من «فران» لمهندس بأكبر شركة عالمية.. قصة كفاح «سامح» بدأت بدبلوم صنايع

كتب: محمد أباظة

من «فران» لمهندس بأكبر شركة عالمية.. قصة كفاح «سامح» بدأت بدبلوم صنايع

من «فران» لمهندس بأكبر شركة عالمية.. قصة كفاح «سامح» بدأت بدبلوم صنايع

ضياع فرصة التحاقه بالثانوية العامة على درجة واحدة، والحصول على شهادة «دبلوم الصنايع» بدلا منها، بجانب عمله كخباز في «فرن» أسرته بالمنوفية، لم يشكلوا عائقًا أمامه في تحقيق ذاته، والوصول بها إلى قمم النجاحات، ليتحول من شاب يعمل في مهنة بسيطة، إلى الحصول على فرصة عمل في أكبر شركة برمجيات بالعالم، في مجال «الهندسة»، الذي لم يدرسه في مراحله التعليمية.

دبلوم الصنايع لم يعيق «سامح» عن حلمه

بدأت قصة سامح الشيخ، عند التحاقه بالثانوية الفنية «دبلوم صنايع»، بعد ضياع حلم الثانوية العامة، إلا أنه لم ييأس، وقرر الحصول على درجات عالية للالتحاق بكلية الهندسة، وهو ما لم يحدث في النهاية بعد عدم حصوله على الدرجات الكافية، حسبما ذكر في حديثه مع «الوطن»، لافتًا إلى أنه في هذه الفترة عمل خبازًا مع أسرته في «فرن العيش»، واتقن حرفتها: «كنت أشطر فران في المركز وأجرتي كبيرة».

«سامح» أعاد الثانوية العامة وحصل على 95%

وعلى الرغم من استقرار حالة «سامح» المادية في مهنته البسيطة، إلا أن حلم تحقيق الذات والالتحاق بكلية كبيرة راوده كثيرًا، ما جعله يتخذ قرارًا ليس سهلا على أحد، وهو إعادة الثانوية العامة بمراحلها كاملة بنظام المنازل: «اللي معايا كانوا أصغر مني بـ5 سنين»، وبالفعل نجح بمجموع 95%، ليلتحق بعد ذلك بكلية الألسن، ويدرس الألمانية والإيطالية، وعمل بهما فترة في السياحة بشرم الشيخ.

عودة للعمل خباز مرة أخرى

بعد إنهاء «سامح» للدراسة الجامعية، لم يجد عملا وعاد للعمل في المخبر: «ما زعلتش ولا يأست لكن مكنش ينفع أقعد واستسلم»؛ إذ استغل هذه الفترة في دراسة عدد من «الكورسات» في الألمانية والإيطالية، وكذلك ببعض المجالات المتخصصة بهندسة الاتصالات: «كنت عايز اشتغل في وظيفة بعقلي أكتر من جسمي ومظهرها كويس مكنش مبهدل من الدقيق».

اجتهاد «سامح» أوصله لحلم العمر

طموحات وأحلام «سامح» جعلت أسرة زوجته الطبيبة لا يترددوا في خطبتها له، على الرغم من عمله خباز وقتها، وبعدها بدأ التدرج في الوظائف المختلفة بالشركات الكبرى والدولية بلغته الألمانية المطلوبة في سوق العمل، إلى أن وصل للعمل مهندسًا بأكبر شركة برمجيات في العالم، بدون أن يدرس الهندسة في رحلته التعليمية سوى في «كورسات» تعليمية لهندسة الاتصالات: «الشركات العالمية بتهتم باللغة أكتر والجزء المتخصص بيعلموه بسرعة».

ووجه سامح رسالة خاصة لطلاب الثانوية العامة، خاصة أصحاب المجاميع الضعيفة منهم، مؤكدا أن الدرجات النهائية ليست هي المقياس الأكبر للنجاح، بل العمل والاجتهاد، مشددا على أن تطوير الذات بعد ذلك هو الفيصل في المكانة التي يصل فيها صاحبها.


مواضيع متعلقة