قصة مسنة تبيع مخروطة في الشارع لتربية أحفادها: «جوزي وابني ماتوا ورا بعض»

قصة مسنة تبيع مخروطة في الشارع لتربية أحفادها: «جوزي وابني ماتوا ورا بعض»
- سيدة
- كسكسكي
- مخروطة
- كفاح
- كفاح سيدة
- مسنة تبيع مخروطة
- قصة كفاح أنصاف
- سيدة
- كسكسكي
- مخروطة
- كفاح
- كفاح سيدة
- مسنة تبيع مخروطة
- قصة كفاح أنصاف
سنوات الشقاء بدت واضحة علي ملامحها، فهي لم تعرف للراحة عنوانًا، بعدما توفى زوجها في ظروف غامضة، ليلحق به الابن حزنًا عليه ويترك والدته أنصاف محمد، 67 سنة، من منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وحيدة تواجهة قسوة الحياة بشجاعة كبيرة.
وإزاء هذه الظروف الجديدة، قررت الأم المكلومة والسيدة المُكافحة النزول إلى الشارع كي تضمن استمرار دورة الحياة كما خطط لها الابن قبل وفاته، والذي كان كثيرًا ما يحلم بأن ينجح في تعليم أبنائه بشكل جيد لتعويض ما حُرم منه في الصغر.
«أنصاف»:مينفعش أقعد من غير شغل
نزلت «أنصاف» إلى الشارع منذ ما يزيد عن 25 عامًا لتبيع للمارة «المخروطة»، تلك الأكلة الشعبية التي لم يعد الكثيرون يعملون بها نظرًا لقلة الإقبال عليها، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن «الحاجة» كما تحب أن ينادي عليها أبناء المنطقة، قررت أن تحيي التراث من خلال الحفاظ علي بعض الأكلات الشعبية القديمة: «حياتي صعبة، لكن مينفعش أقعد من غير شغل، علشان العيشة صعبة، ومحتاجه فلوس علشان أحفادي مبقاش لهم غيري بعد وفاة أبوهم، ومراته مش هينفع أخليها تنزل تشتغل، علشان كده شيلت أنا الشيلة كلها لوحدي، ومكملة بفضل ربنا».
تجهيزات بدائية لعمل المخروطة
تقف «أنصاف» في الشارع ومعها تجهيزات بدائية لعمل المخروطة، ورغم صعوبة ما تقوم به من عمل نظرًا لطبيعة طهي المخروطة، والتي دومًا ما تحتاج إلى نار لطهيها: «مفيش حتى فلوس أقدر من خلالها إني أشتري محل أقف فيه بدل بهدلة الشارع دي».
«أنصاف»: لازم استحمل وإلا هنموت أنا وأحفادي من الجوع
أسفل مظلة بالية تجلس الستينية صاحبة قصة الكفاح علي كرسي خشبي متهالك، وأمامها منضدة صغيرة أعلاها الدقيق الذي تستخدمه في عمل المخروطة، إلى جانب شعلة صغيرة ومياه وإناء تستخدمه في عجن المخروطة: «الشمس بتاكل في دماغي، والمطر بيوقف حالي، لكن هعمل إيه، لازم استحمل وانزل اشتغل وإلا هنموت أنا وأحفادي من الجوع، كل اللي نفسي فيه إني أقدر أكمل رحلتي معاهم وأكبرهم وأفرح ابني وجوزي في قبرهم».