كابول - القاهرة.. مصر تعيد أبناءها «مسافة السكة»
كابول - القاهرة.. مصر تعيد أبناءها «مسافة السكة»
- العائدون من أفغانستان
- أفغانستان
- كابول
- القاهرة
- سقوط الولايات
- السيسى
- العائدون من أفغانستان
- أفغانستان
- كابول
- القاهرة
- سقوط الولايات
- السيسى
«شكراً يا ريس رجعنا من غير خدش واحد.. سلمنا بفضل رؤية القيادة السياسية الحكيمة، وأجهزتنا الأمنية العظيمة»، كانت تلك أولى الكلمات التى تحدث بها «العائدون من أفغانستان»، لمحرر «الوطن» فى الساعات الأولى من صباح اليوم، عقب وصولهم إلى قاعدة شرق القاهرة العسكرية، بعد نجاح القوات المسلحة المصرية فى تأمين وصول طائرة نقل عسكرية من طراز «سى 130» إلى مطار كابول الدولى، رغم التحديات الأمنية المكثفة التى يشهدها المطار، ليتمكن رجال قواتنا المسلحة من استعادة جميع الجالية المصرية فى أفغانستان «دون خدش».
البداية كانت بفترة الأحداث الدراماتيكية التى شهدتها أفغانستان عبر سقوط الولايات المختلفة واحدة تلو الأخرى فى يد حركة طالبان، مع انهيار تام للأجهزة الأمنية الأفغانية، وهروب الرئيس الأفغانى وعدد من كبار رجاله إلى خارج بلاده، لتسقط العاصمة «كابول» دون مقاومة، أو مواجهة.
وشهدت العاصمة الأفغانية، ومطار كابول الدولى، حالة من الهرج والمرج الكبرى، التى انتهت بوفاة الكثيرين خلال محاولتهم الهروب إلى خارج البلاد، وشاهد العالم مقاطع فيديو تظهر تعلق البعض على طائرات عسكرية فى محاولة منهم للفرار، إلا أن الموقف المصرى كان مختلفاً، حيث وجّهت الأجهزة الأمنية المعنية، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، بضرورة العمل على تجميع المصريين فى أفغانستان داخل مقر السفارة.
السفارة المصرية جمعت «الجالية» بمقرها فور سيطرة «طالبان»
وبالفعل تواصل رجال السفارة المصرية فى «كابول»، مع أبناء الجالية المصرية فى أفغانستان فرداً فرداً، ومنهم البعثة الأزهرية التى كانت تُدرس لقرابة الألف طالب وطالبة فى المعهد الأزهرى فى كابول، وغيرهم من المصريين الموجودين هناك، ليتم مطالبتهم بضرورة التوجه إلى السفارة بشكل فورى حفاظاً على أمنهم وسلامتهم.
وعقب توجيه السفارة بضرورة التحرك إليها، جمع المصريون فى أفغانستان أبرز احتياجاتهم، ثم توجهوا إلى مقر السفارة، وسط تأمين على أعلى مستوى لها، وذكر عدد من العائدين من أفغانستان، لـ«الوطن»، أنه عقب تحركهم تجاه السفارة، فوجئوا بوجود أعمال عنف واسعة النطاق فى نطاق العاصمة، وموجات من السلب والنهب، وسرقة واسعة النطاق، وأعمال عنف بدنى وغيرها من الجحيم الذى انفتح على سكان العاصمة الأفغانية، مشيرين إلى أن توجيه الأجهزة الأمنية المصرية بتجميعهم فى السفارة أنقذ حياتهم وممتلكاتهم.
وبعد الوصول للسفارة عملت البعثة المصرية الدبلوماسية فى «كابول» على توفير متطلبات الإعاشة الرئيسية للجالية، والتنسيق مع مختلف الجهات الفاعلة والمسيطرة على مطار كابول الدولى حول «الوقت المناسب» لنقل المصريين من «كابول» إلى أرض الوطن.
