه الجراحات، ويعود هذا السبب إلى الفهم الخاطئ، خاصة أن البعض يظن أن التجميل حرام، وهذا مخالف للحقيقة، فكبار المشايخ أكدوا أن جراحات التجميل لاسترجاع معالم الجمال ليس حراما، وهذا يعود إلى ثقافة المواطنين تجاه جراحات التجميل، بعكس المعروف فى لبنان فالتجميل هناك ثقافة شعبية، بالإضافة إلى أنها دولة تفخر بجراحى التجميل فيها وتتميز فيما يعرف بالسياحة العلاجية، فاستقبال راغبى الجمال يبدأ منذ هبوط الطائرة لتكون رحلة علاجية وسياحية مختلفة، وجميعها أشياء نفتقدها فى مصر.[Quote_1]
■ السياحة العلاجية فى مصر تكاد تكون معدومة، فلماذا لا نتقدم فى هذا الشأن؟
- السياحة العلاجية جزء من منظومة دولة وثقافة عامة تعانى من الخلل، وبالتالى فإننا نعانى من انعدام الثقافة العلاجية والسياحية أيضاً، رغم أننا كنا نتميز بها قديما وكنا نشتهر بها، خاصة مع وجود مناطق سياحية عدة، لكن هذا الأمر يفتقد المنظومة لكى يكتمل.
■ لماذا لا تتغير ثقافة المصريين عن جراحات التجميل؟
- هناك ما يعرف بالتجميل التجارى، ويتم الإعلان عنه فى الفضائيات دون التأكد من مدى دقة وكفاءة الجراحين، خاصة أن كثيرا من المواطنين يتعاملون بمنطق «كم التكلفة؟»، دون النظر إلى مدى دقة العملية ونجاحها، وهو أمر تجارى دفع إلى ظهور مراكز عدة فى السوق، دون رقيب، وهو أمر فى غاية الخطورة، ويزيد من غياب ثقافة الجراحة بمفهومها الحقيقى.
■ ما أكثر العمليات التى يقبل عليها المواطنون؟
- عمليات تنسيق القوام عبر شفط الدهون، أو زرعها فى المناطق التى بحاجة إلى ذلك.
■ ما مشكلات مصر فى التجميل مقارنة بغيرها من الدول؟
- قلة الوعى التجميلى، والنظر إليه على أنه رفاهية أو النظر إليه تجاريا دون التحقق من كفاءة القائمين عليه، ومنح الفرص إعلاميا لمن يطلق عليهم «البكاشين» أو غير المتخصصين فى المجال، والزيادة السرطانية لمراكز التجميل العشوائية دون رقيب.
■ هل تعتقد أن هناك رقابة على مراكز جراحات التجميل؟
- لا توجد رقابة فعلية على تلك المراكز، ونقابة الأطباء بلا أنياب وليس لها دور قوى للتصدى لهذه الظاهرة.
■ وهل تؤدى وزارة الصحة دورها كرقيب على تلك المراكز؟
- لا أظن، الأمر صار عشوائيا ودون رقيب.
أخبار متعلقة:
بيروت تسحب بساط"التجميل"من القاهرة
«التجميل» فى مصر.. رفاهية المشاهير وحلم الفقراء وتجارة النصابين
«الحسين الجامعى».. عندما يجتمع الفقر والجمال فى مكان واحد
عضو «الدولية لتاريخ الطب»: جراحة التجميل.. علم فرعونى أصيل
خبراء: «التجميل» كان للصفوة وأصبح شعبياً.. والحكومة تتجاهل «جراحات الفقراء»
الخبير العالمى د. أحمد نورالدين: الدولة لا تدعم السياحة العلاجية.. وتكلفتها فى مصر الأرخص بين دول العالم
رئيس «المؤسسات العلاجية»: أغلب مراكز التخسيس تعمل دون ترخيص
العيادات غير المرخصة.. «أوكار نصب» تبيع الوهم بـ10 جنيهات