«خسر كل شيء».. ناجٍ من انفجار مرفأ بيروت يروي تفاصيل 17 ساعة تحت الحطام

كتب: سمر صالح

«خسر كل شيء».. ناجٍ من انفجار مرفأ بيروت يروي تفاصيل 17 ساعة تحت الحطام

«خسر كل شيء».. ناجٍ من انفجار مرفأ بيروت يروي تفاصيل 17 ساعة تحت الحطام

17 ساعة و20 دقيقة كاملة، قضاها الشاب اللبناني «عصام عطا» تحت ركام انفجار مرفأ بيروت، قبل عام من الآن، في ظلام تام وآلام بارحة، ساعات لا يقوى الزمن على محوها من ذاكرته، استيقظ من نومه مبكرا كعادته كل يوم وفي العصر وحينما كان في الطابق الأرضي من منزله، سمع أصوات انفجارات خافتة، فقرّر حينها الصعود إلى الطابق الأوّل من المبنى، حيث يتواجد أخيه وصديقه ليسألهم ماذا حدث، ومن هنا وقعت الكارثة.

منزل عصام المصنف تراثيا في بيروت ينهار فوق رأسه

«وقتها مكنتش عارف إيه بيحصل برا وأنا بجري وقع كل السقف عليا وفضلت تحت الأنقاض»، بصوت لايزال مرتجفا من هول المشهد يروي الشاب اللبناني الذي ظل محور حديث وسائل الإعلام اللبنانية فترة طويلة، في حديثه لـ«الوطن»، غرابة واقعة إنقاذه بعد أن خرق الزجاج المتطاير جسده، وتدمّر المبنى على رأسه بالكامل.

لحظات الخوف والقلق تحت الركام

عمر جديد كُتب للشاب الثلاثيني الذي أبت روحه أن تفارق جسده العليل، بعد 5 دقائق من الانفجار، استعاد «عصام» وعيه، ليجد نفسه عالقًا تحت ركام المبنى المهدّم من فوقه، وازداد شعوره بالألم في قدمه اليسرى التي أصيبت بإصابات بالغة جراء الحطام الذي وقع عليه، «بعد نحو 3 ساعات من الانفجار، وصل الدفاع المدني اللبناني، والفلسطيني، والجيش اللبناني، وبدأت محاولات إنقاذ كل اللي تحت  الحطام وبدأوا في إنقاذي بعدما سمعوا صوت صراخي الشديد».

لحظة إنقاذ«عصام» بعد نحو 18 ساعة قضاها تحت ركام بيته

محاولات استمرت ساعات طوال وبحرص شديد، نجحت الفرق العاملة في إنقاذ«عصام» من تحت ركام بيت العائلة المكون من ثلاثة طوابق وعمره أكثر من 100 سنة ومصنف تراثيا في بيروت، وسط احتفالات واسعة من المتابعين لجهود الإنقاذ بينما التزم هو الصمت وظل شاردًا في خياله يستوعب ما يحدث من حوله «طول الوقت وأنا تحت الركام كنت بفكر كيف حال أخويا عبده اللي كان معي بالبيت ياترى عايش ولا مات وياترى هطلع ولا لأ».

إعاقة بالقدم اليسرى بعد عام كامل من انفجار مرفأ بيروت

ثوان قليلة استجمع فيها «عصام» قوته ليكمل حديثه عن الحادث الأليم، قائلا: «خسرت كل شيء في لحظة واحدة»، بصوت حزين مستسلم للواقع الأليم يروي الشاب اللبناني كيف انقلبت حياته رأسا على عقب بعد انفجار مرفأ بيروت، توفي شقيقه الذي كان معه ببيت العائلة، وخرج من تحت الركام مصاب بكسور شديدة في قدمه اليسرى ولايزال يعاني من إعاقة بها حتى اليوم، حتى المطعم الذي كان يمتلكه بجوار البيت خسره أيضا.

أشهر طوال قضاها «عصام» في تلقي العلاج، خضع لجراحة بقدمه اليسرى على نفقة الدولة، بينما استكمل رحلة علاجه وتعافيه كاملة على نفقته الشخصية، محاولاته المستمرة لتجنب المرور من مكان الحادث رهبة من المواجهة الصعبة تجاوزها بدعم من عائلة وأصدقائه، «أول مرة مريت على المكان كان حطام زي ماهو لسه اتذكرت كل شئ».

عصام يشارك في وقفة حداد من مكان انفجار مرفأ بيروت

في الذكرى الأولى من انفجار مرفأ بيروت، يستعد الشاب الناجي للمشاركة، اليوم، في وقفة حداد على أرواح الضحايا من مكان الحادث نفسه، رغبة في التعبير عن تمسكه وكافة أسر الضحايا بمعرفة الحقيقة، «مر عام كامل ولم تظهر الحقيقة الّتي تُشفي صدورنا ولا تزال الكثير من المنازل متضرّرة حتّى اليوم»، بحسب وصفه.


مواضيع متعلقة