طائرة «سي130» نقلتهم إلى حضن الوطن.. وتوقيع الكشف الطبي عليهم فور وصولهم
وعقب إتمام الإجراءات الأمنية، التى كان يتابعها الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، لحظة بلحظة مع مسئولى الأجهزة الأمنية المعنية ووزارة الخارجية، وجّه الرئيس القيادة العامة للقوات المسلحة باتخاذ اللازم لإرجاع المواطنين المصريين من الأراضى الأفغانية لأرض الوطن بسلام، ليتم التنسيق بين الأجهزة الأمنية، لتنجح فى إرسال طائرة عسكرية من طراز «سى 130»، إلى مطار كابول الدولى، وتتحرك منه دون «خدش واحد» لمواطن مصرى.
وكان خيار القيادة العامة للقوات المسلحة هبوط الطائرة العسكرية التى نقلت المصريين من أفغانستان فى قاعدة شرق القاهرة الجوية العسكرية، المجاورة لمطار القاهرة الدولى، ليتم اتخاذ إجراءات على أعلى مستوى ممكن لاستقبالهم، وهو ما جرى فى منتصف ليل أمس.
أول الاستعدادات كان بتوفير سيارتى إسعاف تابعتين للقوات المسلحة، ومجهزتين على أعلى مستوى ممكن، لإجراء الكشف الطبى على العائدين من الخارج، والتأكد من سلامتهم، والتدخل حال وجود الحاجة للرعاية الطبية والصحية لأى منهم.
أما ثانى الاستعدادات، فكان باتخاذ إجراءات للتأمين «الإدارى» لاحتياجاتهم، عبر توفير وسائل نقل تنقل من يريد منهم إلى المواقف العامة، كما انتظر عدد من ذوى القادمين من الخارج بالقرب من قاعدة شرق القاهرة الجوية لاستقبالهم، وتوصيلهم إلى منازلهم.
الرئيس السيسي تابع تأمينهم لحظة بلحظة.. وقادة القوات المسلحة استقبلوهم بـ«الورود»
وعقب الوصول إلى «القاعدة الجوية»، حرص عدد من كبار قادة القوات المسلحة على استقبالهم، حاملين الورود التى أعطوها لهم، مؤكدين لهم أن مصر لا تنسى أبناءها الأوفياء، وتعمل على رعايتهم فى أى مكان كانوا.
وحرص المصريون العائدون من أفغانستان على رفع «العلم المصرى»، كما وجهوا الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وللقيادة العامة للقوات المسلحة، ولجهاز المخابرات العامة المصرية، على رعايتهم الكاملة حتى عادوا إلى أرض الوطن بسلام.
وضمت الجالية المصرية القادمة من الخارج كلاً من البعثة الأزهرية فى أفغانستان، وكل المواطنين المقيمين هناك، فضلاً عن أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية فى «كابول».
وعمل المبعوثون من الأزهر الشريف على التدريس فى المعهد الأزهرى المصرى بكابول، الموجود فى العاصمة الأفغانية، كما شارك أفرادها فى برامج ثقافية لنشر الفكر القويم بين أبناء الشعب الأفغانى، فضلاً عن جوانب أخرى، مثل عقد مسابقات أدبية، وورش تدريبية للدعاة وغيرهم، وذلك قبل عودتهم لمصر.
وجاءت عودة المصريين من كابول، فى إطار اهتمام الدولة برعاية أبنائها بالخارج، وتوفير أعلى درجات الحماية لهم، تجنباً لأية مخاطر قد يتعرضون لها بسبب الظروف التى تعيشها دولة أفغانستان الفترة الحالية.
وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، مساء أمس، خلال مداخلة هاتفية لأحد البرامج التليفزيونية قبل ساعات، عما حدث فى دولة أفغانستان، موضحاً أن التحدى هو «إسقاط الدول»، وليس «إسقاط الأنظمة»، مشيراً إلى أن دولة أفغانستان منذ 50 عاماً كانت بشكل مختلف عما هى عليه حالياً.
وحذّر الرئيس من خطورة استهداف أى دولة بهدف تدميرها، مشيراً إلى أهمية «قضية الوعى» بمفهومها الشامل، وأهمية وجود قيادة ورأس تتحمل المسئولية، وتتخذ القرارات، وإلا فإن سقوط الدولة قد يحدث، ويبدأ العبث بمقدراتها، وهو ما ظهر فى أفغانستان ودول أخرى.